أكَّد مسؤول بارز بالوكالة الفرنسية لمكافحة المنشِّطات أن الدرَّاج الأميركي لانس أرمسترونغ كان على علم مُسبق خلال مسيرته الإحترافية بمواعيد خضوعه لإختبارات الكشف عن المنشِّطات من أجل منحه الوقت اللازم لتجنُّب النتائج الإيجابية للتحليل.

وقال ميشيل ريو، المستشار العلمي بالوكالة الفرنسية لمكافحة المنشِّطات لصحيفة quot;لوموندquot; الفرنسية إن أرمسترونغ تلقَّى: quot;تحذيراً حاسماً من جميع الجهاتquot;.

وأضاف: quot;كافح المحلِّلون من أجل إجراء عملية المعاينة دون أن يستفيد لانس أرمسترونغ من فترة العشرين دقيقةquot;.

وأشار: quot;خلال فترة العشرين دقيقة، يكون من المحتمل حدوث كثير من التلاعب.. لقد تناول دفعات من المياه المالحة لتمييع الدمquot;.

وأكَّد :quot;تمَّ استخدام عقار(إيبو) المنشِّط بجرعات صغيرة. المادة لا يمكن الكشف عنها دون ورود معلومات من الشرطة أو المسؤولين.. كان من المستحيل الصراع على هذا النحوquot;.

وواجه أرمسترونغ زيارة مفاجئة من جانب خبراء الوكالة الفرنسية لمكافحة المنشِّطات في 17 آذار/مارس 2009، ولكنه رفض في البداية السماح للمحلِّلين بالحصول على عيِّنة دم منه.

وقال: quot;طلبنا من المحلِّل وثيقة هويته. تفحصنا أوراقه ولكنها كانت غير واضحة.. وبقيت لدينا أسئلة كثيرة حول هوية هذا الشخص أو لأي جهة يعملquot;.

وتوجَّه أرمسترونغ للاستحمام قبل إعطاء عينة من دمه.. في الوقت الذي تنصُّ البروتوكولات على أن الرياضي يتحتَّم عليه أن يبقى على مرمى البصر طوال الوقت لمنع أي محاولة للتلاعب.. مما دفع الوكالة الفرنسية لمكافحة المنشِّطات للتقدُّم بشكوى في هذا الصدد.. ولكن المحلِّل فشل في أخذ العينة بشكل صحيح، وهو ما ترتَّب عليه قيام الوكالة الفرنسية بإسقاط القضية برمتها.

وفي وقت سابق العام الجاري، قام خبراء الوكالة الأميركية لمكافحة المنشِّطات بزيارة لأرمسترونغ في الصباح الباكر، ولكن المحلِّل تقبَّل دعوة الدرَّاج الأميركي لاحتساء القهوة معه، مما أخَّر عملية أخذ عينة الدم لمدَّة ساعة، وهو ما لاقى انتقادات من قبل الوكالة العالمية لمكافحة المنشِّطات (وادا).

وشدَّد ميشيل ريو على أن أرمسترونغ يلقى مساعدة بعض الأشخاص داخل الحقل الرياضي، وهو ما جعله يَفلت من العقاب عدَّة مرَّات.

وأكَّد: quot;لانس أرمسترونغ محاط بمجموعة علماء.. لديه مصادر عديدة لحمايتهquot;.

وتابع: quot;هناك شائعات عن أنه أجرى عملية نقل دم في طائرته الخاصة بالولايات المتَّحدة الأميركيةquot;.

وكانت الوكالة الأميركية لمكافحة المنشِّطات (أوسادا) جرَّدت أرمسترونغ أمس الأوَّل الجمعة من ألقابه السبعة التي أحرزها في سباق فرنسا الدولي (تور دو فرانس)، بعدما أعلن أرمسترونغ التوقُّف عن صراعه القضائي ضد الاتِّهامات الموجَّهة إليه بتعاطي المنشِّطات.

وذكرت quot;أوساداquot; في بيان: quot;نتيجة لقرار أرمسترونغ، طالبت quot;أوساداquot; طبقاً للقواعد المعمول بها ومنها ميثاق الوكالة العالمية لمكافحة المنشِّطات التي يخضع لها أرمسترونغ، بتجريد الدرَّاج الأميركي من نتائجه وإيقافه عن المشاركة في جميع المسابقات المستقبليةquot;.

وأوضحت أن آرمسترونغ quot;تلقَّى عقوبة عدم الأهلية للمشاركة في البطولات المستقبلية مدى الحياة، بسبب انتهاكاته العديدة لقواعد مكافحة المنشِّطات ومنها تورُّطه في ترويج ونشر منتَّجات مُنشِّطة.. وإضافة إلى عقوبة الإيقاف مدى الحياة، سيجرد أرمسترونغ من جميع النتائج الرسمية التي حقَّقها بداية من أوَّل آب/أغسطس 1998، ومنها تجريده من أي ميداليات وألقاب وانتصارات ونقاط وجوائزquot;.