اتضح أن سر انحناءة السيسي أثناء اقتراعه اليوم في انتخابات الرئاسة لم تكن لحماية نفسه من اعتداء، كما روّج، وإنما أتت ليلتقط نظارة مراسل تعرّض للضرب من حراس المشير الشخصيين، بعدما ظنوا خطأ أنه يريد عبر دفعهم واقترابه من السيسي افتعال مكروه.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: ذكرت أنباء أن المرشح لرئاسة الجمهورية عبد الفتاح السيسي تعرّض لمحاولة اعتداء من قبل أحد الأشخاص، عقب الإدلاء بصوته في الانتخابات الرئاسية صباح اليوم، إلا أنه تبيّن لـ"إيلاف" أنها لم تكن محاولة اعتداء، ولكنها محاولة من مراسل إعلامي الحصول على تصريح صحافي من السيسي، فتعرّض للضرب على أيدي الحراس الشخصيين للمرشح الرئاسي الأوفر حظًا.

أظهرت لقطات الفيديو أثناء خروج عبد الفتاح السيسي من لجنته الانتخابية عقب الإدلاء بصوته، أنه انحنى، ثم التقط شيئًا ما، ولقت تلك اللقطة ترحيبًا من غالبية المصريين، معتبرين أنها تدلل على تواضعه وحسن خلقه، إلا أن أحدًا لم يعرف السبب الذي من أجله انحنى السيسي على الأرض.

عقب الواقعة، قال مركز بن خلدون للدراسات الإنمائية، في تقريره الأول عن مراقبة الإنتخابات، إن السيسي تعرّض لمحاولة اعتداء من قبل أحد الأشخاص، إلا أن المركز نفسه نفى هذا النبأ في بيانه الثاني، وأوضح فيه: "قالت مصادر من حملة المشير ممن كانوا مصاحبين إياه أثناء التصويت لغرفة عمليات مركز ابن خلدون، إن ما تم الترويج له حول محاولة الاعتداء علي السيسي غير صحيح، وإنه كان مجرد شخص أتى مندفعًا، وتم تفسيره خطأ".

التقاط نظارة
وتبين لـ"إيلاف" من خلال لقطات تداولها النشطاء على مواقع التواصل، تفسّر سر انحناءة السيسي، أنه انحنى لالتقاط نظارة مراسل تليفزيوني تعرّض للضرب بقوة على أيدي حراسه الشخصيين، أثناء محاولته الوصول إلى السيسي، للحصول على تصريح خاص.

وتظهر لقطات مصورة بالفوتوغرافيا، المراسل وهو يحاول الإقتراب من السيسي حاملًا ميكرفون، ثم تعرّضه للكم بقوة من أحد حراس السيسي، ثم استمرار الحراس في ضربه، حتى سقطت نظارته، وتظهر لقطة أخيرة السيسي، وهو يمد يده بالنظارة، ليعيدها إلى المراسل.

توافد المصريون على مراكز الاقتراع منذ الصباح، إلا أن الإقبال تراوح في اليوم الأول 26 مايو/ أيار الجاري، ما بين الضعيف والمتوسط، وتصدرت النساء وكبار السن، المشهد الانتخابي، ما أثار حفيظة السلطات في مصر، وحملة عبد الفتاح السيسي، لاسيما أنها تراهن على خروج المصريين في التصويت بكثافة أكبر من انتخابات العام 2012، التي فاز فيها الرئيس المعزول محمد مرسي.

ويأتي رهان السيسي على كثافة المشاركة من أجل إثبات أن ما حصل في 3 يوليو/ تموز من عزل لمرسي، عبر تدخل الجيش، لم يكن انقلابًا عسكريًا، ولكن ثورة شعبية.

عطلة للتصويت
وفي محاولة من الحكومة، لتدارك ضعف الإقبال على التصويت، أصدر رئيس الحكومة ابراهيم محلب قرارًا بمنح العاملين في الدولة، سواء في القطاع العام أو الخاص، عطلة رسمية ثاني أيام التصويت، غدًا الثلاثاء.

