دهوك: وصف تاجر مسيحي الهجمات التي تعرضت لها كنائس في بغداد الأحد بأنها محاولة لعرقلة عودة المسيحيين الى مناطقهم وأعمالهم السابقة التي كانت قد بدأت بالانتعاش قبل أشهر مع تحسن الأمن في بغداد، فيما عدها مواطن آخر بأنها حلقة في سلسلة استهداف الأقليات باعتبارها النقطة الأضعف في المجتمع العراقي وبقصد اثارة الفوضى في البلاد.

واعتبر شليمون صليوا، تاجر مسيحي من دهوك، ان هدف عمليات استهداف المسيحيين التي وقعت في بغداد وكركوك يرتبط بمحاولة ldquo;ترهيبهم ومنع عودتهم الى مناطقهم واعمالهمrdquo; التي تركوها خلال السنوات القليلة الماضية.
وقال صليوا لوكالة (اصوات العراق) ان ldquo;عشرات العوائل المسيحية عادت الى بغداد في الأشهر الاخيرة وبدأت بممارسة حياتها الطبيعية والعودة الى اعمالها السابقة بعد تحسن الاوضاع الامنيةrdquo;، مشيرا الى ان ldquo;الكثير من المسيحيين كانوا يخططون للعودة أيضاً لكن التفجيرات وعمليات الاستهداف الاخيرة ستعرقل ذلكrdquo;.

وأوضح صليوا ldquo;عادت بعض العوائل المسيحية الى بغداد خلال الأشهر الثلاث الاخيرة وبدأت عمليات العودة تتصاعد خلال الاسابيع الاخيرة، وكان الكثيرون يأملون وينتظرون مزيدا من التحسن الأمني للعودة الى وظائفهم وأعمالهم وبيوتهم التي تركوها مرغمين قبل سنواتrdquo;.
وكانت ثلاث عبوات ناسفة انفجرت بالتزامن، مساء الأحد، امام بوابات ثلاث كنائس في العاصمة بغداد، ما أسفر عن اربعة قتلى و21 جريحا والحاق أضرار مادية بليغة بالكنائس، بحسب مصدر أمني.

وأضاف صليوا ldquo;الأقليات دائما هي ضحية صراعات الأحزاب الكبيرة وباعتبارها الحلقة الأضعف فانها هدف سهل للجماعات المسلحةrdquo;، مبينا نحن ldquo;من يدفع ثمن الصراعات ومن يدفع ثمن محاول اثارة الفوضى والفتن في البلادrdquo;.
ولم يستبعد صليوا ان يكون وراء العمليات الاخيرة التي استهدفت ثلاثة كنائس ldquo;اطراف سياسية لها اهداف خاصة او تريد ايصال رسالة بأن الحكومة العراقية عاجزة عن القيام بدورها في حماية الاقليات، وقد تكون محاولات لاسقاط اطراف عبر اتهامها بارتكاب تلك العملياتrdquo;.
وتابع ldquo;العملية منظمة وخطط لها بعناية لاثارة ضجة، وربما تقف وراءها بعض الجماعات المسلحة ذات النهج المتشدد كالقاعدة لكنه احتمال ضعيف لأننا لسنا طرف قوي في المعادلة السياسية العراقية حتى يتم استهدافناrdquo;.

وعبر عن حزنه لسقوط ضحايا في الهجمت الاخيرة متسائلاً ldquo;الى متى سنحتمل، نحن اول من يطالنا الهجمات والكثيرون تركوا البلاد وصرنا اقلية صغيرة، نحن لا نريد غير تعزيز الامن والعودة الى حياتنا الطبيعية في بلدنا الذي تمتد جذورنا فيه الى آلاف السنينrdquo;.
وكان رئيس اساقفة الكلدان د.لويس ساكو قد وصف الانفجارات التي طالت كنائس بغداد وعملية قتل مدير الرقابة المالية (عزيز رزقو نيسان) في كركوك بأنها رسالة للضغط على المسيحيين ودفعهم أما للهجرة من العراق او عدم العودة إليه.
من جهته وصف وائل سمير، مدرس في محافظة دهوك، تفجير كنائس بغداد بانها محاولة ldquo;لأثارة الفوضى في البلاد مجددا ومنع الاقليات من ممارسة حياتها الطبيعة والتمتع بحقوقها السياسية وحريتها الدينيةrdquo;.

وقال لوكالة (أصوات العراق) ان التفجيرات الاخيرة ldquo;واحدة من سلسلة عمليات لاستهداف الاقليات التي بدأت انطلاقا من مناطق تواجد الاقليات في محافظة نينوى حيث تم استهداف الشبك الشيعة ومن ثم التركمان في تلعفر وبعدها المسيحيين في كركوك وبغدادrdquo;.
وكان هجومان انتحاريان وقعا الخميس الماضي في مدينة تلعفر (60 كلم شمال غرب الموصل) أسفرا عن 36 قتيلا واكثر من 80 جريحا، فيما أوقع انفجار سيارة مفخخة في قرية سادة وبعويزة (3 كلم شمال الموصل) 20 قتيلا ونحو 30 جريحا.
وتوقع سمير أن تستمر الهجمات ضد مناطق تواجد الاقليات وضد شخصياتهم باعتبارهم الحلقة الاضعف في المجتمع العراقي قائلا ldquo;أتوقع ان تستمر عمليات استهدافنا خلال الفترة القادمة لاثارة الفوضى والبلبلة وخلط الأوراق واعادة الاوضاع الى الوراءrdquo;، داعيا الاجهزة الأمنية الى تعزيز اجراءات حماية مناطق انتشار الاقليات القومية والدينية.

لكن احسان يوسف، متقاعد مسيحي من دهوك، عبر عن قناعته بأن الهجمات ldquo;محاولات لابعاد الانظار عن معالجة الملفات الساخنة في البلادrdquo;.
وقال لوكالة (أصوات العراق) ldquo;بعض الاطراف السياسية تحاول عبر استهداف المسيحيين والتركمان وعبر عمليات محدودة ابعاد انظار العراقيين عن معالجة الملفات المهمة كملف الفساد ومحاسبة الوزراء واجراء التعديلات الدستورية التي تأخرت كثيرا وتطوير الخدمات في وقت تنتظر البلاد عمليتين انتخابيتين مهمتين في اقليم كردستان والعراقrdquo;.

وكانت سبع كنائس واديرة مسيحية في الموصل وبغداد استهدفت بقذائف الهاون والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة، عشية احتفال المسيحيين الارثوذوكس باعياد الميلاد في السادس من شهر كانون الثاني يناير عام 2008، ما أسفر عن جرح عدد من المدنيين وتحطيم اجزاء من ابنية الكنائس وتعرضت دور العبادة المسيحية قبل ذلك الى موجة تفجيرات مطلع العام 2006 أوقعت عشرات المدنيين بين قتيل وجريح، كما استهدفت كنائس في الموصل في عام 2004 بموجة من التفجيرات.