روميو روفائيل من لندن: أظهر التاريخ أن بطولة كأس القارات تكون خطرة بالنسبة إلى مدرب برازيلي، الذي قد يأخذ هذه المنافسة على محمل الجد أو يعتبرها مجرد نزهة تدريبية.فالمدرب ايمرسون لياو كان مذنباً قبل ثماني سنوات. كانت حملة البرازيل لنهائيات كأس العالم لعام 2002 في ورطة بالفعل عندما تولى مسؤولية تدريبه، ولكنه لم يستطع أن يجلب أي تحسن فوري.الخوف من الفشل في تجربة التأهل لهذا الحدث الرئيسي لم يبد مهماً. وأُبلغ لياو تحديداً بأن بطولة كأس القارات لعام 2001 ليست ذات أولوية، لذا أخذ معه فريقاً ليختبره في هذه البطولة. ونتيجة لذلك، البرازيل تعادلت سلباً مع كندا واليابان وخسرت أمام فرنسا في الدور النصف النهائي وكذلك أمام استراليا في مباراة على المركزين الثالث والرابع.

وبما أنه لم يفكر بأي شيء يقلقه، فالبطولة، بعد كل شيء، لم تكن مهمة، تلقى لياو الصدمة حين عاد إلى وطنه، إذ اقيل وهو ما زال في المطار. البرازيلي لويس فيليبي سكولاري تولى مهمة تدريب منتخب بلاده بعده، وذهبت البرازيل إلى اليابان وكوريا الجنوبية وعادت بكأس العالم لكرة القدم. فمهنة تدريب منتخب البرازيل هي مثل اعتلاء الملاكم الحلبة، فينبغي على المدرب حماية نفسه في كل الأوقات.

دونغا، المدرب الحالي، سوف لن يقع في أخطاء لياو. ففي الوقت الذي سيوضح أن التأهل لنهائيات مونديال جنوب افريقيا 2010 هي من أولوياته، فإن هذا لم يمنعه من جلب أفضل لاعبيه إلى جنوب افريقيا للمشاركة في بطولة كأس القارات.

قبل بضعة أشهر كان دونغا يعتقد بأنه سيعطي راحة لبعض لاعبيه الذين انهكوا في الموسم الأوروبي. ولكن هذا لم يحصل. ودونغا لا يريد أن يفوّت أي فرصة. ومع البرازيل التي تتصدر تأهيلات أميركا الجنوبية لنهائيات كأس العالم، فإنه يبدو أنه لم يتخذ أي اجراء وقائي غير ضروري. فتشكيلة الفريق تمت تسميتها قبل الفوز الأخير على أوروغواي وباراغواي. وإذا كانت نتيجة هاتين المباراتين معاكسة، فإن الضغط كان كبيراً على دونغا. ومثل لياو في 2001، فإن بطولة كأس القارات كانت من الممكن أن تكون الحجة الملاءمة لإقالة المدرب.

وإذا لم يكرر دونغا أخطاء لياو، فإنه من المحتمل جداً أنه قد تلقى النصائح بعدم تكرار الأخطاء ذاتها التي ارتكبها سلفه المباشر كارلوس البرتو باريرا. فقبل بدء بطولة كأس القارات لعام 2005 بفترة قصيرة، كان باريرا يصارع مع المشاكل المزمنة للمدربين البرازيليين للمنتخب الوطني، حول كيفية استيعاب أفضل المواهب المتاحة ضمن التشكيلة الأساسية.

أدريانو انضم إلى المنتخب كأحد أقوى المهاجمين الخطرين، وفسح له المجال للعب بجانب روبينيو الذي حل محل المصاب رونالدو. ومع كاكا ورونالدينيو في ذروة أداءهما، فإن ما يسمى بـquot;الرباعي الساحرquot; قد ولد. جمع أربعة من أبرز المواهب في خط الهجوم على هذا الكوكب في فريق واحد، أمر قد يثير للاعجاب.

وباستخدام باريرا لهذا الأسلوب في مباريات التأهل للمونديال فإنها جاءت بنتائج متباينة، فبعد الفوز المميز 4-1 على باراغواي تلاه الخسارة 3-1 أمام الأرجنتين. فهل يمكن لهذا الرباعي أن يكرر سحر هجومه في المانيا عام 2006؟ بطولة كأس القارات 2005 قررت ذلك.

مرة أخرى كانت النتائج متباينة، فالبرازيل خسرت أمام المكسيك في مرحلة المجموعات، ولكن في المباراة النهائية مزقت الأرجنتين إرباً فالفوز 4-1 كان كبيراً. وهذه المباراة هي التي قررت بأن البرازيل ستتخذ تشكيلة quot;الرباعي الساحرquot; إلى نهائيات كأس العالم.

وبسبب نشوة الانتصارات تم التغاضي عن بعض النقاط المهمة. فالقوة الجسدية للاعبين الأرجنتين كانت في الحضيض، لكنهم حاولوا نقل المعركة إلى الساحة البرازيلية بالاعتماد على خط الوسط، ولكن هذا الأسلوب ترك اللعب مفتوحاً للاعبين البرازيليين الرائعين في الهجوم المضاد. وفريق باريرا استغل الفرص بشكل مذهل، ولكن كان شوطاً بعيداً عن نهائيات كأس العالم، عندما أصبحت المنافسة بعد عام حقيقية وراسخة ضد منافسين أقل حرصاً على ابداء اللاستعداد للسماح بالهجوم المضاد. فالفريق البرازيلي لم يظهر جيداً، كان ثقيلاً وغير متوازن، فخرج من البطولة في الربع النهائي بخسارته 1- صفر أمام فرنسا، النتيجة التي لم تظهر إلا قليلاً من العدالة لتفوق المنتخب الفرنسي.

وبعد ذلك اعترف باريرا بأن الأمر يتعارض مع فلسفة كرة القدم البرازيلية عن طريق استخدام أسلوب 4-2-4. وهو قد أخطأ لأنه أعطى أهمية أكثر من اللازم للمباراة النهائية لكأس القارات.

لبطولة كأس القارات الكثير من النقاط المثيرة للاهتمام. وهي بمثابة استطلاع للقيمة العملية للمنتخبات بالإضافة إلى اتاحة الفرصة لجميع اللاعبين لإظهار مهاراتهم. ولكن أكثر من أي شيء يحدث على أرض الملعب، ربما الأهم هو ملاحظة كيفية عمل الجوانب الأخرى في كأس القارات ndash; اختبار ما ستوفرها الملاعب والبيئة التحتية والمعرفة والخبرة التي سيكتسبها المنظمون وهم في طريقهم لاستضافة الحدث الرئيسي العام المقبل.