ربما جاءت النسخة الحالية من بطولة الأمم الأوروبية، يورو 2012، المقامة حالياً في بولندا وأوكرانيا، بالنسبة للجماهير المصرية، في توقيت بالغة الحساسية، نظراً لتزامنها مع عدة أحداث وارتباطات متفاوتة الأهمية لقطاعات مختلفة من أفراد الشعب المصري.


أشرف أبوجلالة من القاهرة : ففي الوقت الذي كان ينتظر فيه الجمهور المصري، بكل شغف وحماسة، تلك البطولة القارية المثيرة، كل أربعة أعوام، لرغبته في الاستمتاع بوجبة رياضية دسمة على صعيد الفنيات والمهارات والتقنيات الخاصة بالنقل التلفزيوني وأمور أخرى، جاءت تلك النسخة مغايرة لكل ما سبقها، نظراً لتزامنها مع امتحانات الثانوية والعامة وانتخابات الرئاسة وأحداث أخرى ساخنة تشهدها مصر في الوقت الراهن.
وفي التقرير الذي استطلعت من خلاله quot;إيلافquot; آراء قطاع كبير من محبي الكرة، تبين عدم اكتراث نسبة ليست بالقليلة بتلك البطولة، خاصة من هم في سن السادسة عشر والسابعة عشر، حيث ينشغل كثيرون منهم الآن بامتحانات الثانوية العامة، بمرحلتيها الأولى والثانية، ولا يجدون الوقت أو الفرصة التي تتيح لهم متابعة فعاليات وأحداث البطولة، رغم اعترافهم بأنهم يتابعون بين الوقت والآخر بعض اللقطات، ويحرصون كذلك على معرفة النتائج، لاسيما الخاصة بمنتخباتهم المفضلة.
ولم يختلف الحال كثيراً لدى من هم أكبر سناً، حيث أكد فريق أنه لم يعد مهتم، كما كان من قبل، بالكرة والرياضة، لاسيما في أعقاب حادثة بورسعيد التي راح ضحيتها ما يقرب من 74 من جماهير النادي الأهلي، وكذلك في ظل ما تشهده البلاد من تطورات سياسية متلاحقة، فيما أشار فريق آخر إلى أن تلك البطولة من المتنفسات التي يلجأ إليها للخروج من هموم ومشاكل السياسة التي تعيشها مصر حالياً.
المصريون يبتعدون عن اليورو بسبب الانتخابات والامتحانات
وبينما قال أحمد، شاب يبلغ من العمر 22 عاماً، إنه وبعض زملائه لم يعودوا يشعروا بمتعة الكرة، خاصة في ظل توقف النشاط في مصر بعد حادثة بورسعيد، وأن الواقع الجديد الذي طرأ على الساحة السياسية في مصر بات الأجدر بالاهتمام والمتابعة على الأقل في تلك المرحلة المصيرية، أوضح شاب آخر يدعى إبراهيم، 26 عاماً، أن الكرة ستظل ساحرة، وأضاف quot; مهما استجد من ظروف أو أحداث، سوف تبقى الكرة عشقنا، وستظل في دمائنا، لأنها جزء أصيل في حياتنا كالطعام والشراب، وبالطبع أحرص على متابعة مباريات اليورو بصورة يومية بعد عودتي من العملquot;.
وعن أبرز المنتخبات التي تستهوي الجماهير المصرية، رغم إحجام البعض منها عن متابعة مباريات البطولة، أجمع البعض على ولعه بمنتخب الماتادور الاسباني، صاحب المهارة والإبداع والنجوم، وأجمع البعض الآخر على منتخبي ألمانيا وإيطاليا، وهم من المشجعين المتحمسين لطريقة اللعب التي تعتمد على القوة واللياقة والتكتيك.
وأشار مصطفى، 29 عاماً، إلى أنه من عشاق المنتخب الاسباني، الذي يضم بين صفوفه كوكبة من أكثر اللاعبين الذين يحبهم من أمثال ايكر كاسياس وتشابي وانيستا وفابريغاس وفرناندو توريس. في حين أبدا زميله وليد حماسة كبيرة لمنتخب الماكينات الألماني، وذلك لتشابه طريقة اللعب التي يمارس بها الكرة مع طريقة لعب بعض لاعبي منتخب المانشافت من أمثال نجمه المفضل باستيان شفاينشتايغر. ليعود زميل ثالث لهم يدعى، محمود، ويؤكد أن منتخب الآزوري الايطالي هو منتخبه المفضل على الدوام، حتى وإن كان أدائه متراجعاً نوعاً ما في تلك البطولة، ويكفي أنه يضم الحارس الأسطوري، بوفون، والنجوم بيرلو وكاسانو وبالوتيلي.
وفيما يتعلق بأجواء البطولة، عبر بعض ممن قابلتهم quot;إيلافquot; عن ضيقهم من تراجع مستوى بعض المنتخبات الكبرى مثل هولندا وإيطاليا، فيما أبدا آخرون ضيقهم من استمرار ما وصفوه بـ quot;مرض العنصريةquot; الذي ما زال يلقي بظلاله الثقيلة داخل القارة المفترض أنها متحضرة ومتقدمة، على حد قولهم. فيما لفت كثيرون إلى إعجابهم بمستوى التنظيم والحضور الجماهيري وكذلك البث التلفزيوني، لاسيما التغطية التي تقدمها فضائية الجزيرة، في ظل امتلاكها كوكبة مميزة من المقدمين والمحللين الفنيين والمذيعين، وتواجدها للتغطية من قلب الحدث.