دعت السلطات العراقية في بغداد نظيرتها في أربيل الى&تسليمها من وصفتهم بإرهابيين مطلوبين لها، بينهم زعماء عشائر ورجال دين.. فيما طمأن العراق الدول الأوروبية إلى أمن وسلامة بعثاتها الدبلوماسية في البلاد والعاملين فيها، مؤكدًا استعداده لتقديم جميع التسهيلات التي تلبّي حاجتها.


أسامة مهدي: طالب المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة قاسم عطا خلال مؤتمر صحافي في بغداد الاثنين تابعته "إيلاف" سلطات اقليم كردستان بتسليم المطلوبين بالقضايا الارهابية الذين يتواجدون على اراضيها، ومنهم احمد الدباش عضو المكتب السياسي في الجيس الاسلامي في العراق، وعلي حاتم أمير عشائر الدليم سليمان، ورافع الرفاعي مفتي الديار العراقية، الى الحكومة الاتحادية. واشار الى ان هؤلاء يظهرون على شاشات التلفاز لاثارة الفتنة الطائفية، داعيا سلطات الاقليم الى وقف تحركاتهم وتصريحاتهم التحريضية.

وقال عطا ان على إقليم كردستان تسليم المطلوبين وفق المادة الرابعة ارهاب والمتواجدين في كردستان، وفي مقدمهم الدباش والسليمان والرفاعي.. موضحا ان هؤلاء يخرجون على القنوات الفضائية ويحرّضون ضد القوات الامنية والعملية السياسية الديمقراطية ويثيرون الفتنة الطائفية بحسب قوله.

وعبّر المسؤول العسكري العراقي عن استغرابه من سماح "اقليم كردستان لنفسه بايواء مجاميع خارجة عن القانون".. داعيًا اربيل الى "اتخاذ إجراءات ضد بعض القنوات التي يقوم أولئك الخارجون عن القانون باستخدامها لإرسال رسائل الى داعش".

وطالب سلطات كردستان ايضًا بإغلاق مكاتب القنوات، التي قال انها تبث اخبارا غير صحيحة تدعم الارهابيين . وحذر القنوات التلفزيونية من "نقل الاخبار المفبركة التي تهدف الى دعم الارهاب".. مؤكدا& ضرورة تحمل هيئة الإعلام والاتصالات مسؤولية إغلاق مكاتب هذه القنوات، وأخذ الاجراءات القانونية بحقها".

وحول مجريات المعارك الجارية بين القوات الامنية الحكومية والمناوئين لها من مسلحي تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية "داعش" والعشائر والبعثيين، اشار عطا الى ان "القوات الامنية وابناء قضاء تلعفر الشمالية بدأوا باستعادة زمام المبادرة في القضاء من اجل طرد عناصر تنظيم داعش منها، بعد قتل العديد منهم واحراق عجلاتهم".

وأكد مقتل 315 مسلحًا في محافظات الانبار وديالى وصلاح الدين. واشار عطا الى ان قيادة القوات الجوية ما زالت مستمرة في تنفيذ ضرباتها الجوية ضد التنظيمات الارهابية وتم تكبيدها خسائر كبيرة.

على الصعيد الامني نفسه، اعلن مصدر في قيادة العمليات المشتركة ان القيادة العامة للقوات المسلحة ارسلت تعزيزات عسكرية الى قضاء تلعفر، تتضمن نشر وحدات عدة من قوات النخبة وأعتدة، فيما اشار الى نقل هذه التعزيزات بواسطة المروحيات.

وقال المصدر إن "تعزيزات عسكرية وصلت اليوم الى قضاء تلعفر لدعم القوات الموجودة في القضاء، والتي تقاتل منذ ثلاثة ايام مسلحي داعش الذين يحاولون الدخول والسيطرة عليه"، مبينا أن " التعزيزات شملت وحدات من قوات النخبة العراقية وأعتدة". واشار الى ان هذه التعزيزات تم نقلها بالمروحيات.

وكانت مصادر في محافظة نينوى اوضحت في وقت سابق اليوم أن تنظيم داعش سيطر على اجزاء من قضاء تلعفر (90 كلم غرب الموصل .. 405 كلم شمال بغداد) وخاصة مطارها العسكري. وقضاء تلعفر يعد القضاء الوحيد في محافظة نينوى، الذي لم ينسحب الجيش العراقي منه، كما حصل في باقي مناطق المحافظة، التي تركها من دون قتال، فيما وصف رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي ما حدث في نينوى بالمؤامرة الكبرى التي تقف خلفها دول كبرى.

