أدت رسالة بريد إلكتروني خاطئة بين الاتحاد الإيراني لكرة القدم، ونظيره الإسرائيلي إلى ضجة إعلامية كبيرة في الأوساط الصحافية، فيما عرف بتطبيع رياضي بين إيران وإسرائيل، غير أن تلك التقارير سرعان ما أكدت أن هذه الرسالة أرسلت بطريق الخطأ، وذهب الأمر أدراجه. علماً بأن قصة التطبيع الرياضي بين اسرائيل وإيران والدول العربية مرفوضة تماما في كافة الألعاب الرياضية، وهو ما رسخته العديد من الأحداث الرياضية المختلفة في هذا المجال.

عبدالله زقوت ndash; إيلاف : تصدرت رسالة البريد الالكترونية التي أرسلها الاتحاد الإيراني لكرة القدم إلى نظيره الاسرائيلي بمناسبة حلول العام الجديد، وسائل الإعلام المختلفة التي غطت الأمر بطريقة موسعة، وشاملة، وإظهار هذه الرسالة على أنها نوع من التطبيع الرياضي بين البلدين، غير أن إيران أكدت أن هذه الرسالة أرسلت عن طريق الخطأ.

وذكرت صحيفة quot;جيروسالم بوستquot; الإسرائيلية الناطقة باللغة الانكليزية أن الاتحاد الاسرائيلي لكرة القدم تلقى عبر البريد الالكتروني رسالة تهنئة من نظيره الاتحاد الايراني لمناسبة حلول العام الجديد، مشيرة إلى أن رسالة التهنئة كانت مذيلة باسم رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الاتحاد الايراني محمد اردبيلي حيث أرسلت عبر البريد الالكتروني كانت بصورة غير متعمدة.

وقالت الصحيفة أن هذه الرسالة تم ارسالها الى كافة الاتحادات الدولية ومن ضمنها الاتحاد الاسرائيلي بالخطأ،حيث أن العلاقات الدبلوماسية بين اسرائيل وايران مقطوعة منذ الثورة الايرانية، التي قادها الخميني العام 1979 واطاحت بنظام شاه ايران، محمد رضا بهلوي، الذي كانت تربطه علاقات وثيقة مع اسرائيل، دون إغفال التوتر العسكري والسياسي بين البلدين حاليا حيث تبادلا التهديدات العسكرية على خلفية البرنامج النووي الذي تطوره إيران.

مشجعون إيرانيون يتابعون إحدى مباريات منتخب بلادهم

وفي سياق متصل، ومتابعة لموضوع رسالة التهنئة، أجرت إذاعة الجيش الاسرائيلي اتصالا مع المسؤول الايراني اردبيلي الذي كان واضحاً في موقفه، خصوصاً عندما علم ان مصدر المكالمة من اسرائيل، واكد ان الرسالة أرسلت بطريق الخطأ، رافضاً استكمال الحديث مع الاذاعة الاسرائيلية.

وقال أردبيلي للإذاعة الاسرائيلية : quot;هذه التهنئة أرسلناها لكل الدول.. هل أنتم تتصلون بي من إسرائيل؟.. لا يمكنني التحدث إليكم.. ما حدث كان خطأ.. كان خطأ.quot;

بدوره، أكد غيل ليباني، الناطق باسم الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، أن اتحاده رد بالمثل على هذه الرسالة رغم الدهشة التي أصابت الاتحاد بعد تلقيه الرسالة الإيرانية التي وصلت أمس الخميس، حيث لم يتأخر الاتحاد الاسرائيلي عن الرد عليها.

واضاف ليباني في حديثه للاذاعة الاسرائيلية quot;لقد وصلت الرسالة إلى رئيس القسم القانوني لدينا، المحامي أمير نافون، الذي راجعني فيها وسألني عمّا إذا كانت قد وصلت إلينا عن طريق الخطأ، وأنا قلت لها بأنني لست أدري، لكنني نصحته بالرد عليها في كل الأحوال.quot;

وتابع: quot;كتبنا رسالة تمنينا فيها للجانب الإيراني عاماً سعيداً، كما أعربنا لهم عن أملنا في أن تكون السنة المقبلة جيدة على المستوى الكرويquot;.

ويرفض رياضيون عرب وإيرانيين لقاء نظرائهم الاسرائيليين، بسبب الإجراءات الاسرائيلية العداونية ضد الفلسطينيين خصوصا الحرب الأخيرة على غزة، وبعدها الاستيطان وغيرها من الانتهاكات الاسرائيلية بحق الفلسطينيين، حيث يرفض اللاعبين الإيرانيين والعرب اجراء لقاءات رياضية مع اسرائيل في شتى الالعاب الرياضية، حيث انسحب اكثر من لاعب عربي وايراني امام نظرائهم الاسرائيليين في البطولات الدولية.

