بدأت تتسع في العراق دائرة الأحاديث عن بيع وشراء في المنتخبات الوطنية العراقية ،وتظهر إلى العلن وتنتقل إلى وسائل الإعلام بعد أن كانت في السنوات السابقة لا تذاع إلا بشكل سري ولايتم تناقلها إلا في أمكنة ضيقة جداً .


بغداد : يعتقد الكثير من المتابعين لنشاطات الكرة العراقية والمهتمين بها أن صفوف المنتخبات الوطنية على اختلاف درجاتها أصبحت تتعرض للبيع من قبل أشخاص لهم علاقة بهذه المنتخبات ، ومنهم بالتحديد مدربو هذه المنتخبات سواء كانت على صعيد الناشئين أو الشباب أو الأولمبي أو الأول ، مشيرين إلى أن الاتحاد العراقي لكرة القدم على علم بهذا ولكنه يغض النظر لأسباب يضع عليها البعض علامة إتهام واضحة في إشارة إلى أن الاتحاد شريك في هذا .

الأحاديث كثيرة بين أهل اللعبة ولكنهم يتسترون عليها خوفاً أو حياء من زملائهم المدربين أو من الاتحاد الذي إن لم يعاتبهم فسوف يعاقبهم على المدى المنظور ، وأصبحت المجالس تشتعل فيها النيران بدخان يعلو بشكل كثيف ولا يبرأ من ذلك أي منتخب من المنتخبات بل إن البعض من المدربين الملتزمين يشكون من سلوكيات أولياء أمور اللاعبين بإغرائهم بالأموال أو بتوسيط آخرين ، وربما تصل الأمور إلى مسؤولين حكوميين أو وجهاء عشائر ، لأن هؤلاء يرون أن في الانضمام إلى المنتخب وحده يكفي اللاعب فخراً وسمعة طيبة بين أبناء المنطقة أو العشيرة ،بل إن اللاعب يشار إليه بأنه (لاعب منتخب) فضلا عن السعادة التي توفرها له سفريات المنتخب إلى العديد من الدول وهو ما يمنح الوجاهة لأهل اللاعب أولاً.
لاعب منتخب الشباب يفجر أزمة
وما أثار ضجة في الآونة الأخيرة ما صرح به لاعب منتخب الشباب أمجد وليد الذي ادعى أن المدرب طلب منه مبلغاً من المال للإبقاء عليه ضمن التشكيلة ، وقد سارع الاتحاد إلى الإعلان عن انه شكل لجنة تحقيق للنظر بإدعاءات هذا اللاعب وبشأن إبعاده عن المنتخب بعد معسكر أوزبكستان.
وقال عضو اتحاد الكرة علي جبار : إن الاتحاد شكل لجنة تحقيق للنظر بإدعاءات لاعب منتخب الشباب امجد وليد بخصوص إبعاده عن الفريق واتهامه للمدرب حكيم شاكر بالطلب منه مبلغا من المال للابقاء عليه ضمن التشكيلة .
وجاء ذلك على خلفية تصريحات أدلى بها اللاعب امجد وليد لصحيفة quot;المستقبل العراقيquot;، قال فيها إن المدرب حكيم شاكر اشترط عليه دفع عشرة آلاف دولار مقابل بقائه مع الوفد المغادر إلى تركيا.
وأوضح قائلا : quot;لقد أبلغت المدرب أني لاعب جيد وسبق ان مثلت المنتخبات العراقية وأندية العراق في محافل دولية عديدة وسني القانوني مصادق عليها ضمن الفحوصات الآسيوية والدولية، ولست بحاجة لكي أدفع الأموال مقابل البقاء ضمن منتخب الشباب، مضيفاً أن شاكر أبلغه بأن مصيره سيكون الإبعاد بعد العودة من أوزبكستان إن لم أعطه المبلغ أسوة ببعض اللاعبين.
وتابع وليد quot;بدأ حكيم شاكر يتحجج معي عبر إرسال منسق المنتخب ثائر الموسوي باتهامي أن سني القانوني كبيرة، وهنا تساءلت كيف تم استدعائي إن كنت كبيراً في السن، وابلغني عليك أن تدفع كي نرتب لك جواز سفر جديدا كما فعلنا لبقية اللاعبين الذين دفعوا 15 ألف دولارquot;. وذكر أنه ابلغ حكيم شاكر بالقول: quot;كابتن أنا لا املك الأموالquot;، لكن نتائج التحقيق غابت تماماً ولم يسمع احد بما ترشح عن هذه اللجنة وإذا ما كانت ادعاءات اللاعب صحيحة أم غير صحيحة ،ويشير البعض إلى أن الاتحاد حاول العمل على غلق القضية بطريقته الخاصة التي لا احد يعرف ما هي حقيقتها .
