يلتقيمساء الثلاثاء فريقا وفاق سطيف وشباب بلوزداد في نهائي مسابقة كأس الجزائر في طبعتها ال48 على ملعب الخامس يوليو بالعاصمة الذي يحتضن هذا الموعد للمرة ال33 منذ إطلاق المسابقة في العام 1963 ، تحت أنظار الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي اعتاد حضور هذا النهائي منذ العام 1999 ، و بحضور كل من رئيس الاتحاد الدولي السويسري جوزيف سيب بلاتر و رئيس الاتحاد الإفريقي الكاميرونيعيسى حياتو اللذان يزوران الجزائر بدعوة من رئيس الاتحاد المحلي محمد روراوة.

ويكتسي هذا النهائي أهمية بالغة للناديين على أكثر من صعيد ، فالفائز سيثري سجله.

سيحصل على مكافأة مالية عالية رصدتها شركة نجمة للاتصالات الراعي الرسمي لهذه البطولة للعام الثاني على التوالي تساعده على الخروج من الأزمة المالية ، كما سيظفر المتوج بتأشيرة المشاركة في كاس الكنفدرالية الإفريقية السنة المقبلة ، كما يحمل نهائي هذا العام الكثير من الرمزية على اعتبار انه يتزامن مع الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر بل و يدخل في إطار الاحتفالات بهذه الذكرى العزيزة على كل الجزائريين.

و نظرا لأهمية المباراة و الحضور الرسمي الهام فان الملعب سيشهد إجراءات أمنية مشددة تفاديا لاندلاع أعمال شغب تؤثر على السير الحسن للمواجهة التي ستلعب تحت شعار لا للعنف في الملاعب و الروح الرياضية هي المنتصر الدائم ، و قرر الاتحاد تخصيص 40 ألف تذكرة فقط يتقاسمها الناديان بالتساوي رغم الملعب يتسع لأكثر من ذلك بكثير كما قرر المنظمون تكليف إدارة كل فريق ببيع حصتها من التذاكر مع إجبار المشجعين على إحضار بطاقات التعريف الوطنية كشرط مرافق للدخول إلى الملعب و منع الأطفال القصر من ولوجه.

وإختارت لجنة التحكيم الحكم امالو لإدارة المباراة و الذي يعد هذا الموسم الأكفأ و الأقل ارتكابا للأخطاء المؤثرة التي شاعت كثيرا في المباريات الأخيرة.

بالنسبة للناديين فإنهما يأملان في التتويج باللقب الغالي و تحدوهما إرادة قوية لتحقيق آمال عشاقهم خاصة أنهما يحلمان بالجمع بين بطولتي الدوري و الكأس هذا الموسم على اعتبار أنهما لا يزالان ينافسان على مسابقة الدوري حيث يحتل الوفاق صدارة الترتيب بينما يتواجد الشباب في الصف الرابع بفارق ثلاث نقاط فقط على بعد أربع جولات من النهاية.

وسبق لكل فريق أن نال هذه الكأس عدة مرات لدرجة أنهما يعتبران اختصاصيان في التتويج بها ، فالوفاق يحمل الرقم القياسي في التتويج بها بسبع كؤوس مناصفة مع اتحاد العاصمة آخرها كانت قبل عامين عندما فاز على شباب باتنة ، و لم يسبق له أن خسر أي نهائي ،أما الشباب فسبق له أن أحرز على ستة كؤوس آخرها عام 2009 على حساب أهلي البرج ، لكنه خسر مرتين المباراة النهائية الأولى عام 1988 و الثانية سنة 2003 و كلاهما ضد اتحاد العاصمة.

و رغم أنهما من اعرق الأندية في هذه البطولة إلا ان منشطا النهائي هذا العام لم يسبق لهما أن التقيا في هذا الدور من قبل مما يزيد من حدة الإثارة و الحماس لكنهما تقابلا هذا الموسم في الدوري مرتين و و تبادلا الفوز خارج الديار غير ان خسارة الوفاق من بلوزداد في الاياب كانت موجعة ، لذلك تحمل مباراة الثلاثاء طابعا ثأريا يرتقب أن ينعكس بالإيجاب على أداء الفريقين و مردود اللاعبين دون أن يؤثر على الروح الرياضية.

ويراهن كل فريق على الفوز بهذه المباراة لإنهاء الموسم على نفس الإيقاع في النتائج الايجابية ، ذلك أن الفائز سيضمن على الأقل بطولة ستمنحه شحنة معنوية هامة لمواصلة المشوار بنجاح ، أما الخاسر فقد يخسر كل شيء و يخرج خالي الوفاض ، لان الهزيمة سيكون لها وقعا شديدا على نفسية اللاعبين ، و يصعب إخراجهم من حالة الإحباط.

ويمثل النهائي امتحانا عسيرا للفريقان و اختبارا حقيقيا للكفاءة التقنية التي يتمتع بها كل مدرب السويسري ألان غيغر من جانب الوفاق ، و الجزائري جمال مناد من جهة الشباب ، فكلاهما لم يجدا صعوبة كبيرة لبلوغ هذه المحطة بعدما أنصفتهما القرعة في الأدوار السابقة ، و أوقعتهما في مواجهة أندية سهلة نوعا ما ، أو الاستفادة من عاملي الأرض و الجمهور.

في الدور الأول تأهل الوفاق بهدفين لواحد على مولودية وهران الذي يعاني هذا الموسم و يركز على تفادي الهبوط أما بلوزداد فتأهل على حساب ضيفه مستغانم من الدرجة الثالثة بثنائية نظيفة ، و في الدور الثاني تجاوز الوفاق عقبة مضيفه تبسة من الدرجة الثالثة بثنائية نظيفة في حين تجاوز بلوزداد منافسه و ضيفه سيدي سالم من الدرجة السفلى بخماسية نظيفة.

