فقدت الملاعب العربية في العام 2013 العديد من الأسماء اللامعة خاصة المدربين من أثروا تاريخ المنتخبات والأندية العربية على الأصعدة المحلية و الدولية ، غيب الموت أجسادهم غير ان أسمائهم ستظل حاضرة بفضل الإنجازات الكثيرة و التضحيات الكبيرة التي اقترنت بتلك الأسماء على مدار سنوات طويلة من العطاء وحده المرض ثم الموت من تمكن منهم.

الحالة الأولى :
أول حالة وفاة شهدها 2013 كان التونسي لسعد الورتاني الدولي السابق و متوسط ميدان النادي الأفريقي و مساعد مدرب نادي النهضة السعودي، حيث ذهب ضحية حادث سير عن عمر يناهر الـ 32 سنة في الرابع من يناير في العاصمة تونس وذلك بعد اصطدام سيارته بحافلة ، حيث كان الحادث المؤلم قد وقع اثناء تواجده بتونس لقضاء عطلة رأس السنة الميلادية مع عائلته .
وكان لفقيد الكرة التونسية و العربية سجل هام من البطولات كلاعب ابرزها تتويجه مع منتخب بلاده بذهبية الألعاب المتوسط للعام 2001 و بطولة تونس 2008 و كأس شمال افريقيا عام 2009 مع الافريقي و كما عرج في مشواره ليحمل قميص الغريم الأبدي للأفريقي الترجي الرياضي في نهاية مسيرته.
الحالة الثانية :
كما غيب الموت شيخ المدربين في الجزائر الشيخ عبد الحميد كرمالي في الـ 14 من شهر ابريل الماضي عن عمر يناهز 82 عاماً بعد صراع مع المرض، حيث يُعد كرمالي أشهر المدربين ليس في الجزائر فحسب بل أيضا في أفريقيا و في الوطن العربي بالنظر إلى مسيرته الطويلة و الحافلة و تدريبه للمنتخب الوطني و للعديد من الأندية و إحرازه الكثير من البطولات لعل أغلاها كأس أمم افريقيا مع الخضر عام 1990 و الكأس الأفروآسيوية عام 1991 كما نال مع المولودية لقب الدوري في 1999 و درب ايضا في تونس .
كما ارتبط اسمه بنادي وفاق سطيف الذي أشرف عليه في عدة مناسبات لانه فريق القلب كما يقول ، غير أن للشيخ إنجازات أهم و أغلى من البطولات فقد ساهم كرمالي بمعية أسماء آخرى في الكفاح الوطني ضد الاحتلال الفرنسي لاسترجاع استقلال الجزائر بعدما لبى نداء الوطن في نيسان عام 1958 لتأسيس فريق جبهة التحرير الوطني في تونس .
الحالة الأولى :
في الثامن من شهر أكتوبر الماضي رحل عن الدنيا المدرب مهدي فاريا البرازيلي الأصل المغربي الهوى و الهوية و الجنسية التي حصل عليها بفضل العطاء الكبير الذي قدمه هذا المدرب للكرة المغربية خاصة لمنتخبها الوطني و ناديها العسكري .
فعن عمر يقارب الثمانين سنة استسلم فاريا للموت في احد المصحات بإسبانيا بعد صراع مع المرض تاركا وراءه ذكريات جميلة طبعها الجمهور المغربي في وجدانه بأحرف من ذهب ، ففاريا قاد الجيش الملكي إلى التتويج بدوري أبطال أفريقيا لأول مرة في تاريخه و تاريخ المغرب عام 1985 ثم قاد أسود الاطلس إلى التأهل لنهائيات مونديال المكسيك 1986 للمرة الثانية و هناك قهر البرتغال ليكون الأسود أول منتخب افريقي و عربي يبلغ الدور الثاني في كأس العالم ، كما ساهم في إيصالهم إلى المربع الذهبي لكأس أمم افريقيا مرتين متتاليتين 1986 و 1988.