وتمثل أخر رفض للعب في اسرائيل من قبل لاعب عربي هو ما اقدم عليه المهاجم المغربي مروان الشماخ (لاعب بوردو الفرنسي) الذي رفض السفر إلى إسرائيل مع فريقه الذي قابل فريق مكابي حيفا الإسرائيلي في الجولة السادسة والأخيرة من دوري المجموعات في دوري أبطال أوروبا التي انتهت بفوز بوردو بهدف دون مقابل.

وقال اللاعب لوسائل الإعلام 'الكل يعلم أنني مسلم، وتحدث في تلك الأراضي العديد من الأمور غير المقبولة ومن بينها عملية الاستيطان في الضفة الغربية وهذا ليس من حقهم'.
وتابع : quot; أنا إنسان وعندي قلب وأشعر بنفسي معنيا بالأمر حينما أراهم يقومون بإيذاء الناس هناك في فلسطين'.

واثار رفض الشماخ ضجة في فرنسا، حيث بدأت المؤسسات الاسرائيلية صهيونية اعداد العدة للاحتجاج ضد الشماخ ومحاولة التأثير على اتحاد كرة القدم الفرنسي لمعاقبته.

أما اللاعبين الإيرانيين الذين رفضوا اللعب في إسرائيل فكان quot;اشكان ديجاجاquot; وهو لاعب من أصل إيراني، ويلعب في منتخب الشباب الألماني، حيث رفض المشاركة في لقاء يجمع المنتخبين: الألماني ونظيره الإسرائيلي وذلك ضمن تصفيات كأس أوروبا الماضية.

ودخل ديجاجا والذي يلعب في صفوف فولفسبورغ الألماني في جدل واسع مع مسؤولي الاتحاد الألماني الذين أكدوا أنهم سيتحدثون مع اللاعب بشأن مستقبله مع المنتخب بعد رفضه الدفاع عن ألوان بلاده لأسباب سياسية وشخصية، في الوقت الذي طالبت فيه شارلوت كنوبلوخ ، رئيسة المجلس الأعلى لليهود في ألمانيا بإستبعاد اللاعب الذي يملك الجنسيتين الإيرانية والألمانية من المنتخب الألماني.

أما رئيس الاتحاد الألماني ثيو زفانتسيغر فقال quot;كل لاعب يدافع عن الوان منتخب ألمانيا يجب ان يندمج مع هوية البلاد وقيمه، وإلا يتوجب علينا التخلي عن خدماتهquot;. ورد اللاعب قائلا quot;دمائي إيرانية أكثر منها ألمانية، ويجب على الجميع ان يقبل بذلك مشيرا الى ان قراره جاء quot;احتراما لوالديه لانهما ايرانيانquot;.

وفي حادثة أخرى، رفض المهاجم الدولي‮ ‬الايراني‮ ‬وحيد هاشميان السفر مع فريقه بايرن ميونيخ الالماني‮ ‬الى إسرائيل لمواجهة ماكابي‮ ‬تل ابيب‮ ضمن مسابقة دوري‮ ‬أبطال أوروبا لكرة القدم‮، حيث برر هاشميان رسميا عدم سفره الى إسرائيل بالآم في‮ ‬ظهره‮، مع العلم أن مسؤولي بايرن ميونيخ تركوا لهاشميان حرية الذهاب من عدمه بسبب التوتر القائم بين إيران وإسرائيل.

وفي دورة الألعاب الأولمبية عام 2004 م، امتنع لاعب الجودو الايراني اراش ميريسمايلي‮ ‬عن مواجهة الإسرائيلي‮ ‬ايهوك فاكس بعد ان رفع وزنه فوق الحد المسموح به،‮ ‬واعتبر في‮ ‬بلاده بطلا قوميا وحصل على مبلغ‮ 9800 ‬يورو المخصص كمكافأة للذين‮ ‬يحرزون ميداليات ذهبية اولمبية‮.‬

وكان الاتحاد الدولي لكرة الطاولة فرض حظرا على مشاركة لاعبين من السعودية واليمن في البطولات الدولية لعدة اشهر لرفضهما اللعب أمام اسرائيلي.

وكان الوفد الإسرائيلي قد احتج بشدة لدى الاتحاد الدولي للعبة بسبب رفض السعودي نبيل المجهوي واليمني هاني الحمادي اللعب أمام الإسرائيلي جاي النسكي في التصفيات التمهيدية ببطولة العالم لكرة الطاولة في باريس.

وتسبب رفض فرج درويش، بطل الأردن والعرب في الملاكمة، اللعب مع ملاكم إسرائيلي في إحدى البطولات التي أقيمت في تركيا قبل أعوام، بدفع الاتحاد الأردني للملاكمة لحرمانه من اللعب مدى الحياة.

و رفض صادق معيني، لاعب المنتخب الإيراني للعبة الكاراتيه، لقاء نظيره إسرائيلي له، ضمن الدورة السادسة لبطولة العالم للكاراتيه، فئة شيتوريو شيتوکاي في الصين ، في خطوة اعتبرها تضامنا مع الشعب الفلسطيني، مما أدى إلى استبعاده من البطولة.