يتهيأ استاد نادي المريخ الشهير في العاصمة السودانية الخرطوم لاحتضان ثالث تصادم كروي بين المنتخبين المصري وشقيقه الجزائري الأربعاء من اجل حسم عبور احدهما بالبطاقة الوحيدة المؤهلة إلى مونديال كأس العالم المقبل في جنوب أفريقيا , فيما يأمل الاتحاد الدولي (فيفا) في النجاح لتفادي التعرض لمنغصات مماثلة لما صاحب الأجواء السابقة التي كانت رافقت انتصار الفراعنة بمواجهة الرد على استاد الرعب في القاهرة وقبلها تلك التي سادت حينما أحرز الفوز أصحاب الأرض الخضر في موقعة البليدة الملتهبة .

علي الحملي - إيلاف ، وكالات :ويتصارع المنتخبان على المقعد الأفريقي الأخير في نهائيات كأس العالم كما سيكون الفائز من بينهما هو المنتخب العربي الوحيد المشارك في هذه البطولة بعدما عاند الحظ والتوفيق جميع المنتخبات العربية من آسيا وأفريقيا في التصفيات.

حرب كرة القدم: مصر x الجزائر

وتحمل مباراة الغد طموحات منتخبين طالما شهدت مبارياتهما كما هائلا من الإثارة والسخونة وأحيانا الشغب والنزاعات.وما من شك في أن مباراة الغد تمثل واحدة من أكثر المواجهات إثارة في تاريخ تصفيات كأس العالم في جميع أنحاء العالم.

وقبل بداية التصفيات ، لم يكن أحد يتوقع أن يجد الفريقان نفسهما في هذا الموقف الصعب فقد كانت معظم التكهنات تتجه نحو المنتخب المصري (أحفاد الفراعنة) الفائز بلقب بطولة كأس الأمم الأفريقية في نسختيها السابقتين عامي 2006 و2008 .ولكن بعد مرور الجولات الثلاث الأولى من التصفيات تراجعت وتضاءلت الآمال المصرية في بلوغ النهائيات بسبب التعادل مع زامبيا في القاهرة والهزيمة من الجزائر في الجزائر.

وانقلبت الأوضاع مجددا رأسا على عقب في الجولات الثلاث التالية حيث فاز المنتخب المصري إيابا على رواندا وزامبيا ثم ألحق بالمنتخب الجزائري الهزيمة التي كانت كافية بتحويل المنافسة بينهما إلى صراع ملتهب على أرض محايدة.

وخاض المنتخب المصري مباراته أمام المنتخب الجزائري يوم السبت الماضي في الجولة السادسة الأخيرة من مباريات المجموعة الثالثة في التصفيات وهو في موقف صعب حيث كان مطالبا بالفوز بفارق ثلاثة أهداف من أجل التأهل للنهائيات.

وكان المنتخب الجزائري (محاربو الصحراء) أكثر ترشيحا للوصول إلى النهائيات في ظل حاجته فقط إلى التعادل أو الهزيمة بفارق هدف وحيد ليصل إلى النهائيات التي شارك فيها سابقا عامي 1982 و1986 .

واقترب المنتخب الجزائري كثيرا من النهائيات في جنوب أفريقيا حيث ظلت النتيجة في مباراة السبت هي تقدم المنتخب المصري 1/صفر حتى الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع للمباراة التي أقيمت في استاد القاهرة ولكن القدر كان رحيما بالمنتخب المصري وجماهيره العريضة حيث سجل مهاجمه عماد متعب الهدف الثاني للفريق في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع.

وأدت هذه النتيجة إلى تعادل وتساوي الفريقين في كل شيء بما في ذلك عدد النقاط وفارق الأهداف وعدد الأهداف المسجلة وعلى الرغم من تفوق المنتخب المصري في المواجهتين المباشرتين من المنتخب الجزائري حيث خسر في الجزائر 1/3 وفاز في القاهرة 2/صفر سيضطر الفريقان إلى خوض اللقاء الفاصل طبقا للوائح التصفيات.

وأصبحت آمال كل منهما في الوصول للنهائيات معلقة بالتسعين دقيقة لهذه المباراة الفاصلة التي قد تمتد إلى 120 دقيقة إذا انتهى الوقت الأصلي بالتعادل ولجأ الفريقان إلى الوقت الإضافي لمدة نصف ساعة وقد يحتكمان إلى ضربات الترجيح إذا استمر التعادل قائما في الوقت الإضافي.

