عبد الجبار العتابي من بغداد: عادت من جديد التقاطعات في الوسط الرياضي، وطفت على السطح المكنونات في النفوس وأصبح بعضهم ينظر إلى بعضهم الاخر بغير عين الرضا التي قال عنها ابو الطيب (عن كل عيب كليلة).

أي إن النظر هنا بعين السخط التي (تبدي المساويا) كما يقول الشطر الثاني من بيت المتنبي، فالاحتدام اصبح ما بين اطراف عديدة، وإن لم تعلن عن نفسها وظلت مختبئة تحت ستار الاخرين، فالوسط الرياضي العراقي ومع اقتراب موعد انتخابات الاتحاد العراقي لكرة القدم، المقرر ان تجري في 20 آب / اغسطس المقبل،راح يشهد اشتعال (حرب) ما بين اطراف عديدة، المنضح منها: وزارة الشباب والرياضة واحمد راضي النائب في البرلمان العراقي، واللجنة الاولمبية واتحاد كرة القدم.

ومعها بدأت التصريحات تفتح ابواب الخلافات، فيما اشتغلت ماكنة الاعلام تقف تارة ما بين المتقاطعين وتارة منحازة الى طرف ما، واشد ما وصلت اليه هو اعلان احمد راضي رئيس لجنة الشباب والرياضة في مجلس النواب: (ان لجنته ستقوم باستجواب وزير الرياضة والشباب جاسم محمد جعفر لعدم التزام وزارته بقرار الهيئة العامة لنادي الزوراء القاضي بحجب الثقة عن الهيئة الادارية لنفس النادي)، وهذا يأتي متزامنًا ومتوافقًا مع ما شهدته الايام الاخيرة من تشنجات في المواقف وردود الافعال حول قضية انتخابات اتحاد كرة القدم .

فقد ذكر احمد راضي في مؤتمر صحافي عقده في مبنى مجلس : أن لجنة الرياضة والشباب استقبلت الامين المالي وبعض اللاعبين في نادي الزوراء للوقوف على خلفية عدم الامتثال لقرار الهيئة العامة لنادي الزوراء القاضي بحجب الثقة عن الهيئة الادارية للنادي نفسه، وان لجنتنا ستقوم باستجواب وزير الرياضة والشباب لان وزارته لم تفِ بالتزاماتها ، الامر الذي يعد خللاً في عملها ومسؤوليتها تجاه الاندية الرياضية.

وسبق لاحمد راضي ان اعلن ان لديه رغبة في العودة الى رئاسة نادي الزوراء بعد تحقيق عملية طرح الثقة بالادارة الحالية للنادي، التي يترأسها اللاعب الدولي السابق سلام هاشم ، والتي كانت مقررة بناء على احتجاجات اعضاء الهيئة العامة للنادي الذين رفعوا تواقيعهم الى الوزارة مطالبين بضرورة اجراء عملية طرح الثقة لابعاد ادارة سلام هاشم .

الشرارة الاولى لهذه التقاطعات اطلقها احمد راضي الذي اعلن بعد انتخابه ممثلا للاعبين الدوليين ضمن الهيئة العامة لاتحاد الكرة انه ضد ان يرشح رئيس اللجنة الاولمبية (رعد حمودي) نفسه لرئاسة الاتحاد ، معللا ذلك بمسؤولية رعد الكبيرة والصعبة والتي تتمثل في قيادة اللجنة الاولمبية العراقية، بالاضافة الى رئاسته لنادي الشرطة العراقي ، ومع التلميحات التي كان يطلقها احمد راضي في مسألة ترشيحه لرئاسة اتحاد الكرة ، عاد ليطلق تصريحا اخر قال فيه انه لن يخوض الاتخابات في حال دخول حسين سعيد رئيس الاتحاد الحالي لكرة القدم للتنافس على منصب الرئاسة ، وكان هذا التصريح مثار جدل ودهشة لدى الاوساط الرياضية ومنها وزارة الشباب والرياضة التي اصدرت على الفور بيانا على لسان الوزير قال فيه:

