&
الفنان المسرحي التجريبي متعدد الالوان ومتجدد الافكار وجريئ ومتأني في الثقافة الشرقية هناك مسخ بسبب الحروب والعنف والتطرف والقتل يولد المسرح في رحم الحروب والصراعات والاقتتال العرقي أو الطائفي تبقى وظيفة الفنان هو تفجير وتحرير المخيلة الذهن والافكار السامية وتحرير القوى الكامنة داخل المتلقي ربما يتصور البعض إن الالم والغربة هي المحرك الوحيد للمسرح المعاصر وفق هكذا ظروف قاسية لذلك يهرب الجمهور العادي من المسرح بسبب التهويمات والسرد ومن الصعب الحكم على الذوق العام والجمهور بالكسل والتقاعس ولذلك علينا الخروج من القاعات المغلقة ومن مسرح العلبة التقليدي ونختار الذهاب الى أماكن وتجمعات الجمهور ربما الشوارع وأماكن العمل هكذا أنشطة كانت لها دور الريادة في السبعينيات قبل مجيئ سونامي الحروب والاقتتال الداخلي كانت عقلية الفنان والناس أكثر صفاء ونقاء ومخيلة الفنان كانت راقية ومتجددة ومتطورة خالية من ضجبج ونشاز طبول الحرب وكانت أولوية الفنان وذكاء المخرج وفريق العمل هو تخليص النص من الحوار ودكتاتورية الكلمة وخلق الفضاء المسرحي. عندما لا يكون الحوار هو المحرك المسرحي لذلك ينتهي جدوى وجود النص المسرحي لذلك تنشط المخيلة في خلق فضاء مسرحي متجدد إخراجيآ تدخل في مكوناته الكيميائية لغة الاشارة والابماءة والصوت ويكون لزامآ علينا الخروج الى فضاء واسع خارج الاماكن والقاعات المغلقة والولوج الى عالم الجمهور وإدخاله في سر اللعبة المسرحية وفق مسميات عروض مسرحية مختلطة مع الجمهور. والمخرج يثري تجاربه الاخراجية وفق المتغيرات الجديدة والواقع الجديد معالجة إخراجية معاصرة للنصوص المسرحية الكلاسبكية وإحالتها الى روح العصر وهارمونبة إستخدام الممثلين وحركة المجاميع وفق ميزانسين مدروس والاهتمام بالعنصر المهم والفعال الممثل في خلق نظام الدلالة والعلامة لخلق بنية العرض المسرحي والممثل هو الذي يبدع العلامة والدلالة وهو الوحبد الذي يمتلك مقومات وخصوصية العلامات في بنية العرض المسرحي ويبقى دور المخرج في تفجير واستخراج كل عوامل القوة والاداء والقدرة الكامنة لدى الممثل وظيفة المخرج في مسرحنا المعاصر وهدفه الجوهري هو إنضاج لغز وجودنا الانساني والبحث عن إجابات مهمة مثل أين، ونحن الى أين، ولماذا ؟ كل هذه التساؤلات توقظ مخيلة المخرج وخيال الممثل وكذلك تتجه ببوصلة المسرح الى مجال الطقس المقصود ليس الطقوس الدينية ولكن تغيير الشكل والاداء والتركيز على الفنون البصرية وخاصة في إبراز الجوانب الانسانية ونأثير الفن في النفس البشرية ومسايرة الفن المسرحي لثقافة الجماهير لذلك أكثر المخرجين يركزون على مهمة تقديم نهج لشرائح معينة من المجتمع الذي يعيشون فيه في العالم الجديد وتطور شبكة الاتصالات والتطور العلمي المذهل دفع العديد من المخرجين للوصول الى الجماهير العريضة لكون جمهور المسرح بدأ ينحسر ويختفي بسبب التكنولوجيا الحديثة والانترنيت والسينما والتلفزبون والفيس بوك والتويتر لذلك يقتضي على المخرج البحث عن وسائل ووسائط جديدة لكي يعرف ميول وإتجاهات وإختيار نوعية الجمهور لوضع برنامج وخطط جديدة لكسبه على المخرج أن يرسم ويعيد الاحداث في مخيلة المتلقي كأنسان معاصر عاشق لفنون اليوم والقادر على تأويلها من السينوغرافيا وكذلك التشكيلات البصرية والحركية والمشاهد وقراءة الاشارات والعلامات والمخرج