تؤكد الأجواء المحيطة بنا هنا في عدن بان ما كان يصلنا بخصوص التوترات الأمنية، وما يمكن أن تشكله من مخاطر على دورة كأس الخليج، أمر مبالغ فيه، حيث نرى الأمور طبيعية حولنا ولا نشعر بأي قلق، وكل من حولنا يجتهدون من أجل راحتنا وتلبية كل ما نحتاج إليه.

والإمكانيات التي وفرها الأشقاء في اليمن لهذه الدورة تؤكد بأنهم تفوقوا على أنفسهم، وحققوا ما يفوق كل ما توقعناه على الصعيد التنظيمي، ولن أغالي إن قلت بأنه توجد هنا بعض الخدمات التي لم يسبق أن حظيت بها أي دورة خليجية أخرى من قبل.

وعلى سبيل المثال فإن اللجنة المنظمة وفرت على الصعيد الإعلامي أربعة مراكز صحافية مجهزة بكل الأجهزة والإمكانيات التي يحتاجها أي صحافي لأداء مهمته بسلاسة في أي موقع يتبع الدورة، وهذا لم يحدث من قبل في أي دورة خليجية.

ـ انطلاقة خليجي 20 جاءت مغايرة للكثير من الدورات. في الافتتاح نجح الأشقاء في اليمن في تقديم لوحات فنية تحكي موروث الخليج بمشاركة أعداد غفيرة من شباب وشابات اليمن، صحيح أن الفقرات اتسمت بالبساطة وابتعدت عن الإبهار الذي اعتدناه في دورات الخليج مؤخراً.

لكنها تميزت بأنها كانت صناعة يمنية مائة في المائة، وقد أضفى عليها جمالا الحضور الجماهيري المكثف الذي استجاب للنداء وتفاعل مع خطوة اللجنة المنظمة في السماح بدخول الجماهير مجانا لمتابعة أحداث الدورة.

لدرجة أن ستاد 22 مايو المحددة سعته ب28 ألف متفرج، استوعب ما يزيد على 30 ألفا، وانتظر خارجه ضعف هذا العدد ممن لم يتمكنوا من الدخول، وكل ما نتمناه ألا تتسبب خسارة اليمن الثقيلة في مباراة الافتتاح في حجب هذه الجماهير عن متابعة باقي المباريات، خاصة وكما نعرف فإن اليمنيين عشاق لكرة القدم وكانوا متعطشين لوصول دورة كأس الخليج إليهم.

ـ وإذا كانت هناك نقطة ضعف تعانيها الدورة عامة والزملاء الإعلاميون بشكل خاص، فهي كثرة الفنادق الخاصة بالدورة، وعدم وجود فندق رئيسي يكون بمثابة القلب النابض للحدث، بحيث يكون مركز التجمع والتلاقي بين مختلف المسؤولين والقيادات الرياضية والعاملين في حقل الإعلام، كما جرت العادة في كل البطولات السابقة.

ونحن بالفعل نفتقد إلى هذا الموقع الذي يساعدنا على التواصل مع مختلف القيادات والدخول في حوارات وسجالات معهم في مختلف القضايا التي تخص الدورة خاصة وكرة القدم الخليجية عامة، كما توجد صعوبة في التواصل معهم لصعوبة إجراء الترتيبات وعدم وجود مواقع لمثل هذه اللقاءات، وبعد المسافات بين الفنادق الخاصة بإقامة المشاركين والمعنيين بالدورة.

ـ عدم وجود هذا المكان (القلب النابض) دفع الإعلاميين إلى التواجد بكثافة في فندق ميركوري المخصص للوفود الإعلامية الرسمية، والذي يحتوي على مركز إعلامي كبير، وذلك انتظارا لوصول أي مسؤول يقوم بزيارته أو الاستعاضة عن ذلك بأخذ التصريحات من الزملاء.

وخاصة أصحاب الخبرة منهم، لتعويض غياب المسؤولين وملء المساحات الكبيرة المطلوب منهم تعبئتها يوميا، وذلك في مشهد لم يسبق حدوثه بهذا الحجم من قبل، واعتقد أن هذا الأمر لا يمثل سلبية للإعلاميين وحدهم.

وإنما للمسؤولين عن الفرق أيضا، لأنهم غالبا ما يكونون في حاجة إلى التواصل مع الإعلام لطرح وجهات نظرهم وآرائهم في بعض الأمور والجوانب المتعلقة بالدورة وفرقهم.

جريدة البيان الامارتية