أكد مدافع المنتخب الجزائري مجيد بوقرة في معرض حديثه عن مستقبله مع ناديه الحالي غلاسغو رينجرز الاسكتلندي انه قد يغادره في نهاية الموسم الجاري باتجاه الدوري الانكليزي أو التركي أو حتى القطري لكنه لن يعود إلى الدوري الفرنسي إطلاقا رغم انه يقيمفي فرنسا .

هذا الرفض التام للعودة إلى الدوري الفرنسي ليس الأول و لن يكون الأخير بالتأكيد من قبل محترفيالخضر في أوروبا الذين باتوا مثلهم مثل العديد من أشقائهم التوانسة و المغاربة و أيضا الأفارقة ينفرون منه و يفضلون اللعب في دوريات ألمانيا أو ايطاليا و اسبانيا و تركيا و حتى روسيا و هو ما تؤكده خريطة توزيع اللاعبين العرب في أوروبا في السنوات الخمس الأخيرة حيث قل عددهم في فرنسا.

والحقيقة أن اللاعب الجزائري المحترف في أوروبا والذي ظل دوما يبدأمسيرته الاحترافية من فرنسا و ينهيها هناك و هو الواقع الذي استمر منذ الاستقلال لغاية بداية الألفية الثالثة فتواجد لاعبين جزائريين فيالكالتشيو أو البندسليغا كان نادرا فكانت الأندية الفرنسية تحتكر تسويقنجوم الخضر لكن الواقع تغير كثيرا وأصبح اللاعب الجزائر يميز جيدا قبل اتخاذ قراره النهائي حول مستقبله و أصبح الدوري الفرنسي ضمن آخر خياراته و ذلك لأسباب كثيرة في مقدمتها معاناة الكثير منهم من التصرفات العنصرية التي لا تزال موجودة في فرنسا حتى وإن كان الإعلام الفرنسي يتواطأ و يتستر عليهاعندما نتحدث عن العنصرية الفرنسية فان الأمر لا يشمل فقط الجمهور بل امتد ليشمل بعض رؤساء الأندية و المدربين و حتى اللاعبين و تجلى بشكل واضح في رفض الأندية تسريحهم للمنتخب حتى في أيام الفيفا و دخولها معهم في مساومات بين رفض دعوة المنتخب أو البقاء في دكة البدلاء بل و حتى فسخ العقد وهوما كشف عنه عدد من اللاعبين الجزائريين على غرار رفيق جبور و جمال عبدون و كريم مطمور و آخرون ليضطروا إلى تغيير الأجواء نحو بلدان أخرى.

السبب الثاني فني لكنه يرتبط بالسبب الأول ويتعلق بتضاؤل فرص اللاعب الجزائري في اللعب بانتظام و باستمرار في التشكيل الأساسي في فرنسا خاصة إذا كان في الأندية الكبيرة على غرار اولمبيك مرسيليا أو اولمبيك ليون حيث يوضع اللاعب الجزائري في آخر الاختيارات و يفضل عليه البقية .

السبب الثالث هو الفارق الفني الكبير بين الدوري الفرنسيالدوريات الأوروبية الأخرى وقد اتضح ذلك جليا بالنسبة لأغلب اللاعبين الجزائريين الذين انتقلوا لى ألمانيا أو انكلترا و ايطاليا إذ تألقوا بشكل لافتبعدمامنحتهم أنديتهم الجديدة فرص لتفجير مواهبهم و استغلال إمكانياتهم على غرار حسان يبدة مع نابولي و قبلها مع بنفيكا و بورتسموث و مجيد بوقرة مع تشارلتون ثم مع غلاسغو رينجرز وعنتر يحيى مع بوخوم الألماني وآخرون كثيرون غامروا فنجحوا في مغامراتهم .


اما رابع الأسباب فهو التجارب الكثيرة للاعبين الجزائريين في الدوري الفرنسي تؤكد بأنه لا مكانة لهم في الأندية الكبيرة على غرار اولمبيك مرسيليا و اولمبيك ليون و موناكو و باريس سان جيرمان التي تفضل محترفين أفارقة و من جنسيات أخرى على اللاعبين الجزائريين الذين ينشطون أكثر في أندية متوسطة على غرار سوشو و لوريون التي عادة ما تنافس على البقاء أكثر من تنافسها على الألقاب و البطولات و حتى و إن انضموا لتلك الأندية فأنهم سيبقون أسرى مقاعد البدلاء كما حدث لكريم زياني في مرسيليا و بلحاج في ليون و الدليل على ذلك أن عدد الجزائريين الذي برزوا مع الأندية الفرنسية الكبيرة يعدون على الأصابع مثل علي بن عربية الذي لعب لكل من موناكو و باريس سان جيرمان و بوردو.

وآخر الأسباب يتعلق بالجانب المادي وبتواضع أجور اللاعبين في فرنسا مقارنة ببقية الدوريات فاللاعب الفرنسي مثله مثل المدرب لا يزال يتقاضى أضعف راتبمقارنة بالدوريات الكبيرة لأسباب عديدة في مقدمتها تراجع نتائج الأندية الفرنسية أوروبياخاصة في دوري أبطال أوروبا إذ لا يزال لقب عام 1993 الذي حصل عليه مرسيليا الوحيد في الخزائن الفرنسيةكما استغل اللاعب الجزائري تهافت بعض الأندية التركية و اليونانية لتحسين وضعه المالي قبل الاعتزال.