حكاية عن يونس محمود
كما أن حكايات كثيرة كانت قد انتشرت ووصلت إلى وسائل الاعلام تخص الكابتن يونس محمود ، تشير إلى أن (اللاعب يونس محمود دفع 100 ألف دولار رشوة إلى ناجح حمود لإعادته للمنتخب ) وجاء في التفاصيل التي نشرها موقع (جاكوج) على مسؤوليته : (كواليس إتحاد كرة القدم العراقي تشير إلى قبض رئيس الإتحاد ناجح حمود رشوة 100 ألف دولار من اللاعب يونس محمود مقابل عودته للمنتخب بعد طرده من قبل المدرب زيكو ، وسبب إصرار يونس على العودة يرجع إلى أن وجوده في المنتخب يوفر له الحصول على عقد جيد مع الأندية القطرية بمبلغ مرتفع ، وكذلك يرضي غروره ) ، وقيل أيضا في ذلك (بعد استبعاد يونس من المنتخب اتصل بناجح حمود وهدده بكشف العديد من الفضائح والسرقات المالية التي جرت منذ زمن الإتحاد السابق برئاسة حسين سعيد ونائبه حمود لغاية الآن، ويقال إن حمود تعهد ليونس أنه سيطرد المدرب زيكو وسيعيده إلى صفوف المنتخب مهما كانت الظروف ، وقد نفذ وعده وتم إبعاد زيكو من دون سبب معقول وعاد يونس) ، لكن أحداً لم يؤكد ذلك أو ينفيه ،بقدر ما إن الذين يتم الاستفسار منهم يشيرون إلى أن (لا دخان بلا نار) ، ويشيرون أيضا إلى حادثة شهيرة سميت وقتها (فضيحة اللاب توب) إذ أن المدرب اشترط على احد اللاعبين إهداءه حاسوبا(لاب توب) مقابل إعطائه شارة الكابتن .
عودة نشأت أكرم للمنتخب .. بصفقة !!
فيما تسربت أنباء من مصادر مختلفة إلى أن عودة اللاعب نشأت أكرم إلى صفوف فريق نادي الشرطة تمت عبر صفقة بينه وبين النادي بشرط عودته إلى صفوف المنتخب الوطني الذي أبعده عنه زيكو ، وبالفعل عاد إلى المنتخب من باب نادي الشرطة ، وكما علق اعتقد احد المعنيين بالكرة ، وهو مصدر موثوق به ، أن (نشأت انتفت خدماته في ارتداء فانيلة المنتخب ولا يحبذ أن يكون كومبارس وجليسا لدكة البدلاء وهو ما لا يليق بسمعة المايسترو وجماهيريته وتاريخه الثري والكبير لذلك فهو يرى أن الابتعاد عن المنتخب يمثل كارثة بالنسبة له واساءة لتاريخه لذلك وجد أن العودة إلى المنتخب ستمنحه قوة للحفاظ على مكانته خلال السنوات القليلة المقبلة على الأقل إلى حين إعلان اعتزاله اللعب برغبته وليس طرداً كما فعل ذلك زيكو ) ، وأضاف المصدر : (منتخبنا أضحى منتخب عواجيز ، وأسوده من ورق ولا ترهب احدا قطعاً بعد أن هرم وشاخ معظم لاعبيه وعمليات ترقيع الاتحاد وبتروفيتش لاتنفع معه ، لذلك من الممكن أن نتوقع أن المنتخب يتعرض للبيع والشراء، وهذا ليس بجديد على المنتخبات العراقية على مختلف الأزمنة ولكن في السنوات الأخيرة أصبحت الاوراق على المكشوف وأهل الكرة تقريبا يعرفون ذلك ) .
فضيحة ليث حسين أيضا
كما أن أنباء أخرى وصلت إلى الإعلام حملت عنوان (فضيحة تطال المنتخب العراقي .. ليث حسين يستلم مبالغ مالية لاستدعاء بعض اللاعبين والمدرب الصربي يرفض دعوتهم !!) وجاء في التفاصيل : (كشفت مصادر خاصة بموقع جاكوج عن استلام مدير المنتخب العراقي الإداري ليث حسين مبلغا من المال قدره أربعة ألاف دولار مقابل استدعاء بعض اللاعبين لصفوف المنتخب الذي يستعد للمنافسة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم ,وقالت مصادرنا إن ليث حسين استلم مبلغا قدره أربعة ألاف دولار من اللاعبين محمد علي كريم وخلدون إبراهيم مبينة أن المدرب الصربي بتروفيش رفض الموافقة على إنضمامهما للمنتخب ,وأضافت المصادر المطلعة أن المدرب رفض نصيحة ليث حسين باستدعائهما وإبقائهما على دكة البدلاء تحسباً لاي طارئ ,وأشارت المصادر إلى أن اللاعبين اتصلا بليث حسين فور معرفتهما بنبأ إبعادهما عن صفوف المنتخب لافتة إلى أن الأخير طمأنهم بأن تكون أسماؤهم في طليعة المستدعين بعد مباراة الصين) .