و في الدور الثمن النهائي تغلب الوفاق على شباب الساورة من الرابطة الثانية بأربعة أهداف لاثنين بينما تغلب الشباب على مضيفه مولودية سعيدة الذي يعاني من الهبوط بركلات الترجيح ،و في الربع النهائي تأهل النسر الأسود على حساب عين وسارة من الدرجة الثالثة بهدفين لصفر بينما فاز الشباب على ضيفه اولمبيك الشلف بهدف يتيم ، و في قبل النهائي كسب أبناء عين الفوارة مباراتهم ضد اتحاد الحراش بثلاث أهداف لاثنين بمساعدة من الحكم الدولي محمد بنوزة ، بينما تخطى بلوزداد عقبة شباب قسنطينة بهدف وحيد.

على الصعيد الفني للمباراة يمتلك الفريقان نفس الحظوظ و لكل مدرب أوراقه الرابحة التكتيكية و المعنوية مع إدراكهما بان المباراة ستكون صعبة للطرفين و نتيجتها النهائية أن لم تحددها الركلات الترجيحية سيحددها الحضور الذهني للاعبين و الأخطاء الفردية لأنها ستلعب على جزئيات صغيرة ما دام أن كل فريق يفكر أكثر في تفادي الخسارة قبل التفكير في الانتصار أما الاندفاع فقد يدفع صاحبه ثمنه غاليا لان فرص التدارك ضئيلة ، و أمام غيغر و مناد عملا كبيرا في الساعات التي تسبق اللقاء في محاولة منهما لجعل أشبالهم يركزون فقط على المباراة الأهم و نسيان الدوري خاصة بعد إخفاق الفريقين يوم السبت إذ سقط الوفاق في تلسمان بهدف لصفر و انهزم بلوزداد بعقر داره أمام باتنة بهدفين لصفر مما قد يدخل الشكوك في نفوس اللاعبين.

و بالنظر إلى طريقة لعب كل ناد يرتقب أن تكون المواجهة بين خطتين تكتيكيتين ، أحداهما يعتمدها الوفاق و مدربه غيغر و لحد الآن هي خطة ناجحة و تقوم على فتح اللعب و شن الهجمات الواحدة تلو الأخرى من قبل الظهيرين مختار بن موسى من الجهة اليسرى و عبد الرحمن حشود من اليمنى اللذان يمدان قلبي الهجوم محمد عودية و يوسف غزالي بكرات عرضية كثيرة تضرب دفاع المنافس في الظهر، بينما يتولى المايسترو عبد المؤمن جابو التوغل من الوسط مستعينا بمهارته العالية لتجاوز المدافعين كما يجيد التمريرات البينية ، و بالتالي فان أداء الفريق الجماعي يبقى مرهون بمشاركة هذه الأسماء و الأداء الذي سيقدمه كل واحد من هؤلاء المفاتيح ، و لو أن هذا التكتيك لا يخلو من نقائص إذ سيترك خلفه مساحات يصعب على المدافعين تغطيتها خاصة أن قلبي الدفاع إسماعيل ديس و فاروق بلقايد تقدما في السن بعدما تجاوزا ال35 سنة و لياقتهما لم تعد تساعدهما و هما في نهاية الموسم ، فضلا عن المشكل الذي يعانيه الفريق في الآونة الأخيرة في مركز حراسة المرمى فبعد إصابة بلخوجة جاء الدور على بم حمو ليجد برقيقة نفسه الحارس الأساسي و الذي يتقد للخبرة في مثل هذه المباريات .

ولأن الوفاق سطر الدور كهدف أول له هذا الموسم فان الفني السويسري لم تتح له الفرصة لإراحة بعض الكوادر لذلك يخشى عليهم من الإرهاق إضافة إلى تأثير النتائج المتذبذبة التي سجلها النادي في الأسابيع القليلة الأخيرة إذ أقصي من كاس الكنفدرالية و يتقاسم صدارة ترتيب الدوري مع بجاية.

أما بلوزداد و تحت إمرة مدربه مناد فيبقى وفيا لنهجه التكتيكي الذي يعتمد على تحصين مناطقه الخلفية و التفاف دفاعه بقيادة أمين اكساس على الحارس المتألق نسيم اوسرير و المراهنة على المرتدات العكسية التي يجيدها المهاجمان إسلام سليماني و أبو بكر ربيح و الكرات الثابتة للمايسترو المخضرم عمار عمور ، و هو الأسلوب الذي بفضله حقق الشباب العديد من الانتصارات منها واحد ضد سطيف في ملعبه الثامن مايو قبيل أسابيع ، و يمتلك مناد عدد من الأسماء تستوعب بشكل سريع لتعليماته أثناء المباراة لتغيير التكتيك على غرار بوقجان و مكحوت و بن علجية و بوكرية.

ولأن الفريقان ينافسان ايضا على جبهة الدوري لم تتح لهما فرصة اراحة الكوادر لذلك يعاني عدد من العناصر من الارهاق البدني و المعنوي ، لذلك سيركز المدربان على الجانب النفسي في استعداداتهما للنهائي الحلم. و اجمع اللاعبون على ان مباراة النهائي تختلف عن بقية المباريات و قللوا من تاثير الخسارة الاخيرة على مردودهم معتبرين اهمية اللقاء لوحدها كافيا لتكون دافعا لهم .

وتزداد متاعب المدربان مناد و غيغر عندما نعلم بان النهائي قد يكون المباراة الأخيرة لأحدهما مع ناديه إذا خسر التاج أما الفائز فسيحمل على الأكتاف و إليه ينسب الانجاز.