لمناسبة الذكرى الثالثة لرحيل شيخ المدربين العراقيين عمو بابا ، التي تصادف يوم 27 آيار / مايو ، ومن باب الوفاء له ولذكراه واعتزازا بالانجازات التي قدمها ، اصدر الزميل الصحفي الرياضي هشام السلمان كتابه الذي يحمل عنوان (عمو بابا.. أسطورة الكرة العراقية) بعد معاناة طويلة في طبعه على حسابه الخاص وفي نشره الذي لم يتم بعد بانتظار ان تقام احتفالية توقيع للكتاب الذي يؤرشف مسيرة عموبابا الرياضية لاعبا ومدربا ومربيا وقد امضى اكثر من خمسين عاما مع معشوقته كرة القدم ، معبرا عن تطلعه لتشكيل رابطة للمؤلفين الرياضين بعد المعاناة التي عاشها مع اصدار الكتاب .

يتضمن الكتاب 8 فصول ويقع في 160 صفحة تناولت حياته منذ ولادته في مدينة الحبانية (غربي بغداد) عام 1934 حتى وفاته في محافظة دهوك 2009، ودفنه بالقرب من ملعب الشعب الدولي حسب وصيته ،ويضم الكتاب أكثر من 70 صورة، أغلبها ينشر لأول مرة، اهدتها اليه اسرة عمو بابا ، ويأتي صدور الكتاب الذي يقع في 8 فصول، متزامناً مع الذكرى الثالثة لرحيل عمو بابا. وأكد مؤلف الكتاب الزميل السلمان أن تأليف كتاب كما احتوى على قصص وحكايات نادرة للراحل مع ملوك ورؤساء الدولة العراقية، ألتقى أغلبهم ، ويؤكد الزميل السلمان ان الراحل عمو ةبابا كان يتمنى ان يرى الكتاب في حياته ولكنه للاسف رحل قبل ذلك ، واعرب السلمان في حوارنا معه عن امله بتشكيل رابطة للمؤلفين الرياضيين للحفاظ على تاريخ الرياضة العراقية لاسيما ان اي دعم لا يوجد للمؤلفين على قلة عددهم .

* كيف بدأت فكرة تأليف الكتاب ومتى ؟
- بصراحة .. فكرة تأليف الكتاب كانت اثناء وجود عمو بابا على قيد الحياة ، وكنت دائما اسأله اسئلة مختلفة عن حياته تشير ضمنا الى تجميع معلومات على لسانه باعتباره كبير السن ، فيما كانت الفكرة عندي ان اقوم بتأليف كتاب عنه سواء في حياته او بعد مماته ، ومن طرائف الامر ان عمو اكتشف من خلال الاسئلة بأنني اسعى الى تأليف الكتاب وقال بالنص : (ان اسئلتك تدل على انك تؤلف كتابا عني) ، كان هذا في السنة الاخيرة من حياته وقال ايضا انه يتمنى ان يشاهد الكتاب وهو حي ، لكن للاسف صدر الكتاب بعد وفاته بعامين .

* ما الذي يتضمنه الكتاب ومن اين استقيت معلوماتها ؟
- فصول الكتاب منقولة نصا عن لسان عمو بابا لان الرجل عايشناه وهذا ما ساعدني كثير على جمع الكثير من المعلومات الموثقة منه شخصيا فضلا عن لقائي بصورة متفاوتة مع اسرة عمو بابا عن طريق الهاتف لانها تقيم في فرنسا ولاسيما اثناء علاجه في فرنسا وكنت اتصل بهم واجمع المعلومات عن الحال التي تعيشها الاسرة بعيدا عن عمو بابا الذي كان يعيش في بغداد ، وقد امضى نصف حياته بعيدا عن اسرته، فضلا عن لقاءاتي المباشرة مع شقية عمو بابا وهي (كلوديا بابا) التي كانت في بغداد خلال العام الماضي ، اضافة الى اتصال هاتفي مع شقيق عمو وهو (بنول) في لندن وقد زودني بالكثير من المعلومات والصور ، كما انني بعد وفاة عمو ذهبت الى بيته وهناك ساعدتني كلوديا في العثور على كنز من المعلومات والصور والارشيف الخاص به ، وهو ما ساعدني في الاقتباس منه، وهناك صور نادرة له وهو في عمر شهر واحد او في سن الثانية من عمره ، لم يشاهدها محبو عموبابا من قبل ، وصور لوالد ووالدة عمو بابا .