وما من شك في أن المنتخب المصري الذي شارك في نهائيات كأس العالم عامي 1934 و1990 تجرع من قبل مرارة الخروج من التصفيات في مباراة مماثلة عندما خاض مباراته أمام زيمبابوي عام 1993 على ملعب محايد في مدينة ليون الفرنسية ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة.

لقطة من مباراة مصر والجزائر الأخيرةولكن المنتخب المصري يتمتع حاليا بموقف يختلف كثيرا عن المرة السابقة فقد استعاد الفريق بريقه في الآونة الأخيرة واستعاد الأمل في الوصول للنهائيات وتخلص من معظم الضغوط بتغلبه على الجزائر يوم السبت الماضي.

ولم يعد أمام أحفاد الفراعنة سوى الظهور بمستواهم المعهود في مباراة الغد ليحجزوا مقعدهم في النهائيات خاصة وأن الفريق يتمتع حاليا بالثقة إضافة إلى اكتمال قوته الضاربة بعد عودة حسني عبد ربه نجم خط الوسط وأبرز لاعبي الفريق إلى صفوف الفراعنة بعدما حصل على الفرصة المناسبة للتعافي من الإصابة نظرا لعدم الدفع به في لقاء السبت.

كما يعود إلى قائمة الفريق المدافع العملاق وائل جمعة بعد انتهاء إيقافه ليصبح جاهزا للمشاركة في لقاء الغد.ومع عودة اللاعبين أصبحت الفرصة سانحة أمام المنتخب المصري لتقديم عرض قوي في المباراة خاصة مع حاجته للفوز بأي نتيجة من أجل التأهل.

في المقابل ، أثرت مجريات المباراة بين الفريقين يوم السبت سلبيافي معنويات لاعبي الجزائر الذين تبدد حلمهم في الوصول لكأس العالم مباشرة في الثواني الأخيرة من الوقت بدل الضائع ولم يعد أمامهم سوى التفوق على أنفسهم في مباراة الغد.ويدرك المنتخب الجزائري صعوبة المواجهة غدا خاصة وأن الفريق سيفتقد في هذا اللقاء جهود كل من لوناس قواوي حارس مرماه الأساسي وخالد لموشيه نجم خط الوسط للإيقاف بسبب حصول كل منهما على الإنذار الثاني في المباراة في القاهرة.

كما يغيب عن صفوف الفريق اللاعب رفيق حليش للإصابة وتحوم الشكوك حول مشاركة رفيق صايفي قائد وأبرز لاعبي الفريق وزميله عنتر يحيى للإصابة أيضا.

ولكن ما يطمئن الجماهير الجزائرية قبل هذه المواجهة رغم فارق المستوى وتفوق المنتخب المصري هو رغبة الفريق الجزائري في الثأر من نظيره المصري الذي بدد آماله في بلوغ نهائيات كأس العالم 1990 في إيطاليا من خلال الفوز عليه 1/صفر في القاهرة عام 1989 .

كما يشعر المدرب رابح سعدان /63 عاما/ المدير الفني للفريق والذي كان مدربا له أيضا في كأس العالم 1986 بالثقة في قدرة لاعبيه على تجاوز هذه العقبة والوصول للنهائيات.

وترجع ثقة سعدان في لاعبيه إلى قدرتهم على تحدي المنتخب المصري لأكثر من 90 دقيقة خلال مباراة السبت الماضي والصمود رغم تقدم أصحاب الأرض بهدف أحرزه عمرو زكي في الدقيقة الثانية من المباراة وقبل أن يحقق المنتخب المصري الفوز في وقت قاتل.

أما المدرب حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب المصري والذي قاده للفوز بلقب كأس أفريقيا مرتين متتاليتين فأكد ثقته التامة أيضا في قدرة فريقه وخبرة لاعبيه في التعامل مع هذه المباراة وانتزاع بطاقة التأهل للنهائيات.

وقال شحاتة quot;واجهنا مواقف أكثر صعوبة ومنافسين أكثر قوة في الماضي ونجحنا في التغلب عليهم. اعتقد كثيرون أننا أهدرنا فرصتنا في التأهل بعد الهزيمة في الجزائر ولكننا ما زلنا في دائرة المنافسة حتى الآنquot;.