(ان انتخابات اتحاد الكرة يجب ان تجري بشفافية وتعتمد مبدأ التنافس الحر الشريف بعيدا عن الاصطفافات والتخندقات) مشيرا الى ان تصريحات راضي ( تناقض مبدأ الشفافية التي يطمح اليها الجميع ويعطي انطباعا للجمهور بأن الدولة ممثلة برئيس لجنة الشباب والرياضة تركز على شخص واحد بدون اي منافسة حقيقية) ، واضاف ( الوزارة لايعنيها من سيكون رئيسًا للاتحاد ولكنها تفضل ألا يقتصر التنافس على شخصية واحدة وان الوزارة باعتبارها الجهة القطاعية المسؤولة تتمنى ان يعيد احمد راضي النظر بتصريحه وان يشجع على مبدأ التنافس الحر على رئاسة الاتحاد ) .

وهذا الكلام اثار احمد راضي الذي رد على تصريحات الوزير ، فقال :

إن تصريحات وزير الشباب بشأن ترشيحي لانتخابات اتحاد كرة القدم تعد تدخلاً في مشروعي الانتخابي ، وليس من حق أي شخص أن يمنعني من ممارسة العملية الديمقراطية والتنافس على رئاسة الاتحاد ).

ومضى راضي يقول (انا استغرب دفاع بعض الشخصيات عن رئيس اللجنة الأولمبية رعد حمودي لتهيئة الأرضية لدخوله الانتخابات في حين أن هناك أكثر من شخصية يمكن أن تدير دفة اتحاد الكرة ) واوضح : ( ان تصريحاته بعدم خوض الاتخابات في حال دخول حسين سعيد رئيس الاتحاد الحالي لكرة القدم للتنافس على منصب الرئاسة نابعة من تمتع سعيد برصيد كبير لدى الهيئة العامة لاتحاد الكرة مما يجعل حظوظه كبيرة بالفوز ، لذلك فانا غير مستعد للمجازفة بسمعتي وتاريخي الكروي ) .

على الصعيد ذاته، وعلى الجبهة نفسها، وامتدادًا للتقاطعات، نشبت (حرب) ما بين اللجنة الاولمبية واتحاد القدم ، على الرغم من الجمر ظل تحت الرماد في مسألة ترشيح رئيس اللجنة نفسه في انتخابات الاتحاد التي يعترض عليها الاتحاد بشكل ضمني ، حين اعلنت الاولمبية على لسان امينها المالي (ان اتحاد الكرة العراقي لم يطلع الامانة المالية للجنة الاولمبية على اية معلومة بشأن مبلغ المليون والاربعمئة الف دولار اميركي المقدمة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) للمنتخبات التي خرجت من الدور الاول لبطولة كأس القارات التي احتضنتها العاصمة الجنوب افريقية جوهانسبيرغ).

وهو ما جعل الاتحاد يرد على لسان امينه المالي (ان الاتحاد بالفعل لم يتسلم اي مبلغ حتى الان من الاتحاد الدولي) ، واشتدت (الحرب) بعد يوم واحد ، حين اكدت الاولمبية عن اقامة مباراة بكرة القدم بين منتخبي العراق وهاييتي بأتفاق ومبادرة منها ، وهو ما جعل النائب الاول للاتحاد يرد بقوة :(ان المنتخب العراقي لن يخوض المباراة) على الرغم من ادراجها ضمن اليوم المسموح للعب فيه من (الفيفا) متعللا باسباب عديدة من بينها (ان اللجنة الاولمبية التي كانت وراء اقامة المباراة لم تشرك الاتحاد في المحادثات وان حصول الاتفاق بين اللجنة الاولمبية والشركة الراعية لأي منتخب يمكن ان يلعب في بغداد يجب ان تمر عبر بوابة الاتحاد العراقي للعبة) ومشيرًا ايضًا الى (ان المباراة ستعرقل اجراء الانتخابات المقررة في العشرين من الشهر المقبل كما ان اغلب اللاعبين المحترفين منخرطون في معسكرات تدريبية مع الاندية التي يحترفون فيها فضلا على خلود اغلب اللاعبين المحليين الى الراحة وعدم بدء تدريبات انديتهم التي ينتمون اليها مشيرا الى ان اللقاء يمكن ان يؤجل الى وقت اخر ) ، وهو الامر الذي استغربته الاولمبية كون المباراة تأتي ضمن كسر الحظر المفروض على الملاعب العراقية .