على الرغم من أن الدوري العراقي لكرة القدم يتميز بندية مبارياته والمنافسة بين فرقه ، إلا أن ما يختبئ خلف ستائره يدعو إلى الدهشة والاستغراب ، لاسيما أن هناك من يمارس السحر والشعوذة .

بغداد : أكد عدد من المهتمين بالشأن الكروي العراقي أن العديد من الممارسات الغريبة تحدث في الملاعب العراقية ومنها لجوء البعض إلى السحر من أجل تحقيق الفوز على الفرق المنافسة ، وقد تعددت الوسائل هذه ، فهناك ما يتم داخل الملعب وخارجه بأساليب مختلفة، وقد استهجن الكثيرون مثل هذه الأعمال الشيطانية التي لا تمت للرياضة بصلة .
تعويذات !!
أكد قحطان جثير ، اللاعب الدولي السابق ومدرب نادي النجف حالياً، أن البعض يفعل ذلك من اجل فوز فريقه ، وقال : أنا غير مقتنع أبداً بهذا لأنني مؤمن أن النجاح في العمل بيد رب العالمين ، ومن يجتهد يكافئه الله ، وبصراحة انا اسمع بممارسات مثل هذه ولكنني لم أرَ شيئاً ، يقال إن هناك مدربين يستخدمون السحر لكي تفوز فرقهم ، وانا اتصور أن هذه حالة نفسية للتأثير على معنويات لاعبيه من اجل رفعها، هناك من يعمل تعويذات ولكن إيماننا برب العالمين أقوى من هذه الشعوذة.
واضاف : لا اعتقد أن هناك مدرباً يفعلها ويعلن ذلك ، ولكن الطقوس الدينية لا علاقة لها بالمباريات ، وبصراحة نحن نسمع أن هناك فرقاً ومدربين يعملون ويعطون مبالغ تصل إلى مليونين ومليونين ونصف دينار عراقي ، وهذه شعوذة من أعمال الشيطان .
خاتم وفتاح فال !!
اما هادي مطنش ، مدرب المنتخب الأولمبي العراقي فأشار إلى أن هناك من يذهب إلى (فتاحي الفال) ، وقال: quot; اصبحنا نسمع للاسف الشديد أن كذا مدرب يلبس خاتماً ويصافح به الخصم لكي يتفاءل به وسمعنا عن البعض وهو يعمل أشياء غريبة خلف مرمى الخصم ، اشياء لا يقرها المنطق ولا الثقافة ولا العلم ، اصبحنا نسمع اشياء لم نكن نسمعها سابقاً ، للاسف بسبب الضغط النفسي على المدرب يبدأ باللجوء إلى عدة أمور يعتقد بها ، وهناك من يذهب إلى فتاح الفال، وإلى من يعمل الخيرة أو غيرها مثل ذبح الذبائح لطرد النحسquot; .
واضاف : quot; علينا أن نؤمن أن كرة القدم علم وأن العالم تطور على هذا الأساس ، لنأخذ مثلاً اليابان لا اعتقد أنهم يؤمنون بأعمال السحر والشعوذة ، اعترف أنها موجودة ولكنها قليلة جداً ونتمنى أن لا تكون ظاهرة ونتمنى أن نقضي عليها قبل ان تكون ظاهرة .
لن يستبدل قميصه !!
من جانبه، قال لاعب فريق الشرطة السابق ومدرب فريق الحي حالياً كريم نافع : نعم هذه الممارسات موجودة ويستخدمها العديد من المدربين والإداريين ، فأنا أعرف أن أحد المدربين كان يتعامل مع هذه الأشياء كي يفوز فريقه ، فيما حدثني به أحد الإداريين أن مدربه كان يرفض أن يشرب الماء بالكأس الذي يحمل لون الفريق الخصم الذي يلاعبه، لانه يؤمن بالألوان ، ، فيقول ذات مرة كانت مباراتنا مع فريق النجف وبالمصادفة كان الكأس ازرق، فرفض المدرب أن يشرب به لأن لون قميص النجف الأزرق وطلب منه أن يأتيه بكأس بلون آخر، بل أن احد المدربين رفض أن ينزع القميص الذي يلبسه إلا اذا خسر ، وبما أنه فاز بعدد من المباريات فإنه لم يستبدل القميص لأنه يراه فألاً حسنًا .
واضاف : هناك من يضع خاتمًا معيناً في اصبعه ويدوّره باتجاه فريق الخصم أو يضعه في وضعية غريبة ، وهناك من يرش الماء خلف مرمى الخصم على أن يكون بالكأس الذي يحمل لون فريقه ، والطريف أنه إذا خسر يكسر القدح واذا فاز فإنه يحتفظ به لمباريات آخرى ، فهناك مدربون يؤمنون بهذه الاشياء التي اعتقد أنها ممارسة للسحر والشعوذة .
وتابع : اما الذهاب إلى أضرحة الائمة أو الاولياء فهي من باب العقائد التي يؤمن بها كل فرد حسب تقاليده ، فأنا اعرف أن الكثير من اللاعبين يزورون الائمة قبل يوم المباراة كنوع من التفاؤل بها والتبرك والحافز .
القوة والمال فقط
من جانبه، استغرب صالح حميد، مدرب حراس المرمى للمنتخب الأولمبي العراقي، تلك الممارسات وقال : اعتقد أن موضوع السحر الآن لا يمارس بشكل لافت للنظر لأنني حسب علمي أن الساحر يعتمد في عمله على تحضير الجن وإدراج بعض الالاعيب في عملية إيهام المقصود بسحره. اما اليوم، فلا اعتقد أن الجان أوالشياطين قادرة على الايقاع بالبعض ممن فاقت مواهبهم واساليبهم الماكرة العدد الاكبر من الشياطين، لذا لا اعتقد أن الامر يمكن أن تحققه بعض الرقع وانما الآن الحقوق تأخذ عنوة ، وأنت سيد العارفين الكل يخضع للقوة والمال فإن اجتمعا سيكون الدوري وكل الكؤوس في خزانتك وسيسجل التاريخ كما سجل لفريق لرشيد البطولات .