وكان قد طلب فاريا أن يتم دفنه في المغرب لما يكنه من محبة و تقدير كبيرين لكل ما هو مغربي ، و نفذالمغاربة وصيته ووري الثرى بالدار البيضاء وسط حزن عميق ألم بالوسط الكروي في المغرب يترجم قيمة هذا الأسم.
الحالة الرابعة :
وفقدت الكرة المغربية أسماً لا يقل محبة و عطاء عن فاريا ، وهو الحارس العملاق علال بن قاصو وذلك في الـ 29 من شهر أكتوبر الماضي بالرباط عن عمر 72 عاماً بعد إصابته بنزلة برد حادة .
وارتبط علال بحراسة عرين المنتخب المغربي في 116 مباراة و نادي الجيش الملكي ، وبرز بشكل لافت خلال نهائيات كأس العالم بمكسيكو عام 1970 خاصة في المباراة التاريخية ضد منتخب ألمانيا الغربية وصيف الدورة السابقة و بطل الدورة اللاحقة حيث فرض نفسه بطلاً بتدخلاته البارعة امام الألمان، كما ارتبطت مسيرته بعد الاعتزال بتدريب حراس المرمى في نادي الجيش حيث اشرف على حراس كبار كما درب اندية المغرب التطواني و اتحاد الخميسات.
الحالة الخامسة:
فقدت الكرة الأردنية لاعباً في ريعان شبابه هو قصي عماد الخوالدة عن عمر 19 سنة في ال24 من شهر أكتوبر الماضي خلال مباراة ناديه الفيصلي في بطولة الدوري الخاصة بفئة الشباب بعدما بلع لسانه ليُضاف إلى قائمة طويلة من اللاعبين الذين باغتهم الموت و هم على أرضية الملعب.
وارجع التقرير الطبي سبب وفاة الخوالدة إلى نقص الأكسجين بعد إنقطاع عملية التنفس بسبب بلع اللسان ، مما تسببت في توجيه انتقادات كثيرة للإجراءات الوقائية المعتمدة في الملاعب الأردنية خاصة من ضرورة توفير و تجهيز سيارات الاسعاف التي تاخر وصولها بعض الوقت لنقله من أجل نقله إلى اقرب مستشفى .
الحالة السادسة:
شهد اوخر العام 2013 وفاة شيخ المدربين في ليبيا محمد علي السيليني الشهير بأسم محمد الخمسي عن عمر قارب الـ 70 عاماً بعد دخوله في غيبوبة بأحد المصحات التونسية ، حيث ترك الخمسي بصمات واضحة على الكرة الليبية سواء كلاعب او كمدرب في الستينات من القرن العشرين عندما دافع عن ألوان اندية الاتحاد و الأهلي .
و قاد الخمسي نادي الاتحاد للتويج بلقب الدوري مرات عديدة ، كما أشرف على تدريب منتخب فرسان المتوسط الذي اصبح ينعت بمنتخب الثوار منذ 2011 في 15 مناسبة حيث كان دوماً المنقد الذي يلجأ إليه الاتحاد اللليبي لكرة القدم ليجده دوما جاهزاً لتلبية نداء الوطن .
الحالة السابعة:
كما عرف هذا العام وفاة أول لاعب محترف في تونس و هو منصف قليبي عن عمر يناهز 91 عاماً ، حيث كان القليبي قد كسر القوانين التي كانت تسير كرة القدم التونسية في عهد الاحتلال الفرنسي للبلاد ، وذلك عندما كانت تمنع انتقال اللاعب من نادٍ لآخر إلا اذا بقي سنتين بدون ممارسة غير أن منصف ndash; الذي يحمل هو الآخر لقب المعلم مثل المصري حسن شحاتة - قد انتقل من نادي الترجي إلى نادي حمام الأنف الذي كان يسيطر على الكرة التونسية في تلك الحقبة و منحته إدارة حمام الانف 35 ألف فرنك فرنسي نظير الامضاء و 20 ألف فرنك كراتب شهري .