فشلت قناة أبو ظبي الرياضية في الحفاظ على حقوق نقل الدوري الإنكليزي الممتاز في السنوات الثلاث المقبلة غير أن اللافت أن الجزيرة القطرية لم تستغل الفرصة حيث ذهبت الحقوق لوكالة إم بي آند سيلفا التلفزيونية.


حازم يوسف - إيلاف :في صفقة غير متوقعة، ذهبت حقوق الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم إلى وكالة إم بي آند سيلفا الرياضية التلفزيونيّة في السنوات الثلاث المقبلة، وتفوقت على الناقل الحصري الحالي شركة أبو ظبي للإعلام وشبكة الجزيرة الرياضية القطرية التي لهثت كثيراً وراء البطولة الكروية الأكثر تنافسيّة في العالم.

وتمكنت الوكالة الإعلامية الدولية من الإطاحة بالشبكتين العربيّتين الأوسع انتشاراً في منطقة الشرق الأوسط ودول شمال أفريقيا لمدة ثلاث سنوات قادمة واقتنصت الحقوق التلفزيونية بشكل حصري مطلع موسم 2013/2014.
وتوصلت الوكالة الدولية إلى اتفاق مع رابطة الدوري الإنكليزي يقضي بامتلاك حقوق بث مباريات quot;البريميرليغquot; في المنطقة العربية من عام 2013 وحتى 2016 وهو الأخير في سلسلة اتفاقات الحقوق التلفزيونية التي ستجلب أكثر من 5 ملايين جنيه استرليني في الفترة الزمنية المذكورة.
وتشمل الحقوق 380 مباراة كل موسم يتم تسويقها عبر مناطق العالم المختلفة.
وبدا مستغرباً عدم دخول قناة أبو ظبي الرياضية في المزاد بكامل ثقلها على حقوق النقل التلفزيوني لمباريات الدوري الإنكليزي الذي يُعد أهم بطولة كروية تنقلها القناة الإماراتية ورأس مالها الأول.
كما بدا الأمر غريباً في quot;تفريطquot; قناة أبو ظبي بالدوري الإنكليزي بهذه السهولة رغم وجود نادي مانشستر سيتي المملوك إلى الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الوزراء ووزير شؤون الرئاسة الإماراتي.
وتحول القطب الثاني في مدينة مانشستر إلى قوة اقتصادية هائلة منذ سيطرة الإماراتيين عليه، وقاموا بصفقات من العيار الثقيل مثل انتداب الأرجنتينيين كارلوس تيفيز وأغويرو، بالإضافة للفرنسي سمير نصري والإيفواري يايا توريه والإسباني ديفيد سليفا وأسماء كروية أخرى.
وأتت هذه الصفقات أُكلها في الموسم الماضي بعدما ظفر مان سيتي بلقب البريمير ليغ على حساب غريمه وجاره اللدود يونايتد وذلك في الثواني الأخيرة من الجولة الختامية للدوري الإنكليزي بفضل هدف مهاجمه القاتل أغويرو.
ولا يختلف الحال كثيراً عند شبكة الجزيرة القطرية صاحبة أكبر عدد من البطولات الرياضية التي تنقل عبر شاشاتها بشكل حصري منذ سنوات لأن الأمر بدا بديهياً أن الحقوق ستذهب للقناة القطرية في حال فشلت جارتها أبو ظبي في الحفاظ عليها.
وما زاد الأمور دهشة أن القناة القطرية واصلت عملية توسعها وتفرع شبكتها حيث وصل الحال إلى افتتاح قنوات quot; بي إن سبورتquot; في فرنسا والولايات المتحدة الأميركية في مؤشر واضح أن الشبكة التي يرأسها ناصر الخليفي في طريقها للتربع على عرش القنوات الناقلة للبطولات الرياضية ومنافسة قنوات quot;سكايquot; عالمياً بعد الإطاحة بشبكة quot;كانال بلسquot; في فرنسا.
وتملك quot;الجزيرة الرياضيةquot; كوكبة كبيرة من الدوريات الأوروبية منها الدوري الإسباني والدوري الإيطالي والدوري الفرنسي والدوري الهولندي والدوري البرتغالي والدوري التركي وغيرها من البطولات المحلية.
كما تملك الشبكة الخليجية عدداً بارزاً من البطولات العالمية مثل بطولات الاتحاد الدولي لكرة القدم quot;فيفاquot; وفي مقدمتها كأس العالم الذي تملك حقوق نقله حصرياً في البرازيل 2014 وروسيا 2018 وقطر 2022.
وتسيطر الجزيرة الرياضية على بطولات الاتحاد الأوروبي والأفريقي على صعيد الأندية والمنتخبات وهنا يدور الحديث حول كأس الأمم الأوروبية quot;يوروquot; ودوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي وكأس الأمم الافريقية quot;كانquot; ودوري أبطال أفريقيا وكأس الاتحاد الافريقي.
وما يُعزز الدهشة والاستغراب ما صرح به الرئيس التنفيذي لوكالة إم بي آند سيلفا أندريا رادريتساني بقوله إن أبو ظبي للإعلام والجزيرة لم يدخلا المنافسة بالقوة المتوقعة والمنتظرة!
واضاف رادريتساني في تصريحات لوكالة رويترز أن سعر وكالته كان قريباً من المبلغ الذي دفعته شركة أبوظبي للإعلام وقت استحواذها على الحقوق التلفزيونية لمباريات الدوري الإنكليزي.
وتخطط وكالة إم بي آند سليفا للتفاوض مع قناتي quot;أبوظبيquot; وquot;الجزيرةquot; بحكم عدم وجود قنوات لها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتسويق الحقوق التي حصلت عليها مقابل مبالغ مالية متفق عليها بين الطرفين ما يُشير إلى إمكانية مشاهدة بعض مباريات الدوري الإنكليزي على القناتين الخليجيّتين.
ويتوقع مراقبون أن تشتري قنوات الجزيرة وأبو ظبي مباريات أندية القمة فقط مثل لقاءات مانشستر يونايتد وجاره سيتي وفرق لندن ممثلة بأرسنال وتشلسي وتوتنهام بالإضافة إلى ليفربول صاحب التاريخ العريق.
ويُعد الدوري الإنكليزي الممتاز البطولة الكروية الأكثر تنافسية في العالم حيث يحفل بمواجهات من العيار الثقيل في كل جولة تقريباً خلافاً للدوريات الأوروبية الأخرى كون المنافسة تنحصر فيها بين أندية قليلة مثل الدوري الإسباني والألماني والإيطالي.
ويتربع البريمير ليغ على عرش عائدات البث التلفزيوني متفوقاً على بطولات quot;الليغاquot; في إسبانيا وquot;البوندسليغاquot; في ألمانيا.
كما يتفوق الدوري الإنكليزي على البطولات الأوروبية في بيع الحقوق في مناطق أخرى من العالم وتحديداً في قارة آسيا، إذ يحظى البريمير ليغ بمتابعة جماهيرية جارفة نظراً لجدولة مواعيد المباريات في وقت الذروة لدى المتابعين في القارة الصفراء، ما يتيح لهم مشاهدة فرقهم على عكس ما يحدث في إسبانيا حيث يلعب الغريمان برشلونة وريال مدريد في وقت متأخر.
ونظراً لمكتسبات السوق الآسيوية، بدأت رابطة المحترفين في الدوري الإسباني في جدولة بعض مباريات في وقت الظهيرة مثلما حدث مؤخراً مع ريال مدريد وسيتبعه برشلونة أمام خيتافي أيضاً.