يرى الكثير من العراقيين أنه قد أصبح من الضروري تنحّي نوري المالكي عن السلطة، إذا ما كان ذلك يحقق الأمن والسلام، وينهي المعارك الدائرة الآن في العديد من محافظات البلاد.


عبد الجبار العتابي من بغداد: في ظل الأحداث الجارية في العراق، والمعارك الدائرة في العديد من المدن، تطلّ قضية تنحّي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي كأحد الحلول التي قد تبعث رسائل طمأنة إلى معظم المختلفين معه، وتتسبب في توقف الحرب، خاصة أن العديد من الكتل السياسية يطرح الموضوع بشكل صريح، ويؤكد أن تغيير المالكي سيكون من الأولويات التي تتم مناقشتها في سعيها إلى تهدئة الأمور وإيجاد مناخات للتفاهم.

من أجل رسم صورة واضحة للخطوط العريضة، التي تتشكل خلالها الحكومة العراقية الجديدة، برئاسة المالكي أو سواه، استطلعت "إيلاف" آراء مواطنين عراقيين مختلفين في الديانة والمذهب، للتعرف إلى وجهات نظرهم بما يحدث على الأرض وفق تصورات المطالبة بعدم تولي المالكي لولاية ثالثة.

شيعي: ليس هو المشكلة
لا يعتقد عباس شمخي، (شيعي)، أن الخلافات "اسمها نوري المالكي، بل تتعداه إلى أبعد من ذلك". وقال: برأيي فإن الخلافات التي تدور بين الكتل السياسية، ولا أقول المواطنين العراقيين على اختلاف مسمياتهم، لا يمكنها أن تنحصر في اسم نوري المالكي، فقبل ذلك كان إبراهيم الجعفري رئيسًا للوزراء، وقال البعض إن المشاكل ستنتهي بمجرد إبعاد الجعفري عن السلطة، وتم إبعاده، ولم يتغيّر شيء، لأن المشاكل التي يختلقها السياسيون، ليس الهدف منها شخصًا معينًا، بل إن الخلافات أكبر من هذا.

أضاف شمخي: بصريح العبارة أنا أرى أن المشكلة تتعلق بالشكل الجديد للعراق، وبأن هناك الكثير من دول الجوار والدول الأخرى التي لا يعجبها أن يكون مستقرًا، ويعيش مثلما يعيشون، فكل دولة تريد أن تضمه إليها، ويكون تحت تصرفها. وتابع: أنا مواطن عراقي أرى لو أن القضية تتعلق بعدم تولي المالكي لولاية ثالثة، فسوف أكون أول المؤيدين لها، لكنني لا أعتقد ذلك.

سني: نعم هو نقطة الخلاف
من جانبه، أكد ذاكر الحمداني أن المالكي هو نقطة الاختلاف بين الكتل، ولا بد من إبعاده. وقال: حاليًا.. هو نقطة الخلاف بين الكتل جميعها. ورأي المواطنين من الطائفة السنية أن رأس المشاكل هو المالكي، وأنا أعتقد أنه سبب كل المشاكل، لأنه لم يعرف كيف يتعامل مع الناس، التي صارت تنصاع وتصدق كل ما يقوله سياسيوها ورجال الدين من أنهم مهمّشون مضطهدون ومواطنون من الدرجة الثانية، قد يكون الكلام غير صحيح كله تمامًا، إلا أن عدم انتباه المالكي إليهم يجعلهم يشعرون بالغبن، وحتى حينما خرجوا بالاعتصامات والتظاهرات، فالكلمة التي سمعوها منه أنها (فقاعة)، وهذا ما جعل الكثيرين يزدادون كراهية تجاهه، ويتمنون أن يتنحى عن السلطة، وهذه أمنية الآن، هي كل ما يريده المواطنون في المحافظات المنتفضة على المالكي ألا يتولى المالكي السلطة لمرة ثالثة، وقد خيّبت ظنهم الانتخابات الأخيرة، إن كل ما يريده السنة الآن هو أن يذهب المالكي.

