عدنان أبو زيد من بغداد: تقترب سامية محمد وهي ومنقبة بحذر من شاطئ البحر، حتى إذا صدمتها الموجات القوية وقفت لتغطي المياه نصف جسدها من دون ان تتجرأ الى الدخول في الاعماق، لكنها سعيدة لبرودة الماء في الصيف الملتهب.

غير أن ما يثير انها تمارس السباحة من دون أن تنزع نقابها. وتقول سامية.. ليس ثمة اشكال في ممارسة رياضة السباحة مع النقاب من دون ان تجرد أي قطعة من ملابسها، لكن ما يعيقها هي الرمال التي تتعلق بأجزاء جسدها وثيابها، اضافة الى أعين الفضوليين من الرجال ممن يتصيد النظر الى جسد المرأة.

لكن هناك من لا يرى تناغمًا بين السباحة والنقاب والحجاب.

وتضيف... لا اعرف لماذ يربط بعضهم بين السباحة والمايوه الغربي الذي يكشف ولايستر.

ومع حلول موسم الصيف، تنتشر نساء محجبات عند الشواطئ، ففي هولندا، حيث بدأنا الاشتغال على التحقيق، ودول اخرى يتمخض مشهد غير متجانس يضم نساء غربيات بمايوه السباحة الغربي ومحجبات او منقبات يجابهن موجات البحر بسواد الحجاب والنقاب، وتلمح امرأة من بعيد تمارس السباحة ليس بالنقال فحسب بل تراها ارتدت اضافة الى ذلك كفوفًا سوداء الى جانب اطفالها الذين يداعبون موجات البحر.

وبينما تجلس فتاة عارية على رمال الشاطئ حيث كشفت عن جسدها بالكامل امام جرعات الشمس الحارقة لاكتساب سحنة سمراء لجسدها الابيض، تلمح في البعيد كتلاً سوداء في البحر تداعب المياه بحركات ليست رشيقة، وهن نساء لا يجدن في الاغلب اللعبة.
غير ان منظر نساء مايوه السباحة في دول مثل العراق، ينعدم تمامًا ليعوض عنه منظر صبيان عند الشواطئ يبردون اجسادهم بمياة النهر، وفي زاوية بعيدة بعض الشيء عن الاعين ثمة نساء يسبحن بملابسهن العادية، يشاكسن المياه بطريقة عفوية وصعبة.

ويصطحب حسين كامل افراد عائلته في العراق الى شاطئ النهر هربا من انقطاع الكهرباء ومن حرارة الصيف اللاهب، لكن حسين لا يعد الامر ممارسة حقيقية للسباحة بل هي اوقات للمتعة لاكتساب برودة الماء. وبينما يتعرى فتيان قبل السباحة فإن الامر غير ممكن بالنسبة إلى النساء.
وحتى في المسابح والزوايا المخصصة لسباحة النساء لا تتجرأ فتاة على ارتداء مايوه السباحة.

وتتحدث لبنى عن مايوه سباحة جلبته معها في بلجيكا ظنًا منها انها تستطيع ان تستعمله في احواض السباحة بالعراق. لكن الامر يخيب الامال. والفتاة لا تجرأ على الذهاب الى الشاطئ وحيدة بل ثمة من يرافقها من الرجال والصديقات.
وتمتلك سميرة مايو للبحر لكنها عدلت عن ارتداءه لان أعين الرجال تترصدها لحظة بلحظة.
لكن سليمة احمد وهي محجبة ترفض النزول الى شاطئ البحر لا تجرأ على النزول الى الشاطئ بينما بناتها الصغيرات يفعلن ذلك.
وتقول سليمة ان منظر الثياب المبتلة بالمياه يستعرض تفاصيل الجسد وقد منعها زوجها عن الامر بسبب ذلك.
لكن quot; س. أحمد quot; تتمنى ان تستعرض جسدها على الشاطئ، لكنها تخشى ذلك، فسياقات السلوك داخل المجتمع هي ذاتها على الشاطئ.
تقول شيماء الانكليزية العراقية الاصل والتي تقضي شهر الصيف بالعراق.

