على الرغم من الخروج المعتاد للثنائي البريطاني من الدور ربع النهائي في كرة القدم للرجال والسيدات، إلا أن أولمبياد لندن 2012 وفر بعضلحظات لا تُنسى لعشاق منتخب بريطانيا العظمى.
روميو روفائيل منلندن: لم تكن كرة القدم الدولية في بريطانيا أبداً هامشية جداً ومشهداً جانبياً، في الوقت الذي كانت الأوسمة الذهبية تتدفق في اليوم الثامن على فريق بريطانيا العظمى في quot;الحديقة الأولمبيةquot;.
ومع ذلك، كل ما كان مختلفاً في نظام الرياضة الطبيعي، كان معتاداً عليه أيضاً.
فإقصاء فريق المدرب ستيوارت بيرس بعد ركلات الجزاء الترجيحية ضد كوريا الجنوبية جلب معه تذمر جماعي من خيبة أمل من الجماهير الحاشدة في استاد ملينيوم في كارديف.
وفي يوم من النجاح لم يسبق له مثيل تقريباً لفريق بريطانيا في دورة الألعاب الأولمبية عندما فاز بست ميداليات ذهبية، فإن الغبار السحري لأولمبياد 2012 لم يمتد إلى فريق كرة القدم للرجال.
وتلا هذه الهزيمة خروج إنكلترا من يورو 2012 في ربع النهائي أمام إيطاليا بركلات الترجيح أيضاً في وقت سابق من الصيف، وانضمت إلى قائمة طويلة من الحسرة بعدم الإنتصار من ركلة الـ12 ياردة.
![]() |
| منتخب بريطاني العظمى أقصي بعد الركلات الترجيحية |
وفي هذه المرة كان مهاجم تشلسي دانيال ستوريدج اللاعب الوحيد الذي أهدر ركلة جزاء من بين 10 لاعبين في المباراة التي انتهت بالتعادل 1-1 بعد الوقت الإضافي.
وبعد هزيمة فريق بريطانيا للسيدات أمام كندا في مباراة ربع النهائي الجمعة الماضي، فإنها أنهت آمال بريطانيا باحتمال الفوز بميدالية لكرة القدم في الألعاب الأولمبية.
بدلاً من ذلك، تأملت الجماهير ملياً كيف فشل الفريقان، اللذان تصدرا مجموعتهما، من كسب ما كان يتوقع العديد منهم من تخطيهما للدور الثماني.
فقد تمتع فريق السيدات، الذي تنافس في بطولة مفتوحة للأعمار، بعض لحظات لا تُنسى حقاً أبرزها الانتصار الكبير على البرازيل أمام أكثر من 70 ألف متفرج احتشد في ملعب ويمبلي.
وربما يمكن أن تثبت دورة الألعاب الأولمبية كرة القدم النسائية في بريطانيا أنها مجرد أن تكون حدثاً مهماً.
ولا يمكن أن تكون هناك مطالبات مماثلة لفريق الرجال، وسيبقى الشعور حول الفرصة الضائعة أكثر من أي شيء آخر. فالإحباط الحقيقي هو أن إنتصاراً واحداً كان من شأنه أن يضمن ميدالية برونزية على الأقل.
وكان فريق الرجال قد أُخرج من quot;الخزان المحروم من المنافعquot; للندن 2012 بعد غياب 52 عاماً عن كرة القدم الأولمبية، على الرغم منأن مشاركته كانت مسألة شائكة دائماً. فقد عارضت إتحادات إسكتلندا وويلز وإيرلندا الشمالية بشدة فكرة المشاركة بفريق موحد، خشية تعرض مكانتهم للخطر ضمن أنظمة الفيفا.
ولكن من غير المحتمل أن نرى فريق كرة قدم لبريطانيا العظمى في دورة الألعاب الأولمبية 2016 التي ستنطلق في البرازيل، أو أي ألعاب أولمبية أخرى في المستقبل القريب.
ويعتبر بيرس واحداً من أشد المؤيدين لفكرة فريق بريطاني موحد، ولكنه يعرف أيضاً وبكل بساطة أن هنالك عقبات كثيرة جداً في الطريق. فلم تكن للمنتخب البريطاني مباريات التأهل لأولمبياد 2012، ولكن الحال سيختلف في ريو بعد أربع سنوات. معترفاً أن ميزة لعب الفريق على أرضه أتاحت له هذه الفرصة، ولكن عندما يتم النظر إلى البرامج الدولية وجمع الجنسيات معاً، فإن الفريق سيخوض تجربة فترة التأهيلات.
وربما أكبر أهمية لمشاركة فريق بريطانيا في كرة القدم، هي أنها أعطت الجماهير فرصة لدعم الفريق المضيف خلال فترة الأسبوعين التي لا تُنسى. لأن الفريقين (الرجال والسيدات) لعبا في مانشستر وكارديف ولندن، وفي حال فريق السيدات في كوفنتري أيضاً.
وشاهد أكثر من مليون شخص مباريات كرة القدم حتى الآن. وما كان أهم من ذلك هو الدعم الكبير الذي تلقاه الفريقان البريطانيان، فقد حضرت عائلات بشكل مكثف معظم مبارياتهما، وهو الأمر الذي يكون مختلفاً خلال الموسم المحلي، مع طلاء وجوههم بقمصان الفريقين والعلم البريطاني، مما دفع بيرس إلى وصف البطولة بأنها أجواء احتفالية.
وفي الوقت الذي حصل اللاعبون على خبرة الحياة في القرية الأولمبية واستمتعوا بفرص اجراء محادثات مع المنافسين من غيرهم من الألعاب الرياضية وتبادلوا معهم الأفكار حول الإعداد والتدريب والنظام الغذائي، قدمت المنافسة طعم البطولات الكبرى إلى لاعبي ويلز، فيما كانت لجناح ليفربول كريغ بيلامي وصانع ألعاب مانشستر يونايتد المخضرم رايان غيغز فقط واحدة من حياتهم المهنية.
ولكن من يدري، قد تكون تجربة جيدة واكتساب خبرة للاعبي ويلز الشباب الآخرين، جو ألين ونيل تايلور وأرون رامزي، فربما في يوم ما سيلعبون في إحدى البطولات الكبرى لمنتخب بلادهم، في الوقت الذي أصر بيرس على أن المشاركة الأولمبية قد تساعد بقية اللاعبين الشباب في حياتهم المهنية.
وبلا شك الفوز بميدالية كان قد يبرر المشاركة بعد هذا الغياب الطويل، ويؤكد على مساهمة كرة القدم في نجاح بريطانيا على أرضها.
ولكن البطولة تركت شيئاً سيفكر به الجمهوري البريطاني دائماً، وهو أنه مهما كان نمط المنتخب الدولي على هذه الشواطئ، فإنه لايزال لا يستطيع الفوز من ركلات الجزاء الترجيحية.
نتائج فريق الرجال
middot; تعادل 1-1 مع السنغال في أولد ترافورد.
middot; فاز 3-1 على الإمارات في ويمبلي.
middot; فاز 1- صفر على أوروغواي في إستاد ملينيوم.
middot; خسر 4-5 بركلات ترجيحية أمام كوريا الجنوبية في ربع النهائي بعد التعادل 1-1 بعد الوقت الإضافي.
نتائج فريق السيدات
middot; فاز 1- صفر على نيوزيلاندا في إستاد ملينيوم.
middot; فاز 3- صفر على الكاميرون في إستاد ملينيوم.
middot; فاز 1- صفر على البرازيل في ويمبلي.
middot; خسر صفر -2 أمام كندا في الربع النهائي في كوفنتري.
















التعليقات