يستهل المنتخب المصري لكرة القدم رحلة الدفاع عن لقبه الأفريقي غدا الثلاثاء بمواجهة نظيره النيجيري في مدينة بينجيلا الأنجولية ضمن الجولة الأولى من مباريات المجموعة الثالثة في الدور الأول لبطولة كأس الأمم الأفريقية السابعة والعشرين المقامة في أنجولا حاليا.

ويسعى المنتخب المصر بكل السبل إلى الفوز بلقب البطولة الحالية ليكون الثالث له على التوالي والسابع في تاريخ مشاركاته بالبطولة.

تحمل البطولة الحالية اهمية بالغة للمنتخب المصري (أحفاد الفراعنة) بعد فشل الفريق في بلوغ نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا نتيجة هزيمته في المباراة الفاصلة أمام نظيره الجزائري في السودان.

وتمثل مباراة الثلاثاء نقطة الانطلاق لأحفاد الفراعنة مثلما كانت مباراتهم أمام المنتخب الكاميروني في بداية مشوارهم بالبطولة الماضية 2008 بغانا نقطة انطلاق نحو إحراز لقب البطولة.

ويسعى المنتخب المصري بالفعل الى الفوز بالمباراة ، مما سيقترب به كثيرا من صدارة المجموعة ووضع إحدى قدميه في الدور الثاني (دور الثمانية)، خاصة وأن مباراتيه الباقيتين ستكونان أقل صعوبة ، على الأقل ، من الناحية النظرية.

أما المنتخب النيجيري ، فيسعى أيضا لتقديم بداية قوية ، لاسيما وأنه اخفق في عبور دور الثمانية بالبطولة الماضية ،عندما خسر أمام منتخب غانا ،صاحب الأرض.

وفي الوقت الذي تركز فيه معظم الاهتمام العالمي بالبطولة على واقعة الاعتداء الغاشم على المنتخب التوجولي والذي اسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد البعثة ، حرص الجهاز الفني للمنتخب المصري بقيادة المدرب الوطني حسن شحاتة على إبعاد اللاعبين تماما عن هذه الأجواء ، تجنبا لتشتيت تركيزهم بعيدا عن اللقاء.

ورغم غياب العديد من العناصر المؤثرة بين صفوف الفريق ، للإصابة وأسباب أخرى ، وبينهم عمرو زكي مهاجم الفريق وزميله المهاجم أحمد حسام (ميدو) ومحمد أبو تريكة ،صانع ألعاب الفريق ، لاتزال هناك ثقة لدى شحاتة في قدرة فريقه على إحراز لقب البطولة للمرة الثالثة على التوالي.

واستهل أحفاد الفراعنة مسيرتهم في البطولتين الماضيتين بفوز كبير حيث فاز على ليبيا 3/صفر في افتتاح بطولة 2006 بمصر وعلى الكاميرون 4/2 في افتتاح بطولة 2008 بغانا ، ولذلك يأمل الفريق في تحقيق فوز مماثل على نظيره النيجيري.

ويدرك شحاتة جيدا مدى الفوائد التي قد يجنيها الفريق من البداية الجيدة ولذلك ينتظر أن يدفع بقوته الضاربة منذ البداية ، حيث سيعتمد على محمد زيدان ، مهاجم بوروسيا دورتموند الألماني والذي يحمل على عاتقه آمال الجماهير المصرية في غياب زميليه زكي وميدو.

واكتسب زيدان خبرة كبيرة من المشاركة مع المنتخب المصري في البطولة الماضية عام 2008 وفي بطولة كأس العالم للقارات 2009 بجنوب أفريقيا. ويعاونه في الهجوم المتألق ، عماد متعب مهاجم الأهلي المصري.

ويعتمد شحاتة على عناصر أخرى مؤثرة للغاية ، مثل حارس المرمى العملاق عصام الحضري الذي لعب دورا كبيرا في فوز الفريق بالبطولتين الماضيتين والمدافع المخضرم وائل جمعة ونجم خط الوسط النشيط ، حسني عبد ربه.

في المقابل ، يبدو شايبو أمادو المدير الفني للمنتخب النيجيري سعيدا بشكل كبير بعدما تخلص فريقه من الأنانية التي كانت تسيطر عليه في الماضي.

ويتمنى أمادو أن تساعد الروح الجديدة للفريق على التخلص من ذكريات البطولات الثلاث الماضية ، حيث خرج الفريق من الدور قبل النهائي في بطولتي 2004 و2006 ، ثم من دور الثمانية في 2008 .

ولم يتوج المنتخب النيجيري باللقب الأفريقي منذ فوزه بالبطولة عام 1994 بتونس ، ولكنه يعتمد حاليا على فريق رائع حيث يوجد في كل مركز لاعبان جاهزان ، على الأقل بعدما كان اعتماده في الماضي على خبرة عدد محدود من اللاعبين.

ويعتمد أمادو حاليا على الثنائي الهجومي نوانكو كانو وأوبافيمي مارتينز ، كما يستطيع الاستعانة بالمهاجمين تشينيدو أوباسا ، المحترف في ألمانيا وفيكتور أوبينا مهاجم ملقة الأسباني.

وإذا نجح جون ميكيل أوبي ومعه باقي لاعبي خط الوسط مثل ساي أوليفينيانا نجم هال سيتي الإنجليزي في الظهور بمستواهم المعهود ، سيشكل خط الوسط النيجيري مشكلة كبيرة للمنتخب المصري في مباراة الغد.

ومع وجود العديد من الأسلحة ضمن صفوف المنتخبين ، يصعب على أي أحد التكهن بنتيجة المباراة.

الجدير بالذكر أنه على رغم الفارق الكبير بين عدد الألقاب الأفريقية التي فاز بها كل فريق ، حيث توج المنتخب المصري باللقب ست مرات مقابل مرتين لنسور نيجيريا ، فشل المصريون في تحقيق أي فوز على نظيره النيجيري منذ 47 عاما وبالتحديد منذ عام 1963 عندما فاز الفراعنة على النسور 6/3 في أول مشاركة للأخير في نهائيات كأس أفريقيا.