غزة: لم تكن دمعة الفنانة الأمريكية سفيرة النوايا الحسنة لدى اليونيسيف quot;ميا فاروquot; مشهد تمثيلي في احد افلامها السينمائية ولكنها كانت تشكل موقفا لها جراء ما سمعته من الاطفال حول معاناتهم في قطاع غزة حيث فقدوا بيوتهم وعائلاتهم في الحرب التي شنتها اسرائيل اواخر ديسمبر ويناير الماضيين .

دمعة فاوا لدى حديث طفلة فلسطينية عن واقعها في غزة بعد ان هدمت الحرب بيتها وأقيمت وأسرتها في بيت مهجور يقتحم البرد جدران نوافذه المحطمة، وينقر كحفار خشب في جسدها النحيل حافرا لوحة من المعاناة لا تدري الطفلة هل ستنتهي مع حلول هذا الشتاء؟ ام كم شتاءات ستأتي؟.
وسألت الطفلة من شمال غزة بحزن ،ماذا لو كان طفلك في مثل هذه الظروف وانتي عاجزة ان مساعدته ؟ نحن نعيش بلاء غذاء او دواء او قرطاسيه !..
هذه الأسئلة يقذفها اطفال غزة لكل المتضامنين الذن يزورونهم ويطلعون على معاناتهم ثم تسافر برسائل للعالم عل امل ان تعود باجراءات رادعة لجرائم اسرائيل ضد الطفولة.
وزار امس سفيران للنوايا الحسنة لدى منظمة اليونيسيف قطاغ غزة لتفقد اوضاع الاطفال التعليمية والنفسية والتضامن معهم في الظروف الصعبة التي يعيشونها ،والاطلاع على الخدمات التي تقدمها اليونيسيف لهم في القطاع.
وقال سفير النوايا rlm;الحسنة الإقليمي لليونيسيف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الفنان المصري محمودlrm;lrm;قابيل: quot; شاهدت اليوم أشياء مؤسفة ومؤلمة جدا، فالبنية التحتية مهدمة برفح وكل مدن قطاع غزةquot;، داعيا شعوب العالم أن تشعر بأطفال فلسطين وبآلامهم ومعاناتهم .
ويقوم قابيل الذي عين سفيرا للنوايا الحسنة لليونيسيف منذ عام 2004 والفنانة الأمريكية ميا فارو التي اصبحت سفيرة النوايا الحسنة عام 2000، بزيارة إلى قطاع غزة تستغرق يومين للاطلاع على أوضاع الأطفال هناك وعلى البرامج التي تقدمها اليونيسيف بالتعاون من المؤسسات الفلسطينية لأطفال غزة .
والتقى قابيل والفنانة فاروا والممثلة الخاصة لليونيسيف في الأراضي الفلسطينية جين غوف أطفال من غزة، وتحدث معهم عن أحلام الأطفال وواقعهم، وبرامج اليونيسيف هناك، مؤكدا لهم دعم اليونيسيف الكامل لهم وتضامنهم معهم خاصة بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة.
وعن الهدف من زيارتهم لغزة قال قابيل لايلاف:quot; كسفراء للنوايا الحسنة جئنا للاطلاع على أوضاع أطفال غزة التعليمية والصحية والنفسية ،ومتابعة البرامج التي تنفذها اليونيسيف لأطفال غزة بالتعاون مع المنظمات الفلسطينية المختلفة وأضاف :quot; هذه الزيارة لم تحدث من قبل في الشرق الأوسط أن يزور سفيران لليونيسيف غزة ،لإثبات أننا لم ننسى هؤلاء الأطفال، وان على العالم أن يفكر في الوسائل العملية لمساعدة أطفال فلسطين .
وتعد هذه الزيارة الأولى التي يقوم بها سفراء للنوايا الحسنه لدى اليونيسيف الحاليين لزيارة غزة ، والثانية لفنانين يزورون غزة بعد الحرب الأخيرة، وذلك بعد زيارة الفنان السوري دريد لحام وزوجته قطاع غزة في تموز /يوليو الماضي للمشاركة في افتتاح مسرحية quot; نساء غزة وصبر أيوب quot; للمخرج الفلسطيني سعيد البيطار .