لا مفر من الذهب الى البحر للاستجمام. وبينما ترتدي المايوه بل وتتعرى بحسب قولها على شواطيء انكلترا، فإن الامر يستحيل هنا.
وتواترت انباء حول حالة استياء سادت اوساط المحجبات بسبب قرار صادر من المدن السياحية بالساحل الشمالي بمصر ينص على منع النسوة من السباحة بدون ارتداء المايوه البكيني، في وقت تصر فيه محجبات على السباحة بارتداء مايسمى بالمايوه الاسلامي والذي يحجب عورة النساء عن الانظار ويتيح للمرأة السباحة في مأمن من اعين الرجال.
ورفعت سيدة تعمل مهندسة دعوى بسبب رفض السماح للمحجبات بالسباحة بدون ارتداء البكيني واعتبرت القرار دعوة للرذيلة والتبرج بينما تغلق الابواب في وجه النسوة الملتزمات باصول الدين.
لكن سمية هادي وهو سويدية من اصل عراقي تسبح بالمايوه، وتجتاحها رغبة عارمة في عرض جسدها على الشاطئ. وترى سمية ان ماينقص الثقافة العربية هو مصالحة المرأة مع جسدها اولا وان تثق به، وألا تعيقها نظرات الرجال الشهوانية عن استعراض جماليات الجسد فهو هبة الخالق الجمالية كما تقول.
وتقترح سمية مناطق معزولة على الشواطئ للنساء حتى يرتدين البكيني العادي بعيدا عن اعين الفضوليين لان البكيني الاسلامي غير عملي ولايفي بالغرض المطلوب اضافة الى منظره quot;المقرفquot; بحسب قولها ويخفي جماليات جسد المرأة.

لكن الامر لفاطمة يختلف كثيرًا فهي محجبة في حياتها العادية لكنها لاترتدي لباس البحر الشرعي، لانه ليس عمليًا.
وتضيف.. البس مايوه السباحة في قاعة مغلقة مخصصة للنساء في بلجيكا، وليس في الامر مايعيق.. وتضيف.. أقبل على ارتدائه عند الشواطئ في زوايا بعيدة بعض الشيء عن الأعين.
وفي 2009 تقدمت كارولين بوستن وهي سائحة نرويجية مسلمة بشكوى الى السفارة النرويجية بالقاهرة ضد إدارة فندق كارلوس بمرسى مطروح، بسبب منعها من دخول حمام السباحة بالفندق بالحجاب.
وقالت كارولينا في اتصال هاتفي مع quot;العربية نتquot; إنها قدمت الى مصر لقضاء إجازتها الصيفية بالقاهرة على اعتبار أنها دولة مسلمة، وأنها تحب زيارتها بين الحين والآخر، وquot;لكنني فوجئت عندما دخلت حمام السباحة مرتدية الحجاب بأمن الفندق يطلب خروجي على اعتبار أن تعليمات الفندق ترفض ذلكquot;.
وأضافت quot;ان ادارة الفندق قالت لي إن السباحة بالبكيني فقط طبقًا لتعليمات وزارة السياحة المصريةquot;.
وقالت كارولينا باندهاش quot;المفارقة انني في النرويج والسويد أنزل جميع حمامات السباحة بهذا الزي ولا أحد يمنعني، فكيف يتم منعي من ارتدائه في مصر.

اشكاليات ثقافة
ودفعت اشكاليات ثقافة quot;البكينيquot; أمراة استرالية الى ابتكار لباس بحر شرعي اطلق عليه اسم quot;بركينيquot; مشتق من كلمتي quot;برقعquot; و quot;بكينيquot;. غير ان سيمون كامل لاترى في الثقافة الاسلامية قدرة على التماهي مع quot;ثقافة البكينيquot; الغربية.
وتضيف.. ثمة مناظر لاتطيقها العين لنساء ينزلن الى الشواطيء بزيهن اليومي حيث تمتلأ زوايا الثياب والجيوب بالماء وتختلط الرمال والمياه برائحة الجسد.
وتضيف.. ليست لنا القدرة على مجاراة ثقافة quot; السباحة الغربية quot;، فثقافتنا لاتمتلك اليات ذلك، مثلما لا تمتلك اليات الحداثة الاخرى.. وتؤكد... هناك ازدواجية وشعور بالنقص امام الثقافة الغربية.
لكن quot;سليم قادرquot; وهو أصولي يرى في نشر صور المنقبات عند شاطي البحر إساءة متعمدة للاسلام والمسلمين، ويضيف.. الاعلام يسوق المرأة العارية وقد ظهرت عورتها للجميع على انها ثقافة، ويقول لايلاف.. نرفض هذه
الثقافة، ثقافة التلصص على أجساد النساء على الشواطئ..


ويزداد كلامه حدة : quot;عمومًا هي ديثقافتنا ولو مشعاجبك أطلع من هذا الدين و شوفلك دين تانى يبيح للمرأة أن ترتدى البيكينى أمام أعين الرجالquot;.


ويضيف.. النبي صلى الله عليه وسلم قال.. جسد المرأة كله عورة الا الوجه والكفين وديننا دين حق.
وتضيف زوجته بالم.. اذا تعريت لا احد يستنكر واذا تسترت الكل يستنكر ، لاحول ولا قوه الا بالله...
وتبقى المسالة ذات إشكالية.. كل يرى بعين ثقافته، وكل يقيس على مقياسه.