وتقرر إقامة المباراة في أم درمان بعد القرعة التي أجراها الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) في مقره في مدينة زيوريخ السويسرية الأسبوع الماضي حيث رشح الجانب المصري السودان لاستضافة اللقاء بينما رشحت الجزائر جارتها تونس.وفازت مصر في القرعة ويسعى منتخبها الآن للفوز في المباراة في أم درمان والتأهل للنهائيات.


وبمجرد وصول بعثة الخضر إلى السودان , سارع محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم إلى تبرير اختيارهم تونس لإقامة اللقاء الفاصل معيداً ذلك إلى سهولة وصول الجزائريين إليها , وحرص خلال حديثه لموقع (سوكر) على إظهار قدر من السعادة الجزائرية للعب المباراة الفاصلة في السودان وطموح التأهل منها حسب تأكيده , بينما كشف نجم الجزائر كريم زياني عن شعور عام بعدم السعادة اثر الوصول لمباراة فاصلة لكنه استدرك وأشار إلى المنتخبين سيلعبان بلا ضغوط وهو الأمر الذي قال انه سيمكن منتخب الجزائر من تقديم أفضل ما لديه في السودان لتحقيق حلم الصعود إلى كأس العالم القادمة.

في حين لفت الاحتشاد الجماهيري لدى استقبال بعثة المنتخب المصري حيث حملت الجماهير اللافتات والأعلام لدرجة أن الباص الذي أقل بعثة الفراعنة وجد صعوبة بالغة في الخروج من ساحة مطار الخرطوم .. وإثر ذلك صرح النجم حسني عبده ربه الذي غاب عن المواجهة الأخيرة بسبب الإصابة مؤكداً أنه شفي تماماً وأصبح مؤهلاً للمشاركة في المباراة الحاسمة مختتماً بأنه لا يستطيع أن يتحدث أكثر من ذلك لأن الحديث في مثل هذه اللحظات العصيبة قبل هذه المواجهة النارية أمر صعب للغاية حسب قوله .

ووجد الحارس المخضرم عصام الحضري استقبالاً فوق العادة من الجماهير المصرية التي هتفت كثيراً وامتدحت الدور الكبير الذي لعبه في قيادة المنتخب المصري لأداء المباراة الفاصلة في استاد المريخ وراهنت على أن الحضري سيقوم بدور أكبر في مباراة الحسم , وحينها رد الحضري على هتافات الجماهير المصرية ملوحاً بيديه ومؤكداً مقدرته على تأمين الشباك المصرية أمام الجزائريين , أما مدافع الجزائر حليش فقد امتدح بشدة الاستقبال الحافل والجميل قائلاً لسوكر انه يعكس المعدن الأصيل للشعب السوداني ويشير إلى أننا سنلعب بلا ضغوط في السودان على عكس ما حدث في مباراة القاهرة.

ومع أن تقارير صحافية كانت أشارت إلى اتفاق مسؤولين مصريين وجزائريين على اعتبار تأجيل الترشح لمباراة فاصلة بمثابة حل عادل للطرفين بعيدا عن التوترات الشعبية والإعلامية بالإضافة إلى ترحيب الجانبين العربيين بإقرار تواجههما الحاسم على استاد المريخ السوداني بعدما كان راح تعصب الأخوة الاعداء يندفع لتضييق الخناق على الروح الرياضية المفترض سيادتها بالتنافس الكروي في البلدان العربية عموماً , إلا انه يبدو من غير المستبعد ظهور حوادث متوقعة مؤسفة جراء احتمال معاودة الأجواء المتوترة خلال الساعات القادمة سواء في المدن المصرية او الجزائرية .

وكانت الحكومتان المصرية والجزائرية سارعتا يوم الأحد الماضي إلى نفي ما أشيع عن وجود وفيات أو إصابات كبيرة بين الجزائريين الموجودين في مصر بالإضافة إلى الإعلان عن تكثيف الإجراءات الأمنية حول المصالح المصرية في الجزائر وتوفير الرعاية الأمنية للمصريين, فيما أدلت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية بدلوها في هذا الصراع العربي الكروي الخالص فشددت على أن اللقائين هما quot;حربquot; بين البلدين وركزت على الخلافات بينهما، فيما ذهب بعض القراء الإسرائيليين المعقبين في المواقع الالكترونية إلى الشماتة من العرب، إذ وجدوا سعادتهم في خلاف البلدين العربيين، متمنين quot;مباراةquot; من هذا النوع بين حركتي quot;فتحquot; و quot;حماسquot; بحسب تقرير صحافي.