تدور منذ فجر اليوم معارك في مدينة سامراء شمال غرب بغداد بين القوات الأمنية العراقية ومسلحين ينتمون إلى "داعش" سيطروا على بعض أحيائها، وحاولوا اقتحام مرقد الإمامين العسكريين للشيعة، في سيناريو شبيه بتفجير المرقدين عام 2006، الذي فجّر حربًا طائفية في البلاد، حيث قتل وأصيب حتى الآن حوالى 60 شخصًا، معظمهم من عناصر الأمن.


أسامة مهدي: هاجم عشرات المسلحين قيل إنهم ينتمون إلى تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية "داعش" فجر اليوم بعض أحياء مدينة سامراء (125 كم شمال غرب بغداد)، ونجحوا في الوصول إلى مسافات قريبة من مرقد الإمامين العسكريين للشيعة في المدينة، في محاولة لاقتحامه، وأفاد رائد في الشرطة أن "ستة من عناصر الشرطة الاتحادية قتلوا وأصيب نحو 24 في الهجوم.

لكن القوات الأمنية تصدت للمهاجمين، وأعادتهم على أعقابهم، الأمر الذي دفع بهم إلى دخول بعض أحياء المدينة، وسط مخاوف من تكرار سيناريو الحرب الطائفية في البلاد عام 2006، عندما فجّر مسلحون مرقد الإمامين، مما أدى إلى تفجر حرب شيعية سنية طائفية لمدة عامين أدت إلى مقتل المئات من العراقيين.

وأشار العميد سعد معن الناطق باسم وزارة الداخلية إلى تواصل مواجهات مسلحة تدور منذ فجر اليوم في أحياء عدة من المدينة، بين مجاميع مسلحة والقوات الأمنية، نافيًا أن تكون هناك مراكز شرطة أو مواقع أمنية قد سقطت في أيدي المسلحين الذين دخلوا إلى أربعة أحياء من المدينة في وسطها وشرقها.

واعترف الناطق باسم الداخلية بشراسة المواجهات المسلحة التي تدور في هذه الأحياء الأربعة، وهي المعتصم والمثنى وجبيرية الأولى والثانية، مشيرًا إلى أن القوات الأمنية قتلت العديد من المسلحين، وتحاول حاليًا ضرب طوق من الحصار عليهم بعد انتشارهم عند الساعة الرابعة والنصف من فجر اليوم في هذه الأحياء.

من جانبه، قال مصدر في شرطة سامراء إن مجاميع مسلحة دخلت مدينة سامراء فجر اليوم، واستولت على عدد من مراكز الشرطة، وأعلنت عبر مكبرات الصوت "الجهاد"، داعية الأهالي إلى عدم الخروج من منازلهم، وأنهم آمنون على أنفسهم، حيث تشير تقارير أولية إلى مقتل سبعة من عناصر الشرطة، بينهم ضابط، لحد الآن في هذه المواجهات. وأوضح أن قوات أمنية إضافية وصلت إلى المكان.

المسلحون يفخخون الأحياء والطيران يقصفهم
وذكر مصدر أمني في قضاء سامراء أن مسلحي داعش قاموا بتفخيخ& الأحياء الأربعة التي سيطروا عليها، وشوارع ومناطق عدة محيطة بها.

وقال المصدر إن المسلحين تمكنوا فجر اليوم من دخول سامراء من جهتها الشرقية في منطقة جلام، والتي تمتد حدودها إلى منطقة تلال حمرين في محافظة ديالى المجاورة وبأعداد كبيرة، مزوّدين بمختلف أنواع الأسلحة والسيارات المدنية والعسكرية.

وأضاف أن الطيران يقصف حاليًا مناطق تواجد المسلحين، ويجد صعوبة في ذلك، خاصة بوجود العوائل الساكنة في الأحياء المسيطر عليها من قبل المسلحين، موضحًا في تصريح نقلته الوكالة الوطنية للأنباء أن القوات الأمنية لا تزال تخوض مواجهات مسلحة معهم.

وأشار إلى مقتل وإصابة 54 شخصًا على الأقل، معظمهم من عناصر الأجهزة الأمنية، خلال الاشتباكات الجارية في سامراء. وقال إن القوات الأمنية تحيط بمرقد الإمامين العسكريين، وتنتشر في البنايات والمناطق القريبة منه. وأضاف إن المروحيات العسكرية تحلِّق في أجواء سامراء، فيما سيطر المسلحون على مداخل المدينة وأجزاء عدة منها.

وقد أثارت سيطرة هذه المجاميع المسلحة على أحياء المدينة مخاوف من استهداف مرقد الإمامين العسكريين، في سيناريو مشابه لما حصل في شباط (فبراير) عام 2006 عندما تم تفجيره، وعلى اثره اندلعت أعمال انتقامية منظمة بين الشيعة والسنة.&&
&
&&
&