ومنعت إسرائيل قابيل من دخول قطاع غزة عبر معبر بيت حانون quot; ايرزquot; منتصف سبتمبر الماضي خلال زيارته للضفة الغربية للاطلاع على أوضاع الأطفال وعلى جهود اليونيسيف هناك .
عن ذلك يقول قابيل :quot; كان لدي نية بهذه الزيارة في الأسبوع الأخير من شهر رمضان، وذلك لإشعار الطفل الفلسطيني في غزة بالاهتمام ولكن السلطات الإسرائيلية منعتني من العبور عبر معبر بيت حانون quot; ويضيف:quot; لدى علمهم بنية الزيارة قالوا quot;إحنا مش عاوزين محمود قابيل هناquot;
وعن رسالته للعالم قال :quot; اشعروا بهؤلاء الأطفال وشاركوا مع اليونيسيف في إعادة بناء البنية التحتية والعمل على رفع الحصار ولا تنسوهم quot; وأضاف quot; الأطفال الفلسطينيون متميزون في كل مكان من دول العالم ولديهم أمل في حياة أفضل quot;.
وعبرت الطفلة ديما شيخ العيد 12 من رفح عن سعادتها برؤية الفنان المصري وزيارته لغزة باعتباره سفيرا للنوايا الحسنة لكمنظمة الطفولة اليونيسيف ودعته الى المزيد من الضغط لرفع الحصار عن غزة ووقف الانتهاكات الاسرائيلية لحقوق الاطفال هناك quot;.
وأعرب قابيل عن سعادته لوجوده بين أطفال غزة وقال :quot; رأيت المستقبل في عيون الأطفال لازلت عيونهم متقدة بالأمل وسط هذا الركام وأبدى التزامه بالعمل مع اليونيسيف وشركائها rlm;من أجل وضع آلية فعالة لدعم أطفال غزة ونقل رسالتهم إلى العالم .
وأشار قابيل إلى وجوده وفارو في غزة يعتبر سابقة تاريخ الأمم المتحدة، حيث لم يتكرر زيارة اثنين من سفراء النوايا الحسنة لمكان واحد في نفس التوقيت.
وقالت جين غوف الممثلة الخاصة لليونيسيف في الأراضي الفلسطينية ،لايلاف quot;نحن جزء من شبكة حماية الطفولة بغزة تعمل مع كل المؤسسات بتقديم خدمة افضل للاطفال ، هذه جزء من مهام سفراء النوايا الحسنة لنقل صورة اوضاع الاطفال للعالم وللمجتمع الدولي .
واكد غوف ان المنظمة كثفت من خدمات دعم نفسي وتعليمي لاطفال غزة خاصة بعد الحرب وهذه جزء من مسئوليات منظمتها لحماية الأطفال وتعزيز القانون الدولي في غزة مضيفة ان اليونيسيف ستعمل على ادخال القرطاسية التي لم يسمح بدخولها الى غزة .
من جهتها عبرت الفنانة ميافاروا عن بالغ استيائها من الظروف الصعبة والمؤلمة التي مر بها طلبة قطاع غزة خلال الحرب.وذلك خلال حديثها مع طلبة من مدرسة شمال غزة حيث كانت مسرحا للعمليات الإسرائيلية، التي خلفت دمارا هائلا في البنية التحتية والمدارس وممتلكات المواطنين،
وعبر سفيرا النوايا الحسنة لليونيسيف عن أملهما في أن يتمكن الأطفال الفلسطينيين من العيش في بيئة آمنة وظروف نفسية واجتماعية وصحية واقتصادية أفضل من تلك التي يمرون بها الآن جراء العدوان ومواصلة الحصار, مؤكدين أن أطفال فلسطين يفتقرون لأدنى متطلبات الحياة الأساسية جراء الاحتلال، وهو ما يحتم على الجميع أفراد ومنظمات دولية القيام بدوره وواجبه تجاه إنهاء المعاناة الفلسطينية الممتدة منذ عشرات السنين.