حفل العام 2010 بكثير من المشاكل والأزمات على الصعيد الرياضي في مصر، على الرّغم من بدايته بفوز كبير لمنتخب الفراعنة الأول لكرة القدم ببطولة كأس الأمم الإفريقية للمرة السابعة في تاريخه، بعد تغلّبه في المباراة النهائية على منتخب غانا القوي والعنيد.

_________________________________________________________________________

القاهرة: على الرّغم من تحقيق هذا الإنجاز الكروي الكبير للمرة الثالثة على التوالي، إلا أن حالة من التراجع قد شهدتها الكرة المصرية على صعيد المنتخب والأندية على حد سواء. وقد تزامن ذلك مع ظهور رزمة من المشاكل والخلافات التي ظلّت تنشب بين الحين والآخر بين اللاعبين وأنديتهم، والأندية وبعضها ببعض، وكذلك اتحاد الكرة، الذي لم يسلم هو الآخر من نيل قسط كبير من المتاعب، وصلت به إلى ساحات القضاء.

ولم يكن هذا هو كل ما شهده العام 2010 من حصاد، بل كانت هناك أحداث أخرى رسمت بعضًا من ملامح الساحة الرياضية في مصر خلال 2010، مثل مشاكل الإعلام الرياضي، بمختلف نوافذه، وتعالي حدة التعصب بين جماهير الأندية، سيما القطبين ( الأهلي والزمالك )، إضافة إلى أمور أخرى ساهمت في جعل الصورة تبدو قاتمة.

بداية quot;مبشرةquot; مع المنتخب:

بدأ العام بفوز مهم وكبير لمنتخب مصر ببطولة كأس الأمم الإفريقية التي أقيمت في أنغولا، بعد فشله في التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا، إثر فوزه في النهائي على المنتخب الغاني بهدف للنجم الحالي في صفوف النادي الأهلي، محمد ناجي جدو. وهي البطولة التي كُلِّلَت بفوز قائد الفريق، أحمد حسن، بجائزة أحسن لاعب في البطولة، وحصول جدو على لقب الهداف برصيد 5 أهداف، والحضري على لقب أفضل حارس.

تراجع المنتخب والأندية المصرية إفريقياً:

مع بدء التصفيات المؤهلة لنهائيات أمم إفريقيا العام 2012 التي ستقام في غينيا الاستوائية والغابون، تزايدت فرص خروج منتخب مصر من التصفيات، إثر تعادله على أرضه ووسط جمهوره في المباراة الأولى بمشوار الدفاع عن لقبه بهدف لهدف أمام منتخب سيراليون المغمور. ثم تعرضه في ثاني المباريات لهزيمة مفاجئة ومذلة أمام منتخب النيجر بملعبه بهدف نظيف، لتزداد صعوبة موقفه. وبعدها، جاءت الهزيمة الأخيرة أمام منتخب قطر وديًّا بنتيجة هدفين لهدف لتزيد الطين بلة.

أما على صعيد الأندية، فلم يكن الوضع أحسن حالاً، حيث أخفقت جميع الفرق المصرية المشاركة في بطولات إفريقيا المختلفة ( الأهلي والإسماعيلي في بطولة دوري الأبطال ) و ( حرس الحدود وبتروجيت في كأس الإتحاد الإفريقي ) في مساعيها الرامية إلى تحقيق أي من اللقبين، بعد خروجها من الأدوار المختلفة بالمسابقتين.

تخبط المشهد الإعلامي:

شهدت الساحة الإعلامية في 2010 حالة غير مسبوقة من التخبط على المستوى المهني من جانب بعض الصحافيين ومقدمي البرامج، الذين تفرغوا إما لتوجيه الاتهامات، أو تصفية الحسابات، أو تحقيق مصالح شخصية.

ومن أبرز القضايا الإعلامية التي تفجرت خلال العام، تلك المشكلة التي نشبت بين أحمد شوبير ومرتضى منصور، لدرجة وصلت إلى حد وقف الأول من الظهور في وسائل الإعلام، وانتهاء الحال به إلى الرحيل عن قناة الحياة، والظهور بعد ذلك على قناة مودرن كورة.

ثم جاء ذلك القرار الذي أصدره وزير الإعلام المصري، أنس الفقي، بوقف البرنامج الذي يقدمه الإعلامي د. علاء صادق على قناة النيل للرياضة، بسبب التجاوزات التي بدرت منه بحق السلطات الأمنية على خلفية الأحداث المؤسفة التي شهدتها مباراة النادي الأهلي ونظيره الترجي التونسي في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال الإفريقي.

وبعد ذلك، صدر قرار آخر للتحقيق مع برنامج quot;الكورة مع دريمquot; الذي يقدمه الإعلامي مصطفى عبده، على خلفية التجاوز اللفظي الذي اعتبر quot;خادشًا للحياءquot; من جانب لاعب الزمالك وعضو مجلس إدارته السابق، أحمد رفعت، بحق اللاعب الحالي في صفوف الفريق، حازم إمام. إضافة إلى تحقيق آخر مع برنامج quot;مساء الأنوارquot; الذي يقدمه الإعلامي البارز مدحت شلبي، بسبب خروجه عن النص في إحدى الحلقات.

الصلح بين زاهر وروراوة:

شهدت نهاية العام محاولة قطرية لاحتواء الخلافات التي نشبت بين سمير زاهر، رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، ونظيره الجزائري، محمد روراوة، عقب الأجواء الملتهبة التي رافقت تأهل الجزائر إلى نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا على حساب المنتخب المصري.

وهي المحاولة التي كُلِّلَت بالنجاح، بعد تلك الجلسة التي جمعت روراوة بزاهر تحت راية الاتحاد القطري لكرة القدم، بقيادة حمد بن خليفة آل ثاني رئيس الاتحاد، وبفضل جهود محمد بن همام، رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. وهي الخطوة التي انقسمت بشأنها الآراء بين مؤيد ومعارض في مصر والجزائر.

فوز أحمد حسن بجائزة أفضل لاعب في القارة:

بعد نجاحه مطلع العام في الحصول مع منتخب مصر على بطولة الأمم الإفريقية بأنغولا، وتكليل جهوده بجائزة أفضل لاعب في البطولة، ومن ثم زيادته لرصيده من المشاركات الدولية مع المنتخب، وفوزه بعد ذلك ببطولتي الدوري المحلي والسوبر مع ناديه الأهلي، اختيرأخيرًا نجم وسط الأهلي ومنتخب مصر، أحمد حسن، من جانب الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، كأفضل لاعب محلي داخل القارة السمراء، متفوقاً على زميله في الفريق والمنتخب محمد ناجي جدو ولاعب مازيمبي ديوكو كالوييتوكا.