أضاف: أحيانًا تحدث حالة عناد طائفية، لكن تمسك الشيعة بالمالكي لا أعتقد أنه رأي صحيح، فلو كان في اختيار غيره الحل لبعض المشاكل، فيجب على الشيعة أن يختاروا غيره، وليكن ذلك من باب التجربة، وأنا أعتقد أن الكثير من الأمور ستتغيّر إذا ما تغيّر&وذهب المالكي، فالسنة سيجدون أنفسهم وقد حققوا مرادهم، فلنقل إنها مجرد حسرة في القلب!!.

كردي: ربما تتحسن الأحوال
أما محمد رشيد زنكنة، (كردي)، فقد أيّد فكرة أن المالكي صار جزءًا من المشكلة. قال: أنا أسمع أن الكثير من الكرد والسنة وبعض الشيعة يطالبون المالكي ألا يتولى رئاسة الحكومة لمرة ثالثة، هذا يعني أن الشركاء لا يريدونه، وكل واحد لديه سبب معيّن، قد لا أفهم في السياسة كثيرًا، ولكن إذا كانت حجّة هؤلاء هي المالكي، وأن الأمور ستصبح جيدة بدونه، فلماذا لا يرحل، ويأتي آخر غيره.

أضاف: حصلت مشاكل كثيرة في زمن المالكي، وهذا الوضع الذي يعيشه العراق الآن، بسبب أن هناك من يكره المالكي، ولا يريد بقاءَه لأسباب مختلفة. أنا لا أقول إنه غير جيد، ولا أقول إنه جيد، ولكن لتقلب الكتل السياسية الصفحة الحالية، وتفتح صفحة جديدة، ويذهب المالكي، ويأتي غيره، والله يحب المحسنين.

تركمانية: المشكلة أكبر منه
&فيما أشارت شاكرة شوكت، (تركمانية)، إلى أن القضية طائفية، ولا علاقة لها بشخص المالكي. وقالت: دعنا نتحدث بصراحة إن قضية الخلاف ليست على شخص المالكي بالتحديد، وإنما المشكلة طائفية، وحتى لو تم استبعاد المالكي، فلا أعتقد أن المشاكل والخلافات ستنتهي، لأن الخصوم سيرددون الكلام نفسه: إنه طائفي، وإنه يهمّش السنة، ويضطهد الأكراد، ويحارب الميليشيات، وهذه أسطوانة مشروخة ما زلنا نسمعها منذ عشر سنوات.

وتعتقد شوكت أن القضية مرتبطة بأجندات خارجية ومصالح دولية، "والمهم أن لا تهدأ هذه المنطقة، ولو أن أميركا أرادت أن تكون الأوضاع أفضل لجعلتها، وإلا بربك ألا تعرف أميركا أن دولة قطر ترعى الإرهاب وتدعمه، فماذا فعلت لها؟. لاشيء. بل إنها أعطتها هدية، وهي تنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2022، أليس هذا صحيحًا؟.

مسيحي: لنجرّب البديل
مسك ختام الآراء كان عند المواطن ليث سامي، (مسيحي)، الذي أشار إلى أنه مع تنحّي المالكي، إذا ما تحقق منه مصلحة البلاد، وقال: من وجهة نظر شخصية أقول إن العراق لا يتوقف عند شخص واحد، وهو ليس ملكًا لشخص معيّن، وإذا كانت مسألة عدم تولي المالكي لولاية ثالثة فيها خير للعراق وتوقف للمعارك ومغادرة (داعش) الموصل، فأنا سأكون أول المؤيدين. وأعتقد أن المالكي نفسه سيكون أول من يفعل ذلك، ولكنني أشك في هذا.

يرى سامي أن الكثيرين غاضبون على المالكي، ولا يريدونه لولاية ثالثة، بحجة أنه دكتاتور أو طائفي أو لا يعرف كيف يدير أمور الدولة، وخاصة من قبل الأكراد والسنة، وقد حصلت المعارك المؤذية للناس حاليًا، لذلك فمن الممكن تسمية بديل منه، لأن العراق أكبر من أي شخص، فربما تهدأ الأوضاع، عسى أن تبطل حجة الآخرين، ويعود السلام إلى العراق.

&