نجحت القوات الأمنية العراقية اليوم&في طرد مجاميع من مسلحي داعش بعد ساعات من سيطرتهم على 5 أحياء في مدينة سامراء (شمال غرب) ومحاولتهم اقتحام مرقد الإمامين العسكريين، في مسعى إلى تكرار سيناريو تفجيره عام 2006، الذي أشعل حربًا طائفية في البلاد، بينما دعا ائتلاف النجيفي إلى اليقظة وعدم الانجرار إلى محاولات دفع البلاد لمرحلة حرب أهلية جديدة.


أسامة مهدي: تمكنت القوات الأمنية إثر معارك دامية، استمرت منذ فجر اليوم، من طرد مجاميع من مسلحي تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية "داعش" من مدينة سامراء (125 كم شمال غرب بغداد) بعدما سيطروا على 5 من أحيائها، ومحاولتهم اقتحام مرقد الإمامين العسكريين الشيعي، في محاولة على ما يبدو لتكرار سيناريو عام 2006 حين تم تفجير المرقد، الذي تسبب بإشعال حرب شيعية سنية طائفية، راح ضحيتها المئات من العراقيين وأدت إلى تهجير الآلاف منهم.

وقد انسحبت عناصر داعش من مدينة سامراء بعد ظهر اليوم إلى أطرافها بعد فرض القوات الأمنية سيطرتها، وإفشال مسعى المجاميع المسلحة إلى إعلان المدينة، التي تقطنها غالبية سنية، مقرًا لتنظيمها "داعش"، فيما تم إعلان حظر التجوال في المدينة.

وقالت وزارة الدفاع، في بيان صحافي تسلمته "إيلاف"، إن طيران الجيش دمّر ثماني عجلات لداعش، وقتل من فيها في محيط قضاء سامراء. وقال قائد طيران الجيش الفريق الطيار حامد المالكي إن المروحيات العسكرية تحمي سامراء من خلال قصفها المسلحين.

مهاجمة منزل وزير ومرجع يدعو الأهالي إلى مساندة القوات الأمنية
وقد قتل المسلحون ثلاثة من أفراد حماية وزير العلوم والتكنولوجيا عبد الكريم السامرائي، بعد اقتحامهم منزله في المدينة. وأوضح أن المسلحين اقتحموا صباح اليوم منزل السامرائي في حي الخضراء وسط سامراء، وقتلوا ثلاثة من أفراد حمايته بإطلاق النار عليهم. وأشار إلى أن الوزير لم يكن موجودًا في المنزل لدى وقوع الهجوم.

من جانبه خاطب المرجع الشيعي قاسم الطائي، في بيان تسلمته "إيلاف"، أهالي سامراء قائلًا "إن المرقد في عهدتكم وعهدة قواتنا المسلحة، وإن مواجهة هؤلاء الإرهابيين واجب شرعي ووطني وأخلاقي، والذي يقتل في مواجهتهم مع حسن النية وسلامة القصد بأن تكون مواجهته لهم قربة إلى الله وتطبيق شرعه، فهو شهيد محتسب عند الله سبحانه، ويا لها من شهادة حماية لبيوت الله ومراقد أوليائه ودفاعًا عن وطنه".

وفي وقت سابق، فجر اليوم هاجم عشرات المسلحين الذين ينتمون إلى تنظيم "داعش" أحياء مدينة سامراء، ونجحوا في الوصول إلى مسافات قريبة من مرقد الإمامين العسكريين للشيعة في المدينة، في محاولة لاقتحامه، لكن القوات الأمنية تصدت لهم، وأعادتهم على أعقابهم، الأمر الذي دفع بهم إلى دخول بعض أحياء المدينة، وسط مخاوف سادت من تكرار سيناريو الحرب الطائفية في البلاد عام 2006 عندما فجّر مسلحون مرقد الإمامين، ما أدى إلى تفجر حرب شيعية سنية طائفية لمدة عامين، أدت إلى مقتل المئات من العراقيين.

من جهته قال مصدر في شرطة سامراء إن مجاميع مسلحة دخلت مدينة سامراء فجر اليوم، واستولت على عدد من مراكز الشرطة، وأعلنت عبر مكبرات الصوت "الجهاد"، داعية الأهالي إلى عدم الخروج من منازلهم، وأنهم آمنون على أنفسهم، حيث تشير تقارير أولية إلى مقتل سبعة من عناصر الشرطة، بينهم ضابط، لحد الآن، في هذه المواجهات. وأوضح أن قوات أمنية إضافية وصلت إلى المكان.

متحدون تحذر من محاولات دفع العراق إلى حرب أهلية
هذا ودعا ائتلاف "متحدون للإصلاح" بزعامة رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي إلى اليقظة وعدم الانجرار إلى محاولات دفع البلاد نحو مرحلة حرب أهلية جديدة على خلفية أحداث سامراء.

