اعتبر محمد حنزاب، رئيس المركز الدولي للامن الرياضي، ان الرياضة تحولت من قطاع ظل طويلا مصدرا للانفاق اإلى قطاع يضخ مردودا اقتصاديا واجتماعيا هائلا ليصبح واحدا من القطاعات المؤثرة في الإقتصاديات العالمية، ومن المهم والمفيد جدا لاي مدينة أو دولة تطمح في ريادة رياضية جعل قطاع الرياضي آمن ويعمل بشكل مستدام وفي إطار لائحي ومهني وفق قواعد العدالة والشفافية والنزاهة الرياضية.

وجاء كلام الحنزاب على هامش اطلاق المركز الدولي للامن الرياضي، مشروع عالمي جديد يهدف إلى مساعدة المدن والدول في تطوير قطاع رياضي ناجح ومستدام يبنى على قواعد مهنية وما وصلت القواعد والمعايير المهنية السليمة للرياضة العالمية.

وأصبحت مدينة مارسيليا بالتالي المدينة الاولى في العالم، التي تطبق هذا المشروع وتتبنى معايير مؤشر المركز الدولي للأمن الرياضي كأساس لتقييم وتشخيص قطاعها الرياضي ومن ثم صياغة أطر ومعايير مهنية تؤهل المدينة الشهيرة لتطوير هذا القطاع على نحو يمكنها من إستضافة البطولات والمنافسات العالمية بمنظور ومفهوم علمي ومهني ووفق معايير قياسية عالمية.

ووقع المركز الدولي للأمن الرياضي وجامعة مارسيليا في المدينة الفرنسية مذكرة تفاهم في حضور إيريك بيار نائب رئيس جامعة مارسيليا والشخصية الإقتصادية العالمية المعروفة ريكاردو هوسمان، مدير مركز هارفرد للتنمية الدولية، واللورد جون ستيفينز رئيس المجلس الاستشاري للمركز الدولي للأمن الرياضي والرئيس السابق لشرطة العاصمة البريطانية لندن.

وتكمن أحد أهم محاور هذا المشروع في تطوير واستخدام مؤشر المركز الدولي، وهو أداة تشخيصية جديدة تساعد المدن والدول في تقييم قدراتها الإقتصادية وتحديد الخطوات اللازمة من أجل بناء قطاع رياضي مستدام بمقدوره - أي القطاع الرياضي - المساهمة في المخرجات الإقتصادية للمدن والبلدان المستفيدة من المشروع.

وحدد حنزاب دور المركز الدولي للأمن الرياضي في تهيئة أو تأهيل القطاع الرياضي على أسس علمية ومهنية وأكاديمية مدروسة من أجل أن يصبح جاذبا للاستثمارات ومؤهلا لاداء دوره الرئيسي وكذلك ضخ قيم اقتصادية في مجمل اقتصاديات المدن والبلدان وهذا يتطلب التعامل مع القطاعات الرياضية في مرحلة القاعدة بما يضمن بناء قطاعات رياضية مستدامة على أسس مهنية سليمة لا يمكن اختراقها مستقبلا ومؤمنة من مخاطر الظواهر الخطرة التي تهدد مستقبل الرياضة مثل التلاعب في نتائج المباريات والمراهنات ومظاهر الفساد المختلفة التي تقف وراءها كيانات الجرائم المنظمة في العالم.

واوضح الحنزاب خلال اطلاق المشروع quot;المحور المهم في بناء القطاعات الرياضية يكمن في جعل أداء هذه القطاعات قابلا للقياس من خلال معايير عالمية وتصنيف مهني يجسد الحالة الآنية والمستقبلية لهذه القطاعات وذلك عبر إيجاد أداة تشخيصية تبرز إلى اي مدى يستطع هذا القطاع أداء دوره وضخ مردود اقتصادي واجتماعي وترك إرث بعد استضافة المدن والدول للبطولات العالمية مع التذكير بأن القطاعات الرياضية ظلت تائهة أو لنقل متداخلة بين قطاعات اقتصادية عديدةquot;.

وكشف رئيس المركز الدولي للأمن الرياضي قائلا إنه وعلى مدار الأشهر المقبلة، quot;سيعمل فريق متخصص من المركز الدولي للأمن الرياضي يضم نخبة من الخبراء العالميين مع شركائنا الأكاديميين في جامعة مارسيليا ومركز هارفرد للتنمية الدولية لتوفير المناخ المناسب لعمل مؤشر المركز الدولي للأمن الرياضي وهو المؤشر الذي يهدف لتقييم وتعظيم الفرص الاقتصادية المتاحة في قطاع الرياضة في مدينة مارسيليا التي هي واحدة من أقدم المدن الفرنسية.

وأوضح quot;أن مؤشر المركز الدولي للأمن الرياضي هو أداة تشخيص وقياس بمعايير ولوائح مهنية متخصصة وذلك بالتعاون مع مركز هارفرد للتنمية الدولية، ويجمع هذا المشروع كل أبعاد الأمن والسلامة والنزاهة الرياضية ويشمل عمل المؤشر كل المدن والدول الراغبة في المشاركة في المؤشر وفي نظام التصنيف الخاص به وكذلك كل من يرغب في تحقيق تطوير فعال وسريع ومستدام للقطاعات الرياضيةquot;.

من جهته، قال إيريك بيار نائب رئيس جامعة مارسيليا وعميد كلية العلوم الرياضية بجامعة مارسيليا إن التوقيع مع المركز الدولي للأمن الرياضي من شأنه أن يجعل من مدينة مارسيليا لاعبا رئيسيا في القطاع الرياضي وحلقة وصل مع كل الجهات بين المركز الدولي والمؤسسات المختلفة في مقاطعة مارسيليا ونحن لدينا رغبة أكيدة بل ونعول على المركز الدولي للأمن الرياضي للعمل معا في تأهيل القطاع الرياضي بمدينة مارسيليا وإيجاد آلية مناسبة لقياس هذا الأداء ومدى مردوده على القطاعات الأخرىquot;.