أسوأ ما يمكن ان يعانيه منتخب هي العلاقة المتشنجة بين افراد ملاكه التدريبي ، وعدم الانسجام بينهم في الافكار والطروحات والتمنيات وخاصة اذا كانت هذه العلاقة ما بين المدير الفني ومساعده ، والاخطر اذا كان احدهما اجنبيا ، فالتوتر الذي يسود العلاقة سيصاب بعدواها اللاعبون بشكل مباشر او غير مباشر لاعتبارات كثيرة من اهمها ان اللاعبين يجدون انفسهم قريبين من ابن بلدهم الذي يتحدث لهجتهم ، وهذا هو حال العلاقة بين المدير الفني للمنتخب العراقي الالماني سيدكا ومساعده العراقي ناظم شاكر .

فقبل الدخول في منافسات بطولة خليجي 20 أكد ناظم شاكر مساعد مدرب المنتخب العراقي لكرة القدم ان علاقته بالمدرب سيدكا .. جيدة ، وان التفرد بالقرار الذي مارسه سيدكا خلال بطولة غربي اسيا التي جرت منافساتها في الاردن انتهى .. بعد ان تفهم سيدكا للظروف التي يعيشها اللاعب العراقي ، والاهم من ذلك طبعا كما قال ناظم (ان سيدكا عرف من يكون ناظم شاكر) ، وكرر ناظم هذا الحديث اكثر من مرة قبل انطلاق بطولة الخليج بيومين او ثلاثة ، مثلما اكد ان الجميع عازم على الظفر ببطولة الخليج ، وحين سئل ناظم : هل من الممكن ان تظهر تبريرات اذا ما خسر المنتخب بطولة الخليج وان العلاقة بينه وسيدكا اصبحت سيئة ، اشار ناظم الى عدم وجود مثل هذا ابدا ، وان سيدكا لن يتخذ اي قرار دون الرجوع اليه !!، لانه اصيح على تفهم تام .

ويبدو ان هذا الكلام تبدد فعلا بعد خروج المنتخب العراقي من بطولة الخليج بعد خسارته بفارق ركلات الجزاء الترجيحية امام المنتخب الكويتي ، وفي اول تصريح لناظم بعد العودة الى مدينة اربيل (شمالي العراق) عاد ناظم شاكر الى الشكوى من تصرفات سيدكا المتفردة بالقرارات والتي تحمل اخطاء كانت السبب في الخسارة ، وقال ناظم بالحرف الواحد (سأطلب اجتماعا مع رئيس اتحاد الكرة حسين سعيد ونائبه ناجح حمود قبل يوم من بدء تدريبات المنتخب الوطني لكي نضع النقاط على الحروف ونجد حلولا لبعض المعوقات التي تواجه عملنا وبعض الأخطاء التي رافقتنا خلال الفترة الماضية في خليجي اليمن مع المدرب سيدكا الذي فضّل إن تكون القرارات الخاصة بمراكز لعب بعض اللاعبين حصريا به ولم يسمح بالنقاش معه لأنه صاحب القرار النهائي ، علما إن اللاعب مهدي كريم الذي أشركه سيدكا بمركز الظهير الأيسر لم يكن في مركزه وكان من الممكن ان نستفيد منه في جناح اليمين) .

اذن .. ان العلاقة بين ناظم وسيدكا على غير ما يرام ولن تكون بخير على مدى الايام الممتدة الى نهائيات امم اسيا ، وسوف تعود المشاكل تضرب المنتخب لان الاختلاف بينهما سيؤثر حتما على اللاعبين نفسيا وفنيا ، ويبدو ان شكوى ناظم هي تبرير غير مقنع للخسارة امام الكويت او بالاحرى عدم الفوز في المباراة الفاصلة ، وهذا ما سيجعل الامور خلال التحضيرات لبطولة امم اسيا المقبلة متشنجة وقد تؤدي الى عدم تفاهم تام ، لان اي تقاطع او بحث عن اسباب للخلافات سيترك اثارا موجعة الضربات في خاصرة المنتخب ، لذلك فالامر يحتاج الى معالجة سريعة ، وعلى الاتحاد العراقي لكرة القدم العمل على حل المشكلة بعد تدارس الاسباب الحقيقية وراء عدم الانسجام بين المدرب ومساعده ، والا ستكون العواقب وخيمة لان التجاذبات ستتحول الى غيبة ونميمة وينقسم المنتخب الى قسمين احدهما مع سيدكا والاخر مع ناظم وهذا يعني ان المنتخب سيلعب بستة لاعبين فقط داخل الساحة فيما الاخرون سيبتسمون للاخر !!.