طالب بلير بفصل الإسلام عن السياسة وبأن يعطي الغرب الأولوية لمكافحة ظاهرة التطرّف الديني التي تهدّد العالم، عبر تعاونه مع روسيا والصين، وتوقع أن يدفع العالم ثمنًا باهظًا لعدم تدخّل الغرب عسكريًا في سوريا، متمثلًا في انتشار التشدّد الراديكالي.


سالم شرقي من دبي: إستحوذت رؤية رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير لخطر تيار الإسلام السياسي على اهتمام الصحف البريطانية والعالمية، حيث أكد بلير بصورة واضحة وبلا مواربة، وبما لا يدع مجالًا للشك، أن الإسلام الراديكالي السياسي المتشدد هو الخطر الأكبر، الذي يهدد استقرار العالم، داعيًا القوى الغربية إلى التوحّد في مواجهته. تفاصيل

ذهب بلير بعيدًا في دعوته إلى مواجهة التيار الإسلامي المتطرف، حيث أكد أنه يتوجب على الغرب تنحية مشاكله مع روسيا، والتغاضي، ولو مؤقتًا عن مشكلة أوكرانيا، وكذلك مد جسور التعاون مع الصين من أجل ضمان توحد العالم في وجه التيارات المتشددة، التي تفسد على العالم استقراره، وتهدد بنشر الصراعات الفكرية والثقافة والدينية في العالم كافة.

مناهج إرهابية

وأشار بلير إلى أن دولًا عربية وإسلامية تتمتع بصداقة قوية مع الغرب، ولا تتردّد في تقديم الدعم لمكافحة الإرهاب، ولكن هذه الدول تقوم بتعليم الأجيال الجديدة المبادئ الأساسية للإرهاب في المناهج الدراسية، وهو ما يؤكد وجود خلل كبير.

وأكد بلير أن العالم بأسره سوف يدفع ثمنًا باهظًا لعدم تدخل الغرب عسكريًا في سوريا لحسم الصراع هناك، حيث يرى أن التيارات المتشددة سوف تشكل خطرًا كبيرًا في ما بعد، ونوّه بأنه لو كان رئيسًا للوزراء لوافق فورًا على حظر جوي فوق سوريا على أقل تقدير، مع رفضه التام لعبث إيران وحزب الله في سوريا، أو أي حلّ سياسي بغيض، يسفر في النهاية عن بقاء بشار الأسد في السلطة.

وطرح بلير سؤالًا يفتح أبوابًا للجدل، وهو تأثير دخول الدين، وتحديدًا الإسلام، في السياسة، مشيرًا إلى أن ذلك يفتح أبوابًا من عدم الاستقرار في العالم بأسره.

لفصل الإسلام عن السياسة

وأضاف قائلًا: quot;مشاكل هذه المنطقة من العالم لا تتمثل في الصراع السني - الشيعي، أو تناقص الفرص الاقتصادية، وفرص الحياة الكريمة لبعض مجتمعاتها، ولكن الأمر يتعلق بمكانة الدين وتأثيره، وخاصة الدين الإسلامي وعلاقته بالسياسةquot;.

يذكر أن بلير أثار جدلًا كبيرًا حينما ساند الجيش المصري في خطوته، التي اتخذها بتنحية الحكم الإخواني، على الرغم من أن الرئيس المعزول محمد مرسي تم انتخابه ديموقراطيًا، على حد تعبير صحيفة quot;الغارديانquot; البريطانية.