خلافا لتألقها في نهائيات كأس العالم بإحرازها اللقب خمس مرات وهو رقم قياسي، إلا أنّ الحظ جانب البرازيل في نهائيات الألعاب الأولمبية ولم يسعفه لتذوق الذهب رغم أن منتخبها الأولمبي شاركفي الأولمبياد 11مرة وفي لندن ستكون المرة الـ 12.
الجزائر:تسعى البرازيل للتألق في أولمبياد لندن، وتذوق الميدالية الذهبية، مع العلم أنها حققت أفضل نتيجة في دورة لوس أنجلس عام 1984 حينما نالت الميدالية الفضية بخسارتها في المباراة النهائية أمام فرنسا.
![]() |
| البرازيل أمام فرصة تذوق الذهب الأولمبي |
وفي الدورة الموالية نالت البرازيل الغلةنفسها من النحاس عامي 1996 في أتلانتا ، وفي 2008 في بكين.
و يعتبر هذا الحصاد هزيلا جدا بالنظر إلى سمعة الكرة البرازيلية من جهة ومقارنة مع ما حصده المنتخب الأول من بطولات وألقاب أغنت سجله ، ومقارنة أيضا بجارته ومنافسته الأولى على عرش الكرة العالمية الأرجنتين التي نالت الذهب مرتين ومثلها من الفضة ، و الأورغواي التي أحرزت المعدن النفيس مرتين ، وهو ما أصاب عشاق السامبا بالحسرة وينتظرون بفارغ الصبر إنهاء الصيام عن الذهب الأولمبي مع كل مشاركة.
يحدث هذا رغم البرازيل ظلت تشارك في الأولمبياد بنخبة من اللاعبين المميزيناغلبهم يلعبون لأقوى الأندية المحلية والأوروبية و شاركوا مع المنتخب الأول ، و يبدو أن الحاجز الذي حال دون إحراز البرازيل للذهب الأولمبي لم يكن فنياً و إنما كان ذهنياً و يرتبط بنظرة اللاعب البرازيلي لمشاركته في الأولمبياد ، و التي يعتبرها ثانوية لا تستحق منه بذل قصارى جهده ينظر إليها و إلى المنتخبات التي تنافسه نظرة استعلائية ، كما أن قلة الأضواء الإعلامية المسلطة عليها يقلل من تألقه عكس بطولة كأس العالم ، كما المشاركة بلاعبين يافعين يضمن الفرجة دون أن يضمن النتائج فاللاعب البرازيلي في مثل هذا السن يميل أكثر إلى استعراض مهاراته وتقنياته العالية بغض النظر عن النتيجة النهائية للمباراة وهو ما حدث في دورة سيئول مع روماريو الذي أبدع وأنهى المنافسة هدافا وزميليه بيبيتو و كاريكا.
و في دورة لندن 2012 القادمة التي ستقام ما بين ال27 الحالي و لغاية ال12 أغسطس تبدو فرص و حظوظ الأولمبي البرازيلي كبيرة جداً لاعتلاء الصدارة و تذوق الذهب رغم أن المهمة لن تكون سهلة في وجود منافسين من العيار الثقيل اعتادوا التألق على صعيد منتخبات الشباب والأولمبي أبرزهم إسبانيا، و هو ما جعل وزارة الرياضة تضع ذهب كرة القدم ضمن توقعاتها ، خاصة أن غياب المنتخب الأرجنتيني يصب في صالح البرازيلي الذي خسر أمامه في الدورة الأخيرة بثلاثية نظيفة في الدور النصف النهائي خاصة أن الأرجنتين تمتلك منتخبا أولمبيا أقوى من المنتخب الأول بتواجد أسماء مثل ميسي و اغويرو.
كما تلعب البرازيل بتشكيلة تضم عناصر مميزة جلها سبق لها أن لعبت للمنتخب الأول تحت قيادة المدرب مانو مينيزيس ، الذي مزج بين لاعبين يتمتعون بالخبرة وآخرين يمتلكون حيوية الشباب ، فكان هناك الظهير الأيسر مارسيلو من ريال مدريد ، و المهاجم هالك هداف بورتو البرتغالي ، و تياغو سيلفا مدافع ميلان ، و كان هناك أيضا الظاهرة نيمار نجم سانتوس و الذي يلعب أيضا أساسيا في المنتخب الأول شأنه شأن الكسندر باتو مهاجم ميلان ، و اوسكار و دامياو و اخرون لا يمكن التفريق بين قدراتهم التقنية العالية التي يتمتعون بها .
