قال عبد الغني الناصري، المساعد السابق للمدرب بادو الزاكي، إن القيمة الحقيقية لأسود الأطلس سيجري اكتشافها في كأس أمم إفريقيا المقامة في غينيا الاستوائية والغابون، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن المنتخب الغاني هومن أبرز المرشحين للظفر باللقب الإفريقي.

وأكد الغني الناصري، الذي كان ضمن الطاقم التقني المشرف على المنتخب الوطني الذي خسر أمام المنتخب التونسي في المباراة النهائية لـ quot;الكانquot; في سنة 2004، أن نسور قرطاج استعدوا بشكل جيد جدا بهدف البروز بشكل قوي في هذه البطولة، مشيرا إلى أن المواجهة بينهم وبين أسود الأطلس ستكون قوية.

كيف ترى الديربي المغاربي بين أسود الأطلس ونسور قرطاج في أمم إفريقيا؟

حسب رأيي الشخصي، المباراة ليست بالسهلة، إذ رغم أن المنتخب التونسي مر من مراحل عززت احتمالات عدم تأهله إلى نهائيات أمم إفريقيا في الغابون وغينيا الاستوائية، إلا أنه استعد بشكل جيد جدا بهدف البروز بشكل قوي في هذه البطولة.

وسيكون هذا العامل بمثابة الحافز الذي سيقوي نسور قرطاج، علما أن إرادة المنتخبين ستجعلهما يبحثان عن تحقيق نتيجة جيدة في هذا الديربي المغاربي.

وأعتقد أن أول مباراة في هذه المجموعة ستكون قوية، هذا في وقت لا يجب أن ننسى فيه أن المنتخب الوطني أعطيناه قيمة أكثر من ما هو عليها في الواقع، وأرى أن حقيقية أسود الأطلس سنكتشفها في الكأس الإفريقية.

فالمنتخب المغربي لم يبرز، كما كنا نتمنى، في الإقصائيات ضد إفريقيا الوسطى، وتانزانيا. لهذا فإنني أعتقد بأن القيمة الحقيقية للأسود سنكتشفها في هذه الدورة الإفريقية.

هل المنتخب المغربي المرشح الأوفر حظا للظفر باللقب الإفريقي؟

المنتخب الوطني لديه حظوظ للوصول إلى المربع الذهبي، ولكن المرشح الأول بالنسبة لي للفوز باللقب هو المنتخب الغاني، الذي عبر على أنه فريق المستقبل في تظاهرة أنغولا.

فهذا المنتخب وصل اليوم إلى درجة كبيرة من النضج، كما يتوفر على مقومات وإمكانات تجعله من المرشحين الأوائل للفوز بالكأس الإفريقية، في حين يحتل المرتبة الثانية منتخب ساحل العاج، أما أسود الأطلس فيأتون في المرتبة الثالثة في لائحة أبرز المشرحين للفوز بالكأس الإفريقية.

وبالعودة إلى مجموعة المغرب، لا يجب أن ننسى أن المنتخب الغابوني هو الخصم الثاني لأسود الأطلس بعد تونس. ولقد سبق لنا أن واجهناه، عندما كنت في الطاقم التقني للمنتخب، وهو ليس بالخصم السهل، كما أنه سيستفيد من عامل اللعب فوق أرضه وأمام جمهوره.

وأتمنى مرة أخرى أن يتجاوز أسود الأطلس أولا المنتخب التونسي، قبل أن يكونوا مجددا على موعد مع مواجهة ليست بالسهلة ضد المنتخب الغابوني.

ما رأيك في التركيبة البشرية للمنتخب المغربي؟

طبعا، هناك بعض العناصر الجديدة، التي انضافت إلى قائمة الأسود. وكما يعلم الجميع فإن المنتخب الوطني، بعد سنة 2006، كان يشكو من نقص كبير على مستوى خط الدفاع.

وأعتقد أن المهدي بنعطية أعطى قوة كبيرة، لأننا بدأنا نحس بأن هناك رجل مثل نور الدين النيبت يحصن الدفاع، إلى جانب عبد الحميد الكوثري.