الذكي يجيد تقنية لغة المسرح وخلق الحميمية داخل نسيج أسرته الفنية من الممثلين والفنيين وإختيار عروض مسرحية سهلة التلقي للمتفرج وسريعة التواصل معه وبدون تهويمات وتعقيدات والغاء ستارة المسرح وإيجاد صلة التقارب والتواصل مع الجمهور من خلال أداء الممثل لدوره مع المتفرجين لكي لايشعر بالملل والفتور لخلق مسرح جماهيري. يبقى المسرح الحديث عبارة عن مفردات بصرية في طقوس وشعائر سحرية ورموز وإشارات ممكن إلغاء الكلمة والحوار والاستعانة بمجموعة شفرات لتوليد الصورة بدلآ من الحوار والسرد بطقوس جمالية وسحرية لذلك يتحرر المسرح من الحوارات ومن دكتاتورية اللغة وسلطة النص المسرحي وللشعر أهمية في ميلاد الفضاء الصوري وأهمية الرسم والسينما وطقوس الميتولوجيا والرموز والتشكيل في تفجير فضاء العرض المسرحي أما الخطاب المسرحي في المسرح البصري أو الصوري يعتمد على جسد الممثل الحركي والتعبيري .وظيفة المخرح في تفكيك وتقطيع النص النسرحي وإتباع عملية هدم وبناء ومراعاة ترابط الاحداث في العرض المسرحي مرحلة المعالجة والتفسير ومرحلة العرض في الطقس المسرحي وتبقى مرحلة الذاكرة في توليف ومونتاج الصورة المتألفة وعملية إستفزاز المالقي والممثل في أن واحد وسيميولوجية المكان والموت والحب والاشارات والعلامات ظلام وغياب وضياع وإغتراب وكذلك الروح الهائمة في فضاء العرض المسرحي وتبقى الحوارات لا توصلنا الى كينونة العرض ربما يتحول المتلقي الى مخرج ومؤلف ومفكر عندما يكون الجمهور من نوعية النخبة في مثل هكذا عروض لمعرفة ألأجواء السرية والسحرية لغرض التأويل والتحليل ويبقى التجريب عنصر مهم للتعبير الجمالي في بنية العرض المسرحي أي المقصود التجريب الحداثوي وتحليل الاشارات والعلامات والشفرات لغرض التنوير والتجديد وتحاوز حالة التشظي للوصول لسيميائية الصورة والتشكيل الصوري والسيميائية تطور قدرة المتلقي على التواصل من العملية الابداعية وقراءة العرض والخطاب المسرحي. وتقديم عروض مسرحية لجمهور واسع بشرط أن تطرح تيمة المسرحيات أكثر جدلآ وإرتباط بمفاهيم المخرج فنيآ وفكريآ وتقديم عروض مسرحية ريبرتوار ومسرحيات لها علاقة بالقضايا القومية ولها صلة بواقع الجمهور والمقصود الربط مابين التراث والمعاصرة ومسرح يتسم بشمولية الطرح الانساني والجماهيري وبشرط أن يكون الفنان والمخرج وفيآ لزمنه .ويبقى المسرح عبارة عن سيناريو يولد ويفرز نبضات قد تكون غير واضحة في البداية ولكن بمرور زمن البروفات المسرحية تتوضح الفكرة من خلال الاعداد والمونتاج هذه هي وظيفة المخرج الاساسية وعلى سبيل المثال كانت لنا تجربة فريدة في المسرحية الشعرية سفر الروائح كنا نحاول البحث عن حالة تمرد البطل والبطلة على المفاهيم والقيمْ الشكلية في التكوين القومي وعملية الخوض في الجراح القديمة والجدبدة رافق العرض المسرحي الموسيقى الحية والغناء ووجود الراوي المتحرك داخل صالة الجمهور وأظهرنا حالة الصراع المأساوي والحديث بصراحة عن الحرية والديمقراطية وكنا نطرح العديد من الاسئلة ونتركها للمتلقي لكي يفكر ويحلل ويتخد موقف إعتمدنا على الاسلوب الملحمي الغنائي المباشر أما استخدام السينوغرافيا ماكنا نقصد من خلالها توضيح حالة الادهاش فقط بقدر كنت احاول أستشير خيال المتلقي لغرض شحن التفكير عنده وتعميق الحس المسرحي المعاصر لديه

عصمان فارس مخرج وناقد مسرحي السويد