الخرطوم: اتهم المبعوث الاميركي الخاص الى السودان وجنوب السودان دونالد بوث الحكومة السودانية بارتكاب اعمال عنف "غير مقبولة"، بينها شن غارات جوية ضد سكان مدنيين في العديد من المناطق.

وسارع مسؤول كبير في الحزب الحاكم في السودان الى نفي اتهامات المبعوث الاميركي، مؤكدا ان ليس من صلاحيته الادلاء بمثل هذا التعليق.

وقال بوث خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف شارك فيه صحافيون في الخرطوم ان "اعمال العنف التي ارتكبت بحق المدنيين في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق والعديد من مناطق دارفور هي غير مقبولة".

واضاف ان "الغارات الجوية والهجمات البرية ضد سكان مدنيين والهجمات ضد مستشفيات ومدارس هي امور تثير قلقا بالغا لدى الولايات المتحدة".

ومنذ 11 سنة تقاتل القوات الحكومية متمردين في اقليم دارفور في غرب البلاد، في حين ان قتالًا بين قوات الخرطوم ومتمردين في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق الحدوديتين مع دولة جنوب السودان لا يزال مستمرا منذ ثلاث سنوات.

ويقول هؤلاء المتمردون انهم حملوا السلاح بسبب تهميشهم سياسيا واقتصاديا من جانب نظام الرئيس عمر البشير. واكد بوث ان العلاقات المتوترة بين واشنطن والخرطوم "تتعلق نوعا ما بالطريقة التي تتعامل بها الحكومة مع شعب السودان". غير ان القيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم ربيع عبد العاطي اكد لوكالة فرانس برس ان السودان لا يقبل اتهامات المبعوث الاميركي.

وقال متسائلًا "من اين حصل على معلوماته؟"، مضيفا ان القوات المسلحة السودانية تقوم "بحماية المدنيين وارساء الامن (...) في كل المناطق بما فيها جنوب كردفان". من جهة ثانية اكد بوث ان واشنطن تواصل مباحثاتها مع الخرطوم بشأن شابة سودانية مسيحية تبلغ من العمر 27 عاما وحكمت عليها محكمة سودانية بالاعدام بتهمة الردة.

واثار حكم الاعدام الذي صدر في الاسبوع الماضي بحق هذه الشابة المولودة لام مسيحية واب مسلم والمتزوجة بمسيحي والمسجونة وهي حامل، موجة انتقادات دولية. وفي حين اعتبرت المحكمة ان الشابة مسلمة، وارتدت عن دينها، تؤكد المتهمة انها نشأت على دين والدتها، ولم تكن يومًا مسلمة. وقال بوث "لقد بحثنا هذه القضية مع مسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة السودانية".