قال هوشيار زيباري إن العراق يواجه تهديدًا مميتًا، لكنه لن ينهار كدولة، وإن للشيعة وحدهم الحق في تحديد اسم رئيس الحكومة المقبل، وبشّر بأن لا حرب أهلية في العراق.


أشرف أبوجلالة: أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن بلاده تواجه الآن تهديدًا مميتًا، يتمثل في احتمال تعرّضها للانهيار نتيجة الضغوط التي تُمَارَس عليها من قبل المسلحين. وفي مستهل مقابلة أجراها مع مجلة دير شبيغل الألمانية، نفى زيباري ما يتم ترديده الآن عن أن دولة العراق ستختفي، وهو ما أرجعه إلى حقيقة أن الطوائف التي تعيش هناك بحاجة إلى نوع من الاتحاد لكي تواصل العيش سويًا.

الفيدرالية مقبولة!
قال زيباري: "حتى قبل هذه الأزمة الأخيرة، سمعنا أصواتًا من البصرة إلى الموصل إلى الرمادي تطالب بإنشاء مناطق فيدرالية يتم تمكينها لتطوير واستعادة مواردها من دون تدخل الدولة المركزية المهيمنة أو حتى الاستبدادية، وقبل 5 أو 10 أعوام، كان من المحرم حتى ذكر كلمة فيدرالية في أحاديثي مع بعض القادة العراقيين ومع زملائي في جامعة الدول العربية، لكن الفيدرالية باتت مقبولة اليوم، فاليمن أعلنت نفسها دولة فيدرالية وكذلك الإمارات".

وعن حقيقة ما يتم ترديده عن فشل المالكي في التعامل مع المسلحين خلال الأسابيع الأخيرة من الناحية السياسية، أكد زيباري أنه لطالما كان صريحًا في انتقاده للمالكي، مشيرًا إلى أنه جزء من حكومته، وأنه سبق لهم أن حققوا مجموعة إنجازات جماعية مثل تحرير العراق من الالتزامات بموجب الفصل السابع، حيث باتت البلاد حرة الآن لكي تعمل في الأسواق الدولية.

لمستقبل أفضل
وأضاف: "العراق تعرّض للعزلة وقت صدَّام، من جانب العالم العربي والمجتمع الدولي، لكنه عاد&الآن، وقد استضاف إحدى القمم العربية، وسبق لصدَّام أن ارتكب خطًأ فادحًا بغزوه الكويت، لكننا ذهبنا وسعينا إلى حل كل الموضوعات العالقة مع الكويت من أجل مستقبل أفضل".

وبخصوص حقيقة مواجهة العراق للحظة حاسمة في تاريخه نتيجة الاجتياح الذي يتعرّض له على حدوده، أكد زيباري أن العراق يواجه تهديدًا مميتًا على وجوده كدولة وكنظام سياسي، خصوصًا أن قوى التطرف والإرهاب تحاول أن تثبت وجودها بكل قوة.
وتابع: "طالما أن هؤلاء الإرهابيين ينشطون في صحراء العراق وسوريا، فإنهم قد يبدون بعيدين عن الغرب، لكن تلك هي الطريقة التي تعامل بها الناس من قبل مع أفغانستان، وبعدها نجح الإرهابيون في ضرب نيويورك".

لا حرب أهلية
وبسؤاله عما إن كان يعتقد أن قوات البشمركة الكردية ستعيد مدينة كركوك التي تخضع لسيطرتها الآن، قال زيباري إن المناطق التي انتقل إليها الأكراد مُعرَّفَة في دستورنا باعتبار أنها "مناطق متنازع عليها داخليًا"، مشيرًا إلى أن الأكراد ذهبوا إلى هناك بسبب انهيار قوات الأمن العراقية وحدوث حالة فراغ، وقد انتقلوا إلى هناك للحيلولة دون سقوط تلك المناطق في أيدي العناصر المتطرفة في نهاية المطاف.

ونفى زيباري أن تكون الأوضاع في البلاد تتجه صوب الحرب الأهلية، موضحًا أن هذا السيناريو لن يحدث إلا في حالة انهيار كل شيء، وأن الدولة العراقية لم تنهر بعد.

كما أكد زيباري أن آية الله العظمى علي السيستاني لم يدعُ إلى الجهاد ضد أحد، بل طالب بحماية الدولة والأرض والأضرحة المقدسة، وذلك ما قاله بالحرف.

الغالبية لا تكفي
وعن الرفض الأميركي لاستمرار المالكي في منصبه، قال زيباري إن الحكومة ستقوِّم ذلك الأمر بناءً على جدولها الزمني وليس بناءً على تمنيات أي شخص آخر، "فالشيعة فقط هم من يحق لهم تحديد هوية رئيس الوزراء المقبل، ولن يكون بمقدور السنة أو الأكراد إملاء هذا القرار، والسيستاني وضع بعض العلامات الواضحة التي من بينها ضرورة ألا تكرر الحكومة الجديدة الأخطاء التي سبق أن ارتكبتها الحكومة السابقة، وأن تكون مقبولة من كل الطوائف، وأن تكون حكومة وحدة وطنية".

وختم زيباري بتأكيده على إيمانه بالوحدة الوطنية، موضحًا أنهم تناقشوا بشأن ذلك الأمر على مدار&أشهر مع المالكي، "فالغالبية السياسية ليست كافية في العراق، فمع أنك قد تفوز، لكن لن يكون بوسعك أن تحكم، بل يجب أن تسود التسويات".
&