الزميل هشام السلمان

* ما ابرز ما يميز الكتاب عن سواه ؟
- على الرغم من ان الكتاب ليس الاول عن عمو بابا وقد سبق للدكتور ضياء المنشيء ان ألف كتابا عنه بعنوان (شاعر الكرة) ، الا التميز هو لعمو بابا ، ليس بسرد المعلومات الارشيفية فقط بل هناك كثير من المعلومات التي دونت على لسان عمو ليس بطريقة اللقاء الصحفي وانما بطريقة التذكير والاستذكار ، ليس بطريقة ما اجمل هدف او اول مباراة بل باستذكارات تبدأ من الولادة في (الحبانية) ولعبه الكرة مع الاطفال الى ان وصل الى عمر أسس فيه المدرسة الكروية وتحول عمو من مدرب الى مربي لاجيال من اللاعبين ، ايضا تميز الكتاب بوجود بعض الاراء المهمة لصحفييين مرموقين سواء من المحليين او العرب وكذلك نجوم الكرة العراقية والمدربين اضافة الى اللقاءات التي تمت مع اسرة عمو بابا الذين تحدثوا عن مراحل حياتهم معه الى ان فارقوه بسبب السفر ، فكل الكتب التي صدرت عن اللاعبين كانت عبارة عن لقاءات معهم يتحدثون عن انفسهم او بالاعتماد على الارشيف الكروي .

* لماذا تأخر اصدار الكتاب الى هذا الوقت ؟
- الفكرة ولدت قبل سنوات كما قلت لك ، ولكن تم انضاجهم بعد حز في نفسي خلال العام الماضي انني كلما امر من ملعب الشعب واشاهد قبر عمو بابا وهو عبارة عن هيكل كونكريتي مهمل يقال له (قبر عموبابا) وهو خال من اي جماليات او ديكور ، وهذا ما حز في نفسي ودونته في الصفحات الاخيرة من الكتاب حيث تحدثت بكل صراحة وكيف ذهبت الى وزارة الشباب والرياضة وتحدثت معهم وقلت : ما دام عمو بابا هو الاب الروحي للكرة العراقية فمن حقه علينا ان يكون مثل الاب الشخصي لنا الذي حين يموت ويدفن وبعد اربعين يوما يكتمل القبر بالشكل اللائق ونستطيع ان نزوره ، لكن عمو بابا للاسف بقي قبره متروكا في العراء والتراب لمدة سنة ونصف السنة الى ان اثرت الموضوع مع اكبر المسؤولين هناك وتم انضاج الفكرة على الرغم من ان الوزارة لم ترحب بي بالطريقة التي اتوقعها ، فقد كان الترحيب على مضض وشعرت ان المسؤول الذي التقاني كان محرجا وتبنى فكرة اصدار الكتاب او لي شخصيا كصحفي ، لان الكتاب ليس لي ولا لعمو بابا فحسب بل للرياضة العراقية باعتبار عمو كنزا من كنوز الرياضة العراقية ومنجم من مناجمها ، ولكن فيما بعد تم الاتفاق .

* هل ثمة شروط من قبل الوزارة لطبع الكتاب؟
- نعم .. كانت هناك شروط مثل وضع شعار الوزارة على الغلاف الاول وكتابة (طبع بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة) و( يوزع مجانا) ، ولكن للاسف حينما اقيمت احتفالية بذكرى رحيل عمو بابا لم توجه لي الدعوة للحضور وفوجئت بهذا التصرف فيما المناسبة كانت لتوزيع الكتاب فلم احضر ولم يحضر كتابي وبقي من تاريخ اصداره عام 2011 لغاية الان لم يوزع لانني وحسب الاتفاق يجب ان يوزع مجانا وهذا الشرط لا يتيح لي بيعه في المكتبات احتراما لشخصي واحتراما للاتفاق الذي تم مع الوزارة انذاك ، وبقيت النسخ المطبوعة في غرفتي .

* ولماذا اذن الطبعة الثانية ؟
- هذه السنة فكرت في اصدار الكتاب طبعة ثانية وعلى حسابي الخاص وفاء لعمو بابا وكي اعطي لنفسي جزء من حقي المعنوي باصداري الكتاب واسعى الى ان يقرأه الناس او الذي اسهموا فيه بآرائهم ، وهذه الطبعة الثانية جرى اتفاق مبدئي مع الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية لاقامة احتفالية توقيع النسخة الثانية باعتبار النسخة الاولى لم توزع .

