خرجت شركة أديداس الألمانية للعتاد الرياضي المستفيد الأكبر من نهائيات بطولة أمم أوروبا في نسختها الـ 14 التي اختتمت وقائعها الأحد الماضي في أوكرانيا و بولندا، على حساب بقية الشركات العالمية الأخرى وعلى رأسها الأميركية نايكي، فضلاً عن مواطنتها شركة بيما والإنكليزية امبرو، و ذلك بعد تتويج المنتخب الإسباني بالتاج الأوروبي وهو الذي يرتديلاعبوه أقمصة أديداس، وهي المرة الخامسة على التوالي التي تحقق الشركة هذا الإنجاز، بعد أعوام 1996 مع المنتخب الألماني الوفي لأديداس ، و عام 2000 مع المنتخب الفرنسي الذي ظل يرتديها لغاية مونديال جنوب أفريقيا الأخير ، وعام 2004 مع المنتخب اليوناني ، ثم الإسبان .

احتكرت منتخبات الأديداس لقب اليورو منذ العام 1980، و لم تتنازل عنه سوى مرة واحدة في دورة السويد عام 1992 بتتويج منتخب الدانمارك الذي كان يلبس وقتها أقمصة شركة هومال .

و فرضت أديداس نفسها في هذه النهائيات منذ الدور الأول بوجود ستة منتخبات تحمل شعارها المميز في عالم الرياضة ، وهي منتخبات إسبانيا و ألمانيا و اليونان و أوكرانيا و روسيا و الدانمارك ،حيث تأهلت منها ثلاثة إلى الدور الثامن النهائي ثم اثنان إلى المربع الذهبي ، مقابل خمسة منتخبات حملت شعار نايكي هي البرتغال وفرنسا التي تخوض أول نهائيات بهذا الشعار، و بولنداو هولندا و كرواتيا.
وحققت نايكي مع البرتغال أفضل نتيجة ببلوغها الدور قبل الأخير في حين خرجت البقية من الدور الأول ، أما شعار الشركة الإنكليزية أمبرو فقد حملته ثلاث منتخبات هي إنكلترا و إيرلندا الجنوبية و السويد ، و التي خيب الآمال بعدما اكتفى الإنكليز بالتأهل إلى دور الثمانية، بينما لبس منتخبو إيطاليا و التشيك الأقمصة الألمانية بيما و بفضل الطليان ظهرت هذه الاقمصةفي المباراة النهائية للمرة الأولى منذ العام 1996 عندما كان يرتديها أيضا منتخب التشيك.
و يتيح هذا الإنجاز الجديد لأديداس برفع نسبة مبيعاتها من مختلف منتجاتها سواء في قارة أوروبا أو في بقية القارات خاصة أن إسبانيا هي أيضا حاملة تاج المونديال ، و هو الإنجاز الذي يأتي بعد أقل من شهرين على نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا الذي جمع بين ناديي تشيلسي الإنكليزي و بايرن ميونيخ الألماني و كلاهما يرتديان قمصان أديداس.
كما يسمح لها الانجاز بتوسيع استثماراتها والتوسع أكثر في السوق العالمية للمنتجات الرياضية التي تشهد منافسة شديدة بين الأقطاب الثلاثة أديداس و نايكي و بيما ، و ذلك على بعد أسابيع من انطلاق تصفيات كأس العالم 2014 ، فالتتويج ببطولة من حجم و أهمية أمم أوروبا يعتبر أفضل إشهار للشركة و منتجاتها المتنوعة خاصة أن البطل كان رشحها قبل انطلاق البطولة والأعين الإعلامية والجماهيرية كانت تتابعه عن كثب طوال أيام البطولة و بعدها في ظل ترسانة النجوم التي يمتلكها والقادمة من العملاقين ريال مدريد و برشلونة.
أديداس واصلت تفوقها بسبب بطل أوروبا وتوريس وإنييستا حفظا ماء وجه نايكي
و ستستغل الشركة الألمانية العريقة نجاحها في يورو 2012 لتأكيد هيمنتها على الكثير من الأسواق المرتبطة بكرة القدم على صعيدي الأندية و المنتخبات في القارات الخمس و أيضًا العديد من الهيئات الوطنية و القاريةو الدولية على غرار الإتحاد الدولي و الاتحاد الأوروبي ، حيث تلعب جميع بطولاته بكرات أديداس و يلبس حكام المباريات أقمصتها، بالتأكيد ستوظف ذلك لتجديد عقود رعايتها لها على المدى الطويل لقطع الطريق أمام محاولات نايكي للاستيلاء على أسواقها و تنتظر أي تعثر في المفاوضات لتحقيق هدفها.
و على عكس المونديال الذي سبق لنايكي أن نالته بفضل منتخب البرازيل عام 2002 فإنها لم تتذوق اليورو منذ تأسيسها عام 1960 وأفضل نتيجة حققتها كانت بفضل منتخب البرتغال الذي بلغ نهائي النسخة الـ12 في البرتغال عام 2004 و خسرها من اليونان.
و شهدت الفترة التي سبقت إنطلاق نهائيات اليورو 2012 حرباً تجارية كبيرة بين الشركتين العملاقتين رصدت لهامبالغ مالية ضخمة لإدراكهما بأهمية البطولة في استقطاب زبائن جدد في عز الأزمة المالية التي تضرب العالم الرأسمالي ، منافسة إيقاعها كان سريعاً اجبر امبرو و بيما و ديادورا و كابا على التراجع أو حتى الاختفاءلتواضع إمكانياتهم المادية و البشرية ، فأطلقت كل شركة تشكيلة من الأقمصة الجديدة المصممة بأحدث تكنولوجيا لمساعدة اللاعبين و المدربين على أداء مهامهم براحة أكثر دون التأثير على جمالية القميص و تاريخه و خاصة الألوان ،وبينما ركزت أديداس أكثر على الأقمصة و على الكرات بتصميم كرة جديدة للبطولة تحمل اسم تانغو 12 دون إهمال الأحذية ، فان نايكي راهنت على الأحذية فاطلقت عشية إنطلاق المنافسة تشكيلة جديدة تحمل اسم كلاش من أربعة ألوان الأسود و الأزرق و الأخضر و الوردي ، و هو النوع الذي لبسه عدد من نجوم هذه التظاهرة و كان لهم دور مؤثر في نتائج فرقهم ، و بفضله حفظت نايكي ماء وجهها .
فجائزة الحذاء الذهبي التي تمولها أديداس نالها المهاجم الإسباني فرناندو توريس بفضل ثلاثة أهداف و تمريرة حاسمة مزيحاً بذلك الأديداس من عرش مملكة الهدافين بعد أربع سنوات من تربعها عليه بفضل المهاجم الإسباني الآخر الغائب عن البطولة للإصابة دافيد فيا.
كما نال مواطنهما اندريس إنييستا جائزة أحسن لاعب في البطولة بالحذاء ذاته، و الذي كان يرتديه المدافع الصلب جيرالد بيكي ، و النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.
غير أن أديداس تبقى محافظة على الرقم القياسي لعدد الأهداف التي سجلها لاعب واحد في دورة واحدة بفضل الفرنسي ميشال بلاتيني ndash; الرئيس الحالي للإتحاد الأوروبي ndash; الذي سجل تسعة أهداف في العام 1984 و كان يلبس وقتها حذاء أديداس.