ووفقا للوائح التي تسمح للمنتخبات المشاركة في الأولمبياد بالاستعانة بثلاثة لاعبين تفوق أعمارهم ال23 سنة وجد مدرب السيليساو صعوبة في الاختيار لوجود عدد كبير من اللاعبين النجوم ممن عبروا عن رغبتهم في خوض التظاهرة الرياضية على غرار كاكا و رونالدينهو و الفيس و دافيد لويز ، قبل آن يقرر الاستنجاد بسيلفا و هالك و مارسيلو.
و لم تسلم الاختيارات التكتيكية لمينيزيس من الانتقادات ، فالمهاجم الأسطورة روماريو ndash; الذي شارك في أولمبياد سيئول عام 1988- اعاب عليه اختياره للثلاثي ما فوق 23 سنة ، و قال إنه كان عليه استدعاء لاعب مثل رونالدينهو يتمتع بالخبرة الكافية التي تسمح له بإفادة زملائه في الملعب لان حسبه العناصر التي انتقاها تفتقد لهذا العامل و تصلح للمونديال القادم الذي سيقام على ارض البرازيل.
أما الأسطورة العالمي بيليه فقد انتقد جاهزية المنتخب للأولمبياد خاصة بعد خسارته أمام المكسيك و الأرجنتين وقال ان تشكيلة مينيزيس ليست مؤهلة بعد لتجاوز الصعوبات التي يمكن أن تصادفها خلال المباريات و خص بنقده المهاجم نايمار الذي قال بشأنه بأن أداءه يختلف عندما يلعب ضد مدافعين من أوروبا .
![]() |
و زادت المخاوف من قلة استعدادات الفريق لموعد بهذه الأهمية حيث اكتفىبمعسكر تدريبي مغلق في ريودي جانييرو مدته أسبوع قبل التنقل إلى عاصمة الضباب في السادس عشر من يوليو.
و بالمقابل فان المدرب مينيزيبس يرى في تشكيلته زبدة الكرة البرازيلية في الوقت الحالي و يراهن عليها لتكون مستقبلها في مونديال البرازيل بعد عامين ، وإذا كانت الميدالية الذهبية هي الهدف الأول من المشاركة في أولمبياد لندن فان الهدف الثاني والأهم هو تجهيز كوادر المنتخب الأول ليكون جاهزا للظفر بالتاج العالمي و تعليق النجمة السادسة.
كما تشكل أولمبياد لندن فرصة هامة لمينيزيس للرد على المشككين في قدرته على استعادة بريق البرازيل المفقود قاريا وعالميا خاصة الفشل الذريع في مونديال جنوب أفريقيا و في عهد كارلوس دونغا ثم في كوبا أميركا في عهده.
وبرأي النجم الحالي للبرازيل نيمار فان الفريق الحالي يمتلك أوفر الحظوظ لتعويض إخفاق أجيال كثيرة في هذه التظاهرة الهامة التي يحلم أي رياضي المشاركة فيها فالتتويج بالذهب سيجعلنا ندخل تاريخ الكرة البرازيلية من بابه الواسع و أضاف أن الهزيمتين من المكسيك و الأرجنتين لن تكونا سوى سحابة صيف عابرة و لن تؤثر في أداء السامبا، و أضاف أن الفريق يحتاج فقط لإصلاح بعض الاختلالات الفنية الصغيرة ليكون على أتم الجاهزية لبلوغ مراده.
و وضعت القرعة منتخب السامبا في المجموعة الثالثة بجانب منتخبات مصر و بلاروسيا و نيوزيلندا ، حيث يدشن المنافسة بمواجهة ممثل الكرة العربية ثم بلاروسيا و أخيرا نيوزيلندا.
و تبدو حظوظ البرازيلية كبيرة جدا في اعتلاء صدارة المجموعة خاصة أن ذلك أمر ضروري لتفادي مواجهة مبكرة ضد المنتخب الإسباني في الدور الموالي في حال أهدر الصدارة ، و في اغلب مشاركاتها السابقة فان البرازيل كانت تخسر أمام البطل حتى عندما لا تصل للنهائي ، ما يعني ان المنتخب الذي يتخطاها يصبح المرشح الأكبر لنيل اللقب، كما حدث في دورة أتلانتا 1996 ضد نيجيريا في الدور قبل الأخير و في الدورة الموالية ضد الكاميرون في الربع النهائي و في النسخة الأخيرة ضد الأرجنتين في النصف النهائي.


.jpg)
.jpg)













التعليقات