من القميص الاخضر في دورة فرنسا الى القميص المخطط بالوان قوس قزح، مسيرة مميزة وشاقة، يأمل الدراج البريطاني مارك كافنديش في ان يتوجها بميدالية ذهبية بطعم اولمبي على ارضه وامام جمهورة خلال دورة لندن 2012.
ودخل الدراج الاسرع او quot;السبرنتر الاولquot; كما يطلق عليه، جادة الشانزيليزيه الباريسية العام الماضي مرتديا القميص الاخضر لدورة فرنسا التي ترمز لصاحب اسرع توقيت في مراحل السرعة، ثم احرز اللقب العالمي في سباق الطريق بفضل سرعته النهائية في كوبنهاغن.
ويعد كافنديش نفسه بفوز اولمبي طال انتظاره غدا السبت، معلنا ان ذلك تحديا بحد ذاته، وقد مهد لهذا الانجاز عبر فوزه بالسباق الذي اجري على quot;المسار اللندنيquot; في آب/اغسطس الماضي.
ويعرف كافنديش عن نفسه عبر موقعه الالكتروني بجملة quot;اسرع رجل على عجلتينquot;، ويختار بطل العالم على المضمار عامي 2005 و2008، المولود في جزيرة ايل اوف مان الايرلندية قبل 27 عاما، بدقة توقيت شن هجماته ومفاجأة منافسيه.
وتمكن كافنديش من الفوز في 33 مرحلة في الدورات الثلاث الكبرى: 20 مرحلة في دورة فرنسا منذ عام 2008 و10 مراحل في دورة ايطاليا منذ 2008 ايضا، و3 مراحل في دورة اسبانيا منذ 2010، فضلا عن لقب بطل سباق ميلانو-سان ريمو الكلاسيكي عام 2009.
وبفضل الخبرة التي راكمها على المضمار، لا يحجم كافنديش عن التحدي فيبدو عاصفا كبحر ايرلندا، وقد اعتاد المنافسة تحت المطر وهو يعتبر ان quot;الاخفاق يحفزنا على البذل اكثر في سبيل اتقان الامورquot;.
وكافنديش من اصحاب الهويات الممتعة لكنه لا يخفي انزعاجه من بعض الامور، فهو يمضي ساعات في مشاهدة افلام السباقات وتحليلها، ويهوى الموسيقى الكلاسيكية والاستماع الى صوت ماريا كالاس، لكنه يتشاءم حين يثبت رقم المنافسة على قميصه عشية السباق.
ويكشف كافنديش (75ر1 م و69 كلغ) انه يستمد قوة من خطبيته بيتا تود، quot;لانها تساندني في السراء والضراءquot; خصوصا عندما يتعرض لانتقادات الصحافة.
ويقول في هذا الصدد quot;انا لا اتجمل امام الصحافة بل افضل ان اكون دائما على سجيتي عفويا وصريحا، لذا تختلف تفسيرات الصحافيين في شأن تصرفاتي، اذ يتناولها كل منهم وفق طريقته وغايتهquot;.
ويتمتع كافنديش بقوة فائقة في الفخذين، ويتميز بايقاعه الثابت وبقلب كبير يتحمل الضغط ما يعطيه افضلية امام منافسيه، ويدوس خلال السباقات بقوة quot;مولداquot; سرعة منتظمة بقوة 1300 واط او ما يعادل 20 حركة في فترة قصيرة، لذا يفضل دائما الهجوم باكرا، ولتعزيز سرعته ومهاراته، يتدرب على المضمار بالسير خلف دراجة نارية، ما يمنحه تلقائية وانسيابية في quot;السرعة الهجوميةquot; ومراقبة جيدة لمنافسيه.
ويقال ان جينات وراثية استثنائية يتميز بها الدراجون المولودن في جزيرة ايل اوف مان، ويشهد على ذلك دراج محترف قديم يدعى روب هولدن. وبمنظار الخبير يلفت الى ان quot;نقطة الارتكازquot; في قامة كافنديش quot;منخفضةquot; تساعده على الثبات على دراجته خصوصا عند quot;الالتحامquot; بالمنافسين وquot;على المنعطفاتquot;، لا سيما عندما quot;يتدلى جذعه ويتأرجحquot; في سبيل بلوغ السرعة المطلوبة لضمان الفوز.














التعليقات