الإدارة في فكر هزاع بن زايد (1)
جاسب عبد المجيد

[email protected]

منذ تعرفت إليه قائدا رياضيا وفارسا في الميدان، شدني إليه صدقه الواضح في تعابيره، والمكتوب على جبينه، والمرسوم في حركة يديه، فهو يعني ما يقول، ويزيد في بلاغته فعله قبل قوله، وهو ذلك الفارس الحنون الذي لا يخلد للراحة قبل أن يطمئن على جواده، وفي ملاعب الكرة لا يبخل على أفراد أسرته الرياضية بالرأي السديد.. يتابعهم من كل مكان، يفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم.
أفكاره احترافية.. ومشروعاته مستقبلية، ونظرته تفاؤلية.. يصغي جيدا لمحدثيه، وابتسامته التي ترافقه دائما تطرد الزعل من محبيه.

قد يخالفك الرأي عندما يكون للاختلاف معنى، وقد يتفق معك عندما يقتنع بوجهة نظرك، فالرأي عنده مسؤولية كبيرة وصعبة للغاية.. تعرفه الأسرة الرياضية المحلية والعربية العالمية.
أدهشني صبره في سباقات القدرة، وحلمه في مباريات كرة القدم.

إنه سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أبوظبي الرياضي، الرئيس الفخري لاتحاد الإمارات لكرة القدم، رئيس مجلس إدارة نادي العين الرياضي الثقافي.. لقد طبع بصماته على المسيرة الرياضية الإماراتية، وخاصة المسيرة العيناوية، ورسم بأفكاره ودعمه الدؤوب خطا بيانيا متصاعدا للفرق البنفسجية، إذ قال عنه سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي رئيس نادي العين: quot;هزاع هو المحرك الرئيسي لنادي العين، والقريب من النادي يعرف حجم الدور الحقيقي الذي يقوم به، ونعتقد ndash;كلنا- أنه لو لم يكن هزاع موجودا في نادي العين لما رأينا النادي بهذا الشكل، وهذه ليست مجاملة لأخي، وأعتقد أنني quot;حظيظquot; بأن لي أخا بهذه الكفاءة، والإنجازات الكبيرة التي حققها العين دائما لهزاع بصمة فيهاquot;.
كيف ينظر سمو الشيخ هزاع بن زايد إلى الإدارة؟

يقول سموه: quot; أتصور أن أهم ورشة هي الإدارة، وعلى الإدارة أن تعرف ماذا تريد، فلو أتينا بأفضل مدرسة ونحن لا نملك إدارة واعية، فإن هذه المدرسة بكل خبراتها وتاريخها ستكون غير قادرة على التعامل مع المجتمع بشكل إيجابي وعلى سبيل المثال لو استقدمنا المدرسة الإنجليزية أو الفرنسية أو الهولندية، فإن كلا من هذه المدارس عليها أن تتعامل مع أناس في بلدنا لهم عاداتهم وتقاليدهم وحياتهم الخاصة، وعليها أن تستوعب كل هذه العوامل قبل أن تفرض مناهجها، فضلا عن أن هذه المدارس تتعامل مع النشء الصغار، لأننا نسعى إلى إعداد جيل للمستقبل، متماسك رياضيا أو كرويا، وعليه لابد أن يبدأ البناء من النشء الصغار، وعلى الإدارة أن تضع هذه الصورة بتفاصيلها أمام المدرسة الأجنبية، وتوضح لها صورة المحيط الذي تعمل فيه.

يمكن أن تفشل أفضل مدرسة في العالم عندما تخفق الإدارة في منحها فرصة التفاعل بشكل جيد مع البيئة التي تعمل فيها.quot;

من هنا أرى من الضروري جدا أن نستفيد من رؤية سمو الشيخ هزاع بن زايد بخصوص الإدارة، وأن نوليها الأهمية القصوى من أجل تهيئة البيئة المناسبة للمدارس التي تعمل في محيطنا لكي نحقق النجاح المطلوب ونحصل على جيل متماسك يؤمن مستقبلنا الرياضي وخاصة الكروي.