أبلغ مصدر حقوقي سوري "إيلاف"، الأربعاء، أن تنظيم داعش باشر عمليات نقل أسلحة الجيش العراقي، التي استولى عليها مسلحوه خلال المعارك التي تشهدها مناطق غربية عراقية حاليًا، إلى فصائله في مناطق سوريا الشرقية، بإشراف قائد العمليات هناك عمر الشيشاني.. فيما طالب محافظ نينوى بتقديم القادة العسكريين للمحاكمة، بينما دعا الصدر إلى تشكيل سرايا للسلام، رافضًا خوض حرب عصابات.


أسامة مهدي: أبلغ مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن "إيلاف" اليوم أن تشكيلات دولة العراق والشام الإسلامية في العراق باشرت عملية ضخمة تقوم خلالها بنقل الأسلحة التي استولى عليها مسلحوها من معسكرات الجيش العراقي في محافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك إلى الأراضي السورية.

وأشار إلى أن قوافل هذه الأسلحة تتدفق منذ ساعات من الأراضي العراقية، عبر خط مركدة، إلى جنوب محافظة الحسكة السورية الشرقية عن طريق البادية، حيث يتسلمها مقاتلو داعش في محافظتي دير الزور والحسكة.

ووصف عبد الرحمن هذه الأسلحة بأنها حديثة وصالحة للاستخدام، وتتنوع بين الثقيلة والخفيفة والمتوسطة. وأشار إلى أن قائد تشكيلات داعش في المنطقة الشرقية السورية عمر الشيشاني يقوم بالإشراف على عملية نقل الأسلحة هذه التي وصفها بالضخمة.

استنفار كردي
أضاف أن فصائل حماية الشعب الكردي في المنطقة قد أعلنت الاستنفار بين تشكيلاتها المسلحة خشية استخدام داعش لهذه الأسلحة ضد مراكز تمركزها، وخاصة في مناطق بلدية اليعربية.

وفي آخر التطورات الميدانية، فقد سيطر المسلحون اليوم على قريتي الملح وباي حسن في قضاء الدبس التابع لمحافظة كركوك، فيما اقتحموا مقر اللواء 47 في تل الورد في كركوك، واستولوا على جميع الأسلحة فيه. كما استولى المسلحون على الكتيبة المدفعية والكتيبة الهندسية التابعة للواء، فيما فرضوا سيطرتهم الكاملة على قضاء بيجي ليلة أمس، ويقومون بحماية مؤسسات الدولة من العبث أو السرقة.

النجيفي يدعو إلى محاكمة القادة العسكريين
اتهم محافظ نينوى أثيل النجيفي اليوم القادة العسكريين في المحافظة بتضليل القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي عن الوضع الأمني في المحافظة قبيل سيطرة تنظيم داعش على الموصل، وطالب بعرض قائد القوات البرية الفريق أول ركن علي غيدان وقائد العمليات المشتركة الفريق أول ركن عبود كنبر على محاكمة عسكرية لهروبهما من المدينة.

وقال النجيفي في مؤتمر صحافي عقده في أربيل إن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ورئيس الحكومة نيجيرفان بازراني تابعا الأوضاع في الموصل "وكانا على تواصل دائم معنا، على العكس من حكومة بغداد". وأضاف أن رئيس الحكومة نوري المالكي "تأخر في موافقته على مساعدة إقليم كردستان على فرض الأمن في الموصل قبل سيطرة داعش".

الصدر: لتشكيل سرايا للسلام
هذا ودعا زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر إلى تشكيل ما أسماه "سرايا السلام" للدفاع عن المراقد والمساجد والحسينيات والكنائس بالتنسيق مع الجهات الحكومية، مؤكدًا أنه غير مستعد لخوض حرب عصابات وميليشيات قذرة لا تميّز بين الإرهابي والخائف.

وقال الصدر في بيان اليوم إطلعت "إيلاف" على نصه، "بعد كل هذه السياسات الرعناء التي صدرت من هنا وهناك، وبعدما وقع سنة العراق بين فكين، فك الإرهاب والتشدد وفك الميليشيات اللامنضبطة، وبعدما تأججت نار الطائفية بينهم وبين شيعة العراق وتفشت بما لا تحمد عقباه.. فإن القوى الظلامية كانت تتأهب للانقضاض على ركام وضحايا القرارات الخاطئة والطائفية العمياء".
&
وقال "ها هي المجاميع الخارجية قد بدأت باحتلال بعض مناطق العراق الحبيب، وهي الآن أسيرة بيدهم من حيث إنهم لا ورع لهم ولا دين، فقد أرهبوا الجميع بمفخخاتهم وحز الرؤوس وإرهاب المدنيين وسط ذهول أو سكوت ما تبقى من الحكومة"، مبينًا أن "تلك الحكومة ضيعت كل الفرص لإثبات أبويتها، ونحن نرى العراق ينزف أكثر من ذي قبل".

وأشار إلى أنه "من منطلق تجربتنا السابقة وقيامنا بواجبنا آنذاك، سواء مقاومتنا للمحتل أو دفع بعض الإرهابيين الذين حاولوا تدنيس المراقد والمساجد والكنائس، وما نتج من تلك الوقفة من ردود سلبية حتى من أقرب الناس إلينا، فضلًا عن غيرهم". وأكد قائلًا إنه "ومن منطلق الحفاظ على لحمة العراق، فلست أنوي زجّ أبناء العراق بحرب قد زجّنا بها بعض ذوي السياسات المنحرفة".

وأوضح الصدر أنه لا يستطيع "الوقوف مكتوف الأيدي واللسان أمام الخطر المتوقع على مقدساتنا، لذا فإني ومن معي من المخلصين الثابتين على العهد ممن لم تغرّهم الدنيا برواتبها وسياراتها وممن لم يسمعوا الشائعات ضد الحق وقيادته وممن إذا سكتنا سكتوا وإذا تكلمنا أطاعوا... على أتم الاستعداد أن ننسق مع بعض الجهات الحكومية لتشكيل (سرايا السلام) للدفاع عن المقدسات بشرط عدم انخراطها إلا موقتًا في السلك الأمني الرسمي وبمركزية منا لا بالتحاق عفوي يسبب الكثير من الإشكالات".

وشدد بالقول "أما والله فإني لست مستعدًا لا أمام الله ولا أمام شعبي الحبيب أن أخوض معركة عصابات وميليشيات قذرة لا تميز بين الإرهابي وبين الخائف منهم، وأطالب بالخلاص، ولست مستعدًا على الإطلاق أن أكون وسط اللاهثين خلف الكرسي وتثبيته ولا أن أزج نفسي بحرب طائفية ضروس تأكل الأخضر قبل اليابس".
&