واضاف : الائمة والرجال الصالحون بريئون من هذه الخزعبلات، ولا اعتقد أن الامام سينصر الزوراء لان فلاح حسن سجل على البحرين ولايتدخل بفوز الشرطة لأنه لا يعترف بنهج دولة القانون ولا تخسر الجوية لأن قناة الفرات لا تنقل اللقاء ، كل تلك اوهام وفتاحين الفال كلهم بنفس الكلام ولا يستطيع أي واحد منهم أن يجعل مهاجماً يسجل هدفاً .
خزعبلات كثيرة
من جانبه، اوضح الإعلامي علي نوري بعض التفاصيل عن ممارسة السحر في الملاعب، وقال: السحر والخزعبلات موجودة في ملاعب كرة القدم ودائما ما كانت هناك حوادث كثيرة عن هذا الموضوع لكن ربما تكون غير معلنة بسبب عدم التطرق إليها بشكل كبير في وسائل الإعلام لكن الشواهد تؤكد وجود مثل هذه الحالات وخصوصاً في بعض الدوريات العربية حيث تلجأ إدارات الأندية ومدربوها إلى عمل هذا الامر من اجل الحصول على الفوز ، وقد قص علي الكثير من المدربين العراقيين الذين عملوا في الدوريات العربية عن هذا الامر، حيث تم رصد هذه الحالات اذ يلجأ اداريو الاندية قبل المباراة بالذهاب إلى الملعب والقيام بحفر وسط الملعب السنتر ووضع السحر فيه وتكون المواد المستخدمة فيه الحصاة والبيض والأوراق المكتوب فيها اشياء يعتقدون أنها تجلب الحظ لهم، فيما عمل بعض المدربين واللاعبين للتفاؤل بما يرتدونه من ملابس رياضية .
واضاف : مثلاً هناك احد المدربين فاز فريقه في احدى المباريات وهو يرتدي تراكسوت وعندما غيره في المباراة الاخرى خسر فريقه واعتقد أن السبب في ذلك يعود إلى تغييره ملابسه، فما كان منه إلا وأن عاد إلى إرتداء التراكسوت القديم وظل الفوز حليفه، كما ان البعض من المدربين يلجأون الى سلك الطريق المؤدي إلى الملعب واذا حققوا الفوز في المباراة فإن هذا الطريق يسيرون عليه ولا يغيرونه إطلاقاً .
وتابع : اعتقد ان هذا الأمر يأتي من باب التفاؤل وجلب الحظ وربما هذه الشعوذة يعمل عليها مدربون لا يثقون بإمكانياتهم وبلاعبيهم أما السحر فإنه موجود وحتى اللاعبون يستخدمونه واكثرهم هم حراس المرمى الذين يرشون مرماهم بالمياه قبل المباريات، ومثلما قلت إن السحر موجود في الدوريات العربية ايضًا .
اسم ام الحكم !!
مدرب طلب عدم ذكر اسمه قال : حدث ولا حرج ، فهناك ممارسة سحر وتقاليد لا يمكن تصورها ، وكثيراً ما كنا نضحك عليها ، يمارسها لاعبون ومدربون وإداريون ، ابتداء من الذهاب إلى دجالين وسحرة إلى تعليق خيوط في شباك مرمى الخصم أو قراءة آيات قرآنية في أماكن معينة من الملعب أو في وجه بعض لاعبي الخصم ، إلى رش ماء خلف المرمى إلى شد قطعة قماش خضراء على زنود اللاعبين إلى استخدام الخواتم إلى زيارة الاضرحة قبل يوم المباراة ، وهناك من يقوم بذبح خروف في بداية الدوري أو المباريات الصعبة عسى أن يحالفه الحظ ، وكلها من اجل تحقيق الفوز الذي لن يأتي الا من خلال الجهد ، لأن من يعطي الكرة تعطيه .
من جانبه، ضرب الصحافي محمد ساهي البدري أمثلة عن ممارسات وقال: هذه الاشياء تمارس بالسر والعلن في ملاعبنا ، أعرف مدرباً معروفاً يستأجر ساحراً ويأتي به ليتبول على كرة المباراة قبل بدء المباراة ومن دون علم الحكم ، وبعضهم يضعون السحر في مرمى فريقهم حتى لا تدخل الكرة.
واضاف : هذا دوري الشياطين والمشعوذين ،هل تعلم أن الدوري كذلك يتحكم به المراهنون و(القمرجية / لاعبو القمار) ، ملايين الدولارات تنفقها الفرق على أعمال السحر والشعوذة ، شخصية فاعلة في الاتحاد يجند ساحراً في كل مباراة يلعبها الفريق الذي ينتمي إليه ،ومدرب عراقي لنادي بغدادي يرمي حرزاً في مرمى فريقه قبل كل مباراة ، وتخيل أن احد رؤساء الأندية يسأل عن اسم أم احد الحكام، اتعرف لماذا؟ لأنه يريد أن يعمل سحراً لدى احد السحرة، لذلك الحكم على اسم أمه وذلك الحكم مكلف بقيادة مباراة فريقه ضد فريق آخر ، احد السحرة جلس خلف مرمى الخصم وقام بترديد كلام غير مفهوم للتأثير على تركيز حارس مرمى الخصم، وفعلاً انهار الحارس واهتزت شباكه بسبب سحر الساحر !!!.