وكان تنظيم داعش قد فرض سيطرته على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى في العاشر من الشهر الحالي، واستولى على المقار الأمنية فيها ومطارها، وأطلق سراح المئات من المعتقلين، ما أدى إلى نزوج مئات الآلاف من أسر المدينة إلى المناطق المجاورة وإقليم كردستان، كما امتد نشاط داعش إلى محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى والانبار.

قسم من طاقم الامم المتحدة غادر العاصمة العراقية
واعلنت الامم المتحدة الاثنين ان قسما من طاقمها في بغداد غادر العاصمة العراقية "كاجراء وقائي" وسينتقل الى مناطق اخرى في العراق.
واوضح متحدث اممي انه اجراء "موقت" يشمل حتى الآن 58 من اصل نحو مئتي موظف دولي في الامم المتحدة يعملون في العاصمة العراقية ومحيطها.
&

العراق يطمئن الدول الأوروبية إلى سلامة بعثاتها الدبلوماسية
طمأن العراق الدول الاوروبية إلى أمن وسلامة بعثاتها الدبلوماسية في العراق والعاملين فيها، مؤكدا استعداده لتقديم جميع التسهيلات التي تلبي حاجة هذه البعثات.

وخلال اجتماعه بسفراء دول الاتحاد الاوروبي في بغداد اليوم استعرض زيباري التطورات الامنية التي يشهدها عدد من المحافظات العراقية "وخاصة الهجمات التي تقوم بها المجموعات الارهابية من تنظيم (داعش، وبقايا النظام السابق) وما تمثله هذه التطورات من تحد امني خطير لا يهدد العراق فحسب، بل كل دول المنطقة والعالم"، كما قال بيان صحافي لوزارة الخارجية عقب الاجتماع اطلعت على نصه "إيلاف".

واشار الوزير "الى جهود الحكومة والقوات العراقية في مواجهة هذه الجماعات ومحاولة اعادة الامن واستعادة المناطق التي سيطرت عليها.. وأكد ان هناك تطورات مطمئنة لاحتواء الازمة".. وشدد على اصرار الحكومة على عدم اعطاء الفرصة لهذه الجماعات الارهابية بالعودة او فرض الوجود.

وقدم الوزير تقديره لمواقف جميع الدول الاوروبية التي اعلنت عن دعمها ومساندتها للعراق في مواجهة هذه الجماعات. وقال ان المواقف تأتي ضمن سلسلة مواقف صدرت من مجلس الامن وجامعة الدول العربية والاتحاد الاوروبي، التي أكدت استعدادها لتقديم الدعم والمساندة. واكد حرص الحكومة العراقية على امن وسلامة جميع البعثات الدبلوماسية والعاملين. وقال ان وزارة الخارجية مستعدة لتقديم جميع التسهيلات التي تلبي حاجة هذه البعثات.

واليوم أعلنت وزارة الخارجية الاميركية أن سفارتها في بغداد ما زالت مفتوحة وتتواصل مع العراقيين وقادتهم السياسيين. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي في بيان ان "الولايات المتحدة تساند العراق وشعبه بقوة في مواجهتهم للتحديات الامنية التي يسببها المتطرفون بعنفهم"، مشيرة الى ان "الشعب العراقي اعتاد على رفض عنف التطرف، معربين عن رغبتهم في بناء مجتمع افضل لأنفسهم ولأطفالهم".

على الصعيد نفسه قال وزير الداخلية الأردني حسين المجالي اليوم إن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأردنية انتشرت لضبط الحدود مع العراق في ضوء ارتفاع وتيرة الأحداث هناك.

جاء ذلك خلال جلسة في مجلس النواب وجمعت النواب بالفريق الحكومي لمناقشة أحداث العراق وأثرها على الأردن. وأضاف المجالي "لم يدخل أي لاجئ عراقي إلى البلاد ولا نخطط لبناء مخيم للعراقيين". واشار الى انه في حال بدأ توافد لاجئين عراقيين إلى الأردن سيجري التنسيق مع العراق والجهات ذات العلاقة كافة والمنظمات الدولية.

من جهته، قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة إن الأردن يتابع بحذر ما يجري في العراق، ووصف الأحداث المتسارعة في العراق بالمثيرة للدهشة. وحذر من "تولد الإرهاب في المنطقة"، وأشار إلى أن "ما يحدث في العراق ليس بمعزل عن سوريا".


&