زار وفد من الاستخبارات الأميركية مصر لمحاولة معرفة خفايا تنظيم داعش الجهادي هناك حيث عقد الوفد لقاءات مع مسؤولين أمنيين وقياديين سابقين في التنظيم في وقت وصف قيادي داعشي سابق التنظيم بأنه صناعة أميركية لكونه رفض قتال إسرائيل.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: في إطار محاولاتها لفك لغز تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، زار وفد من الاستخبارات الأميركية مصر، وعقد لقاءات مع مسؤولين أمنيين وقيادات سابقة في التنظيمات الجهادية للتعرف أكثر إلى قيادات "داعش"، وطريقة تفكيرهم، ومواطن الضعف والقوة.

"المرتدون" أولًا!
فيما وصف قيادي جهادي سابق التنظيم بأنه "صناعة أميركية إسرائيلية"، ردًا على رفض "داعش" قتال إسرائيل والصد عن قطاع غزة، بحجة أن "الله لم يأمرهم بقتال إسرائيل، بل أمرهم بقتال الأنظمة المرتدة أولًا"!.

علمت "إيلاف" من مصادر خاصة أن وفدًا مشتركًا من جهاز الإستخبارات والكونغرس الأميركيين زار مصر سرًا، في الأسبوع الماضي، في إطار خطة أميركية لفك طلاسم تنظيم "داعش" في العراق، لاسيما في ظل الانتصارات الساحقة التي حققها على الجيش العراقي، وبات يسيطر على غالبية المحافظات السنية في العراق.

تنسيق أمني
أضافت المصادر أن الوفد إلتقى مسؤولين أمنيين مصريين متخصصين في مكافحة الإرهاب، في القوات المسلحة وجهاز الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية. كما التقى شخصيات من الجماعات الإسلامية الجهادية السابقة، ممن مارسوا الجهاد في أفغانستان ضد القوات السوفيتية، وخضعوا لمراجعات فكرية، ونبذوا الفكر الجهادي. واتفق الجانبان المصري والأميركي على التنسيق في ما بينهما بشأن الجماعات المسلحة، ولاسيما داعش وتنظيم القاعدة.

وذكرت المصادر أن إعلاميًا شهيرًا شغل منصبًا مهمًا في التلفزيون المصري، قبل وأثناء ثورة 25 يناير، رافق الوفد في لقاءاته من الجهاديين السابقين، وتولى عملية تنسيق المقابلات للأميركيين. وحصل الوفد على معلومات وصفتها المصادر بـ"الجيدة" عن قيادات تنظيم داعش في العراق، لاسيما أبو بكر البغدادي ومساعديه.

في السياق عينه، وفي ظل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، خرج العديد من الأصوات تنادي بضرورة تدخل "داعش" لحماية الفلسطينيين، بدلًا من قتال الجيوش العربية، وتفتيت الدول الإسلامية، وردت "داعش" بالقول إن "الله أمرها بقتال الأنظمة العربية والإسلامية أولًا بوصفها أنظمة مرتدة ومنافقة"!.

أشد خطرًا
وقال التنظيم في رسالة عبر صفحته في موقع تويتر، ونقلتها وسائل إعلام مختلفة: "الرُسل والصحابة أشرف الناس أمرونا بقتل المرتد". وفي سياق الرد على تساؤلات عن أسباب القعود عن قتال إسرائيل، قال التنظيم: "الجواب الأكبر في القرآن الكريم، حين يتكلم الله تعالى عن العدو القريب، وهم المنافقون في معظم آيات القران الكريم، لأنهم أشد خطرًا من الكافرين الأصليين.. والجواب عند أبي بكر الصديق، حين قدم قتال المرتدين على فتح القدس التي فتحها بعده عمر بن الخطاب".

تابع سرد أسباب عدم قتاله إسرائيل بالقول: "والجواب عند صلاح الدين الأيوبي ونورالدين زنكي حين قاتلا الشيعة في مصر والشام قبل القدس، وقد خاضا أكثر من 50 معركة قبل أن يصل صلاح الدين إلى القدس، وقد قيل لصلاح الدين الأيوبي: تقاتل الشيعة الرافضة، الدولة العبيدية في مصر، وتترك الروم الصليبيين يحتلون القدس؟.. فأجاب: لا أقاتل الصليبيين وظهري مكشوف للشيعة".

وأضاف التنظيم في رسالته: "لن تتحرر القدس حتى نتخلص من هؤلاء الأصنام، أمثال آل النفطوية، وكل هذه العوائل والبيادق عينها الاستعمار، والتي تتحكم في مصير العالم الإسلامي".

التفتيت هدفًا
من جانبه، وصف الشيخ نبيل نعيم، مؤسس تنظيم الجهاد السابق، "داعش" بأنها صناعة أميركية إسرائيلية، وقال لـ"إيلاف" إن هذا التنظيم صنع على أعين المخابرات الأميركية والموساد الإسرائيلي. وأوضح أن هذا التنظيم وغيره من الجماعات الإسلامية المسلحة التي تقاتل ضد الأنظمة العربية في سوريا أو العراق أو ليبيا أو مصر، لن توجّه أسلحتها باتجاه الجيوش الغربية أو الأميركية أو الإسرائيلية، لأنها مموّلة من حكومات تلك الدول، والهدف تفتيت وتقسيم دول المنطقة على أسس طائفية وعرقية لتظل تتناحر إلى ما لا نهاية، في إطار مخطط استراتيجي يعرف باسم "حرب المائة عام".

وأوضح أن "داعش" تتلقى تمويلات ضخمة وأسلحة متطورة من إسرائيل وأميركا، وذكر أن هناك دليلًا دامغًا على تبعية وعمالة ذلك التنظيم إلى إسرائيل، لافتًا إلى أن الدليل يتمثل في أن عناصر من تنظيم داعش سوريا تتلقى العلاج في إسرائيل، كما إنها تتولى حماية حدودها مع سوريا.

لإغاثة الغزيين
في سياق ذي صلة، فتحت مصر معبر رفح أمام الفلسطينيين، لنقل الجرحي للعلاج في المستشفيات المصرية، ودعت الأحزاب والتيارات السياسية المصرية، ومنها التيار الشعبي بزعامة حمدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق، إلى "الدول والمنظمات والأحزاب العربية لتقديم كل أشكال الدعم، استنادًا إلى قواعد القانون والشرعة الدولية التي تبيح للشعوب مقاومة المحتل مقاومة مسلحة، والدعوة إلى تسيير قوافل إغاثة إلى قطاع غزة المنكوب، وفتح المعابر أمام الجرحى الفلسطينيين لتلقي العلاج بعد استهداف المنازل والمدارس والمستشفيات والمدنيين في قطاع غزة المقاوم".

واعتبر التيار أن "العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة هدفه الرئيس إفشال المصالحة الفلسطينية التي أنجزت أخيرًا"، داعيًا "الفصائل الفلسطينية للتشبث بتوحدها ووحدتها حتى إعلان دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، واستعادة كامل الحق الفلسطيني بعودة اللاجئين".

كما دعا التيار إلى "التظاهر أمام السفارات الإسرائيلية في العواصم العربية للضغط على الحكومات لاتخاذ موقف عربي موحد، في مقابل موقف غربي ودولي ظالم ينتصر للجاني على حساب المجني عليه".