يستعد الجيش الإسرائيلي لاحتمال توسيع العملية البرية في غزة، في ضوء تكتم شديد على تفاصيل الاشتبكات على تخوم غزة مع مقاتلي، مكتفيًا بالقول إنّها اشتباكات ضارية والعملية البرية صعبة.


قال أوفير غنلدمان، المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أعطى أوامره للجيش بالاستعداد لتوسيع العميات البرية في قطاع غزة، بهدف تدمير الأنفاق وضرب البنى التحتية لحماس.

وقال يتسحاك أهرونوفيتش، وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، إن إسرائيل ستحتل غزة إذا اقتضت الحاجة لذلك، وقد حصلت على الدعم لفعل ذلك.

13 نفقًا
وقال المسؤول العسكري الإسرائيلي إن المرحلة الأولى من الخطة البرية تستهدف الأنفاق لتدميرها، على أن ينسحب الجيش من المناطق التي دخلها في غزة، بعد قضائه على قدرة حماس على الوصول إلى إسرائيل عبر هذه الأنفاق.

أضاف: "منذ بدء العملية، اكتشف الجيش الإسرائيلي 13 نفقًا تمتد إلى الجانب الإسرائيلي من الحدود، وشرع في هدمها، وهذه الشبكة تمتد من شمال القطاع إلى جنوبه، وعمق بعضها يبلغ 30 مترًا، حُفرت لارتكاب اعتداءات نوعية".

ونقلت القناة الإسرائيلية الثانية عن ضابط سابق في وحدة الهندسة القتالية قوله: "أعدت حماس أنفاقًا متطورة يصعب استهدافها من الجو، ولمعرفة أماكنها على الوحدات الإسرائيلية الانتشار على الأرض، والوصول إلى هذه الأنفاق يأتي بناء على معلومات محدودة".

حرب استنزاف
ميدانيًا، محاور القتال مشتعلة حول غزة، مع محاولات الجيش الإسرائيلي إحراز تقدم ولو ضئيل على الأرض. إلا أن القوات الإسرائيلية تجد مقاومة عنيفة من مقاتلي حماس، المتحصنين في مواقع حددوها سلفًا، وفق خطة ترمي إلى مباغتة الإسرائيليين في عمليات دفاعية – هجومية لإنزال الخسائر فيهم، في حرب استنزاف يصعب على الرأي العام الإسرائيلي احتمالها.

وأعلنت كتائب القسام، الذراع العسكري لحماس، أنها قنصت 3 جنود إسرائيليين في شمال بيت حانون بقطاع غزة، ودمرت دبابة إسرائيلية شرق خان يونس، فيما اعترفت القناة الثانية الإسرائيلية بمقتل ضابط وأصابة جنديين بجروح خطيرة، في عملية إنزال القسامية صباح السبت شرق خانيونس.

عملية خلف الخطوط
وأصدرت القسام بيانًا عسكريًا أوليًا حول عملية نفذها المقاتلون الفلسطينيون شرق المحافظة الوسطة، جاء فيه: "كتائب الشهيد عز الدين القسام تعد شعبنا المجاهد الصابر بمزيد من التفاصيل حول العملية البطولية التي نفذتها وحدةٌ مختارةٌ من مجاهديها خلف خطوط العدو، مقابل المحافظة الوسطى خلال الساعات المقبلة، ومن هذه التفاصيل كيف داس مجاهدونا رؤوس جنود العدو المذعورين بأحذيتهم وأحالوهم أشلاء انتقامًا وثأرًا لدماء أطفال غزة الأبرياء".

وفي استباق لذلك، قال الإعلام الإسرائيلي إن كتائب القسام أمرت مقاتليها باستخدام كل الأنفاق الهجومية لاختطاف جنود إسرائيليين، معترفًا بأن العملية البرية صعبة للغاية. وتوعد الجيش الإسرائيلي أهالي مخيمي البريج والمغازي في قطاع غزة بالقتل والتدمير، بعد انطلاق مقاتلي حماس من المخيمين.

إدانة أردنية
سياسًيا، أعلن الأردن الجمعة إدانته بأشد العبارات للعدوان الإسرائيلي على غزة، شاجبًا الاستخدام غير المتناسب وغير المبرر للقوة المفرطة من قبل إسرائيل.

وقال نائب المندوب الأردني الدائم لدى الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن: "يرفض الأردن ويدين بأشد العبارات العدوان المتكرر الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة وحربها على الشعب الفلسطيني والتطور الأخير بعد بدء الغزو البري على القطاع ليلة أمس".

وأضاف: "أسفر العدوان الإسرائيلي عن سقوط أكثر من270 شهيدًا لغاية الآن وما يفوق عن 1500جريح، والأعداد في تزايد مستمر، حيث أشارت تقارير الأمم المتحدة إلى أن ما يزيد على 80 بالمئة من الضحايا الفلسطينيين هم من المدنيين، وأن ما يزيد على 30 بالمئة منهم هم من الأطفال، وقد دُمّر ما يزيد على 1600منزل فلسطيني، وقد أخلى عشرات آلاف من الفلسطينيين منازلهم في شمال ووسط غزة، ولجأ أكثر من 18 ألف فرد إلى مدارس أونروا، وإن ما يزيد على نصف سكان غزة بلا مصادر للمياه وقد دمّر العديد المدارس والمراكز الصحية".

وطالب الأردن إسرائيل بوقف العمليات العسكرية فورًا، وسحب قواتها من قطاع غزة، ووقف إطلاق النار، ووقف استهداف المدنيين في أي مكان، مع دعم الأردن المبادرة المصرية التي تم طرحها لوقف إطلاق النار.

&