غلاف الكتاب

* ما الذي يمثله لك هذا الكتاب كصحفي ؟
- نحن نهتم اهتماما كبيرا بالحفاظ على تاريخ الرياضة العراقية ، واصدار مثل هذا الكتاب الذي هو الثالث لي بعد كتابين سابقين الاول عام 2007 (الكرة العراقية قادة ونجوم) و الثاني (تاريخ الصحافة الرياضية في العراق) عام 2010 ، يمثل اضافة نوعية باعتبار هذا الرجل غير اعتيادي بالنسبة لنجوم الكرة العراقية ، نجم يغطي الكثير من النجوم اللامعة التي كانت تلعب معه ، وأرشفة تاريخه يعتبرمكملا لارشفة تاريخ الكرة العراقية باعتبار عمو بابا عاش 74 عاما ، منها 50 عاما امضاها في الملاعب لاعبا ومدربا ومربيا ، وسجل ارقاما قياسية لم يصلها لا لاعب ولا مدرب قبله ، فهو اول لاعب سجل هدفا اولمبيا للعراق عام 1959، وأول لاعب سجل هدفا دوليا للعراق عام 1957 ضد المغرب في الدورة العربية ، وهو اول مدرب يصل بعدد المباريات التي قادها للكرة العراقية نحو 157 مباراة دولية ، اضافة الى انه قاد العراق في ثلاث بطولات للخليج وفاز فيها وهي اعوام 79 و 84 و1988 ، وهذا انجاز لم يصله اي مدرب خليجي ، وهو اول مدرب يقود المنتخب الاولمبي في دورتين اولمبتين في سيئول 84 ولوس انجيلوس 1988 ، اضافة الى الكثير من الانجازات التي تميزه وتجعله يستحق ان يؤلف عنه هذا الكتاب .

* لماذا ما زال الصحفي يعاني في اصدار كتبه ؟
- اعزي هذا الشيء الى ما يدور في عقول المسؤولين الرياضين ، فالمسؤول الرياضي يصرح بشيء ويعمل بشيء اخر ، يحب ان يستخدم الكاميرا والصحيفة للدعاية الاعلامية فيتعهد بتبني الاصدارات وما يجول في فكر الاعلام الرياضي من فعاليات ولكن عندما نأتي الى الواقع لا نجد شيئا وتجد الابواب موصدة او لنقل هي مفتوحة على النصف ، وهذه مشكلة يعاني منها ليس المؤلف الرياضي فحسب بل الصحفيون الرياضيون بشكل عام ، لان اغلب الصحفيين بحاجة الى الكثير من الدعم والمساندة من المسؤول الرياضي سواء في الوزارة او اللجنة الاولمبية او الاتحادات الرياضية ولا احدد اتحاد كرة القدم فحسب بل اغلب الاتحادات لا تعنى بالصحفيين الرياضيين الا بالمجاملات ، فهم يتعاملون معك حين تمدحهم وهم اول المحاربين لك عندما تنتقدهم حتى وان النقد من باب التصحيح .

* اي فكرة لديك لتجاوز العقبات المعاناة في اصدار الكتب الرياضية ؟
- عندما كان موجودا بيننا قبل ان يهاجر الصحفي الدكتور ضياء المنشيء أسس فكرة المتحف العراقي الرياضي، وهي من ابوابها والنظام الداخلي فيها تبني المطبوعات الرياضية وتبني فكرة التمويل ومفاتحة الجهات ذات العلاقة ولكن للاسف نحن في العراق نعمل بشكل آني ، فما ان هاجر المنشيء وما ان توفي مدير الاكاديمية الدكتور عبد الرزاق الطائي تهدم كل شيء ولم تكن هناك اناس تكمل هذه الفكرة او تتبناها على الاقل من اجل حفظ التاريخ الرياضي العراقي، اقترح ان تكون هناك رابطة للمؤلفين والمؤرشفين الرياضيين على الرغم من تحفظي على كثرة الروابط الرياضية ، فهؤلاء للاسف لا يتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة ولم اجد مسؤولا واحد ارسل اليهم واستقبلهم ودعمهم ولو معنويا، للاسف كل ما يحدث هو شغل اني، اتمنى ان تكون هناك رابطة يتبناها اتحاد الصحافة الرياضة او وزارة الشباب والرياضة كونها الجهة القطاعية المسؤولة عن الشباب والرياضة او اللجنة الاولمبية باعتبارها مؤسسة رياضية او اية جهة اخرى .