واعترف محلب بضعف الإقبال في منتصف النهار، وأرجع ذلك إلى ارتفاع درجة الحرارة. وقال في لقاء مع التليفزيون الرسمي للدولة، الانتخابات تعتبر "يومًا مشهودًا وتاريخسًا ويعتبر هذا اليوم يومًا لميلاد إرادة الشعب المصري"، مضيفًا أنه "شهد خلال جولاته التي قام بها اليوم المصريين وهم يكتبون مستقبل مصر باختيارهم رئيسهم المقبل بإرادة حرة عن طريق انتخابات تتسم بالنزاهة والشفافية والحياد".

وأكد محلب أن ارتفاع نسبة المشاركة ستعطي دفعة للرئيس الجديد، وتجعله ينطلق بشعبه إلى مستقبل مشرق. وقرر اعتبار غدًا الثلاثاء 27/5/2014 يوم إجازة رسمية في القطاع الحكومي، "وذلك نزولًا عند الرغبة الشعبية للمشاركة في الانتخابات الرئاسية"، مناشدًا "القطاع الخاص منح إجازة مماثلة للعاملين فيه أو التيسير عليهم ليتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم".

وعن مشاركة منظمات المجتمع المدني والمؤسسات والمنظمات الدولية المعنية بمتابعة الانتخابات، قال محلب إنه التقى عددًا كبيرًا منهم خلال الجولات التي قام بها، مشيرًا إلى عدم وجود أي سلبيات تشوب العملية الانتخابية، وإنها تسير بكل سهولة ويسر من دون معوقات.

لأعداد تترجم الإرادة
ودعا الناخبين إلى زيادة الأعداد المشاركة في ثاني أيام التصويت، وقال إنه يجب على من لم يشارك في اليوم الأول أن ينزل للتصويت في اليوم الثاني، معتبرًا أن الإنتخابات تمثل "مستقبل وطن تألم كثيرًا". وتابع: "يجب أن تكون الأعداد معبّرة عن إرادة شعب".

ورغم تصريح رئيس الوزراء بعدم رصد أية انتهاكات، إلا أن تقارير المنظمات المراقبة قالت إنها وثقت العديد من الانتهاكات، كان النصيب الأكبر فيها لمؤيدي السيسي. وذكرت تقارير غرفة عمليات مركز ابن خلدون في نهاية اليوم الأول لتصويت المصريين، أنها رصدت 106 انتهاك، أبرزهم قد حدث في محافظة الدقهلية بعدد 16 انتهاك، ومحافظة الأسكندرية بـ 12 انتهاك.

انتهاكات شاملة
أما عن محافظات القاهرة والجيزة فكان عدد الانتهاكات فيهما 10، وفي محافظتي قنا والشرقية 7 انتهاكات، ومحافظة الغربية بواقع 6 انتهاكات، بينما كان حجم الانتهاكات في محافظات بني سويف والمنيا والأقصر بواقع 5 انتهاكات، ومحافظة البحيرة 4 انتهاكات، ثم محافظات كفر الشيخ وأسوان وبورسعيد 3 انتهاكات، ومحافظات المنوفية والإسماعيلية والفيوم وجنوب سيناء بواقع انتهاكين، وانتهاك واحد في البحر الأحمر وأسيوط.

وأوضحت المنظمات أن مؤيدي السيسي ارتكبوا 45 حالة انتهاك، و30 انتهاك من القضاة والمشرفين على الانتخابات، و18 حالة انتهاك مجهولة الهوية، و6 حالات من قوات الأمن، و4 حالات من الحملة الرسمية لدعم المرشح عبد الفتاح السيسي، وحالتين من المؤيدين لحمدين صباحي، وانتهاكًا وحيدًا من حملة صباحي.

وأشارت إلى أنها استطاعت توثيق انتهاكات حملة "مستقبل وطن" المؤيدة للسيسي، في جميع محافظات مصر، لافتة إلى أن الحملة حشدت المصريين للتصويت لمصلحة السيسي في محافظات: المنيا وبور سعيد وبني سويف والبحيرة والمنوفية والشرقية والغربية و القليوبية ودمياط وسوهاج وقنا والأقصر.

ولفتت إلى أن الحملة استخدمت أوتوبيسات تحمل صورة السيسي وشعار حملته الانتخابية. وقالت داليا زيادة مدير مركز ابن خلدون: "البعض أساء استغلال أسماء المرشحين في عمل دعاية شخصية لنفسه، ظنًا منه أنه يدعم مرشحه، ولكنه يسيء بذلك إلى موقف مرشحه وإلى عملية النزاهة بالكامل".