لكن ليث حسين سارع إلى تكذيب ذلك بالقول (انه لن يرد على هذا الاتهام لان أسمه وتاريخه الرياضي لايسمحان له بالنزول إلى هذا المستوى من التصريحات الرخيصة كما أكد ليث أن المدرب الصربي هو صاحب القرار الأول والأخير في مسألة استدعاء اللاعبين وهو من طالب بضم محمد علي كريم بعد متابعة عدة مباريات للطلبة كما أن خلدون إبراهيم كان متواجداً في تشكيلة حكيم شاكر وقبل تولي المدرب الصربي مهمته مع الوطني) .
مدربون وإداريون سماسرة
وقال الزميل الصحافي سيف المالكي المحرر في صحيفة الملاعب:أستغرب الحديث والزوبعة التي أثيرت حول وجود الرشوة في منتخباتنا الوطنية وكأن الأمر جديد أو وليد اللحظة بل هو موضوع أخذ بالتوسع مع اتساع رقعة الطارئين ومسؤوليتهم لقطاعات الفئات العمرية في أنديتنا المحلية ووصلت مدياته إلى المنتخبات الوطنية التي أصابتها عدوى الطارئين وأصبح مدربو المنتخبات وإداريوهم سماسرة يوجهون الدعوة لمن يدفع أكثر وهذا الأمر يسير لدى العارفين بخبايا وخفايا الفئات العمرية في العراق وأصبح أمراً مكملاً لاكسسوارات يتزين به اللاعب المستدعى لهذا المنتخب أو ذاك.
وأضاف : أجد أن قيام الاتحاد الكروي بتشكيل لجنة تحقيق بالادعاءات التي قام بإعلانها لاعب الزوراء امجد وليد تجاه مدرب منتخب الشباب حكيم شاكر وإدعائه بأن طلب منح مبلغ (1000) آلاف دولار نظيره إبقائه في توليفة المنتخب الشبابي في مونديال تركيا أمر لا يغني ولا يسمن كون قراراتها ستميع كسابقاتها من اللجان التحقيقية التي تشكلت للفصل في عدد كبير من القضايا والتي لم تصدر منها أي قرارات وعقوبات تجاه المقصرين وكأن الأمر تكميم أفواه وإخراس للألسن.
فيها فوائد عدة
وقال صحافي رياضي طلب عدم ذكر اسمه : أن قضية البيع والشراء في صفوف المنتخبات ليست جديدة وفعلا هي موجودة ، ففي منتخب عدنان حمد حصلت وفي منتخبات الفئات العمرية الشباب والناشئين والأشبال تحصل وستظل تحصل ما دام هنالك منتفعون سواء من المدربين أو في الاتحاد .
وأضاف : الكثير ممن يتم استدعاؤهم مقابل الأموال يظلون حبيسي دكة الاحتياط ولا يلعبون ولو دقيقة واحدة في المباريات ، لكن هؤلاء سعداء بهذا لان مجرد فكرة التواجد بالفريق والسفريات تفرحهم ، كما أن تواجدهم في المنتخب يمثل دافعا معنوياً وفنياً ولوجستيا لاسيما في استقطابهم من الأندية كما تعلم وحتى إن لم يحظوا بفرصة اللعب فهم لاعبو منتخب .
ظاهرة أصبحت واضحة
إلى ذلك قال مدرب طلب عدم اسمه أيضا : ليس مايقال الآن كله ..صحيحا ، لكن هناك لاعبون يدفعون أموالاً وبالدولار من اجل اللعب للمنتخبات ،وهذه أصبحت ظاهرة واضحة إلا أن الاتحاد يتكتم على هذه المسالة لأنه الأدرى بشعابها وهو صامت عنها لأنه شريك فيها .
وأضاف : اللاعبون الذين يدفعون ذلك لأنهم غير مؤهلين للعب بالمنتخبات بجدارة لذلك الدولار يلعب دوراً مهما بدل أن تلعب اقدامهم، وهذه الأموال تؤخذ من قبل عناصر المنتخبات الواضحة للعيان .
وتابع : في العام الماضي جاءني لاعب عن طريق احد الأصدقاء الأعزاء ، وهو من مواليد 1994 ، وحين اختبرته وجدته (ربع لاعب) ،لكن صديقي طلب مني أن أبقيه معي ولكننيأبعدته ، وبعد ايام ذهب إلى فريق أخر ، ومباشرة زجه المدرب أساسياً ، بماذا يمكنني أن أفسر ذلك ؟ فمن الطبيعي أن المدرب (قبض المقسوم) ، هذا اللاعب معروف عنه الثراء وأهله مقيمون في دولة الإمارات ، وبعد مدة شاهدته ضمن منتخب الناشئين ، ولعب مباراة مع استراليا، وبعد ان عاد من المنتخب وقع عقداً مع احد الأندية الجماهيرية ولعب مع الفريق الأول بمبلغ 10 ملايين دينار ، وأنا اعتقد أن عقده هذا هو أصلا ليس بحاجة إليه ، ولكنه قضية (طرد عيون) المشككين من الوسط الرياضي وهلم جرا ، وفي نهاية الأمر خرجت أنا مدرباً سيئاً لأنني لم اقبله في فريقي.