وقال الائتلاف في بيان صحافي حصلت "إيلاف" على نصه إنه "قبل أن يفيق شعبنا العراقي من أزمة حتى تتولد أزمة أخرى لا تقلّ خطرًا، ولا هي أصغر أثرًا من سابقتها، وفي وقت لا تزال المشكلة الأمنية في الأنبار موجودة منذ أشهر عدة من دون حل جدي، ويدفع ثمنها الأبرياء من المدنيين بالقتل والتهجير، ها هي سامراء اليوم تعيش واحدة من أخطر المشكلات بعد سيطرة مجاميع إرهابية على مفاصل المدينة وترويع السكان وقتل منتسبي الأجهزة الأمنية فيها، والتهديد بإعادة سيناريو ما حصل في نهاية عام 2005، والتي أدخلت شعبنا ومجتمعنا في أتون حرب طائفية كان الكل فيها خاسرًا.

وأضاف أن سياسة ترحيل الأزمات المتفاقمة والاعتماد على الحسم العسكري كوسيلة وحيدة في الحل، وتغييب الحوار السياسي والاستهانة بالدم العراقي المراق، لن ينتج منها إلا مشاكل متلاحقة، تظهر هنا وهناك، وبشكل متتابع "حيث يستغل الإرهابيون هشاشة قدراتنا العسكرية والإحباط المجتمعي، لينفذوا من خلالها أجنداتهم الشريرة، وما يحصل في سامراء هو نموذج إضافي لما كنا نحذر منه".

وطالب الائتلاف في الختام القيادات السياسية بالدخول في حوار شامل لبحث كل الملفات التي لم تجد لها حلا ومنذ سنوات، وفتح الملف الأمني بين كل الشركاء، وبروح الفريق الواحد، لإيجاد معالجات شاملة، فها هي سياسة تغييب الشركاء والانفراد بالقرارات الأمنية والمصيرية تثبت عجزها وفشلها مرة أخرى.
&
حظر للتجوال في نينوى إثر تهديدات&
إلى ذلك، أعلنت قيادة عمليات نينوى حظرًا عامًا للتجوال في عموم محافظة نينوى (375 كم شمال غرب بغداد) حتى إشعار آخر.
وقال مصدر في قيادة عمليات نينوى إن قيادة عمليات نينوى فرضت حظرًا للتجوال في عموم المحافظة، بعد ورود معلومات من قبل الأجهزة الاستخباراتية في قيادة العمليات تشير إلى قيام تنظيم داعش بتهديد الأجهزة الأمنية والحكومة المحلية في المحافظة.

وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية في المحافظة انتشرت بشكل مكثف في أرجاء المحافظة، وأغلقت المحال التجارية والدوائر الحكومية خشية وقوع أية عملية مسلحة من قبل عناصر داعش.

من جهتها أكدت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة نينوى اليوم تمكن القوات الأمنية من قتل 40 عنصرًا من داعش، وتدمير أكثر من 12 عجلة تابعة لهم، ومعسكر كامل، وذلك بعد اشتباكات مسلحة، وبإسناد من طيران الجيش في جنوب الموصل.

وقال رئيس اللجنة محمد إبراهيم إن "القوات الأمنية اشتبكت لمدة ثلاث ساعات مع عناصر داعش في منطقة عين الجحش (55 كم جنوب الموصل) ما أسفر عن مقتل 40 عنصرا من داعش، وتدمير معسكر كامل لهم". وأضاف في تصريح نقلته "السومرية نيوز" إن "القوات الأمنية تمكنت أيضًا من تدمير أكثر من 12 عجلة تابعة للتنظيم والاستيلاء على أسلحتهم.

وكان موظفو محافظة نينوى تركوا الدوام الرسمي على خلفية ما يدور في مدينة سامراء من أحداث أمنية. وقال مصدر في الشرطة إن موظفي المحافظة غادروا دوائرهم بقرار من محافظة نينوى على خلفية أحداث سامراء وخشية وقوع أعمال مسلحة في المحافظة.

يذكر أن شوارع الموصل مركز محافظة نينوى تشهد منذ أيام إزدحامات واختناقات مرورية كبيرة، بسبب ترك معظم عناصر شرطة المرور أماكن واجبهم خوفًا من التصفية الجسدية. وقال أحد شهود العيان من الموصل إن عناصر المرور وبسبب تهديدات بالقتل من قبل مسلحين مجهولين إختفوا من شوارع المدينة، تاركين أمر تنظيم السير إلى الباعة المتجولين.

وأضاف أن إزدحامات واختناقات مرورية كبيرة باتت تعانيها شوارع المدينة في ظل غياب عناصر المرور المسؤولين عن هذا الأمر.

&
&&
&