أما خط الهجوم، فالمنتخب الوطني ليس له أي مشكل في ما يخص هذا الموقع، غير أنه لا يجب أن ننسى أن هناك نقطة إضافية أعطت قوة أكبر لأسود الأطلس، ألا وهي أسامة السعيدي، الذي إذا برز بقوة في الجهة اليسرى فإن مردود المنتخب المغربي سيكون أحسن.

فعندما يغيب هذا اللاعب لا يظهر المنتخب بالفعالية نفسها. إلا أن هذه الإيجابيات يقابلها تسجيل خصاص على مستوى الوسط، الذي يجب أن تجري معالجته من خلال خلق سمفونية متلاحمة في هذا الخط، الذي يشكل عائقا بالنسبة لأسود الأطلس.

ويبقى العنصر الأساسي، إلى جانب التركيبة البشرية، هو المناخ، إذ أن جميع الأطوار النهائية الأخيرة للكؤوس الإفريقية، التي شارك فيها المغرب، كانت في إفريقيا الوسطى، حيث عانى لاعبو المنتخب دائما من مشكل التأقم مع المناخ، الذي يعد من العوامل التي أثرت على أداء أسود الأطلس.

وللإشارة فإن غينيا الاستوائية والغابون توجدان بالضبط في الخط الاستوائي. وأنا سبق لي أن دربت منتخب غينيا الاستوائية، وأعرف أن المنطقة تتميز بدرجة رطوبة عالية تتجاوز 85 في المائة. وهذا هو العائق الذي يمكن أن يؤثر بشكل كبير على المنتخب الوطني.

هل يمكن أن تحكي لنا ما جرى في المباراة النهائية بين المغرب وتونس في كأس إفريقيا في سنة 2004؟

المنتخب المغربي سار بخطى ثابتة إلى المباراة النهائية لكأس إفريقيا في تونس في سنة 2004، بقيادة المدرب بادو الزاكي، الذي عمل على خلق جو متميز بين اللاعبين.

وكما هو معلوم ففي تلك الفترة كان عدد مهم من اللاعبين، الذين التحقوا بالفريق الوطني، شبابا، كما أنه كان هناك لاعبين من ذوي الخبرة الكبيرة في مقدمتهم نور الدين النيبت، وطلال القرقوري، ووليد الركراكي، وعبد السلام وادو.

وكانت المباراة الأولى ضد نيجيريا أعطت قوة للمنتخب الوطني، كما زرعت في نفوس اللاعبين ثقة أكبر في إمكانية الذهاب بعيدا في البطولة.

وفيما يتعلق بمباراة النهاية، فقد كانت هناك مجموعة من المعطيات التي أثرت على الفريق الوطني، وفي مقدمتها إصابة طلال القرقوري في مباراة نصف النهاية، إلى جانب تسجيل تراجع على مستوى اللياقة البدنية بالنسبة لكل من وليد الركراكي، ويوسف السفري.

وكانت هذه من الأشياء التي أثرت على الفريق الوطني، بالإضافة إلى أن اللاعب التونسي زياد الجزيري برزة بقوة في مباراة النهاية، وهو الشيء الذي جعلنا لم نفز بتلك الكأس.

وعلى العموم كان العطاء طيبا، وأهم شيء كان متوفرا هو الجوي الأخوي، الذي طغت عليه الإرادة القوية للوصول إلى الأدوار النهائية.

بعد نهاية المباراة، كيف تعامل اللاعبون مع ضياع اللقب الثاني في تاريخ أسود الأطلس؟

كان حزن كبير في الفندق ليلة المباراة. إلا أن ما أريد إثارة الانتباه إله هو أنه في المباريات النهائية تكون جرعة العزيمة زائدة عند اللاعبين.

وما حدث للاعبي المنتخب الوطني هو أنه كان لديهم تركيز كبير جدا من أجل الظفر باللقب، الشيء الذي أثر نسبيا عليهم، إذ أن بعضهم لم يكن في يومه كما كنا نتمنى، ولم يلعب بالمستوى نفسه الذي لعب به في المراحل السابقة من البطولة.