بصم الحارس الدولي الإسباني فيكتور فالديس على بدايته قوية مع ناديه برشلونة الإسباني و فرض نفسه بطلاً بلا منازع في المباريات التسع التي خاضها مع البلوغرانا على الصعيدين المحلي و القاري.


ديدا ميلود : وبدى فالديس مساهمة فعالة في إعتلاء الفريق صدارة ترتيب الدوري بعلامة كاملة بعد أربع جولات و بداية موفقة في دوري أبطال أوروبا ، فضلا على مساهمته الكبيرة بقيادة فريقه في بداية الموسم بتتويجه بأولى ألقابه تحت إشراف المدرب الأرجنتيني جيراردو مارتينو من خلال إحرازه كأس السوبر الإسباني أمام اتلتيكو مدريد .
كما أظهر فالديس مستوى لافتاً بفضل تدخلاته الناجحة وتصديه لعديد من الكرات الخطرة على مرماه ، خاصة التسديدات التي تأتيه من داخل منطقة الجزاء ، كما أبرز قدرة في تصديه لركلات الجزاء ، حيث تمكن من صد ركلتي جزاء في ظرف 72 ساعة فقط الأولى كانت ضد اياكس أمستردام و الثانية ضد رايو فاليكانو و التي سمحت له بإنقاذ فريقه من أهداف محققة .
رد على المشككين
في سن الـ 31 سنة قدم فالديس أفضل أداء له مع البارسا منذ انضمامه إليه قبل نحو عشر سنوات ، و هو الأداء الذي جعل وسائل الإعلام تركز عدساتها و اقلامها للحديث عنه بإسهاب ، و لم يكن المردود الجيد الذي قدمه فالديس هذا الموسم هو مربط الفرس لان ذلك ليس بجديد عليه حيث سبق له ان ظهر بمظهر المنقذ في الكثير من المباريات في مواسم سابقة و كان أحد ابطال السداسية التاريخية عام 2009 ، لكن توقيت تألقه هو الذي جعله يلفت الانتباه من بقية الأسماء اللامعة سواء في برشلونة أو في أندية أخرى.
ووفقا لآراء المتابعين فأن الأمر يتعلق بتحد كبير رفعه فالديس حيث يراهن على الموسم الحالي ليكون الحارس الأول و الأفضل في العالم في نهايته و يرد من خلاله على المنتقدين الذين شككوا في مؤهلاته و في قدرته على الحفاظ على مكانته كحارس أساسي للبارسا و كحارس ثان للمنتخب الإسباني في التصفيات الأوروبية المؤهلة لنهائيات مونديال البرازيل 2014 ، و ذلك بعد تألق الحارس الإسباني الثالث بيبي راينا مع نابولي الإيطالي و في ظل الحديث الذي تم تداوله بتنقيب إدارة البارسا عن حارس لخلافته منذ الصيف المنصرم لدرجة جعلت ظهور فالديس على مقاعد احتياط النيو كامب هذا الموسم أمرا شبه مؤكد قبل ان يتفاجئ الجميع بوقوف فالديس شامخا بين الخشبات الثلاث لعرين البارسا متألقاً.
وتزامن هذا الظهور اللافت لفالديس مع حديث الصحف الإسبانية و خاصة الكاتالونية و تأكيدها على إصرار الحارس على الرحيل و رفض تجديد عقده مع البارسا و الذي ينتهي في يونيو العام 2014 في ظل شعوره بعدم اهتمام ادارة الرئيس ساندرو روسيل باستمرار بقائه مع الفريق.
رسائل ثلاثية
وأمام هذا الواقع وجد فالديس نفسه مضطراً للاجتهاد و بذل قصارى جهده و استغلال ثقة المدرب تاتا مارتينو فيه للظهور بأفضل وجه ممكن له في موسم قد يكون الاخير له مع برشلونة في حال لم يجدد تعاقده معه قبل نهاية مرحلة الذهاب لتفادي التخلي عن خدماته مجاناً ، غير ان فالديس و من خلال تألقه هذا أراد بعث رسالة واحدة إلى عدة اطراف يهمها تألقه وهم الكالتالي :
الطرف الاول :
هي إدارة الرئيس روسيل المطالبة بمراجعة حساباتها معه ، فلا يعقل ان تباشر البحث عن حارس جيد و هي تتوفر على فالديس الأحسن حالياً في إسبانيا و في أوروبا أو على الاقل ضمن الخمس الافضل لان البارسا خصوصا ان جل الحراس المميزين في الوقت الراهن على غرار ايكر كاسيتس و بوفون تجاوزا سن الثلاثين ، لكن رسالة فالديس لروسيل تقول انه اذا ما اراد منه التجديد حتى اعتزاله فان ذلك يمر عبر تحسين العقد في شقه المالي من خلال رفع راتبه إلى مستوى بقية زملائه في الفريق بعدما أصبح تأثيره كبير على النتائج التي يحصل عليها ، و بالتالي رفضه المطلق التجديد فقط من اجل الاستمرار في تقمص ألوان البلوغرانا في وقت يتم التجديد لميسي و انييستا و غيرهما مقابل رواتب خيالية ، و فالديس في حال رحل يريد ان يبعد عن نفسه اي مسؤولية تجاه عشاق النادي الراغبين في بقائه و تحميلها للإدارة فقط.
الطرف الثاني :
له علاقة مباشرة ببقائه في النو كامب أو رحيله لأي من الأندية الأوروبية الراغبة في انتدابه سواء في الشتاء او الصيف ، خاصة الأندية الإنكليزية التي تعاني من ضعف حراسها على غرار مانشستر سيتي و أرسنال و تبحث عن حارس ذو خبرة في وزن فالديس ، فالأخير يريد أن يكون وضعه المادي في ناديه الجديد افضل بكثير من وضعه الحالي و ان الانتقال سيتم حسب المفاضلة بين العروض المقدمة له ، و إلا فالاستقرار افضل له من مغامرة جديدة قد تحجب سيرته الحالية الثرية.
اما الطرف الثالث :
فهو مدرب المنتخب الإسباني فيسنتي ديل بوسكي الذي يصر على إشراك كاسياس كحارس أساسي للاروخا رغم انه لا يلعب إلا نادراً في ريال مدريد بل ان ديل بوسكي يريد ان يجعل من المنتخب بوابة عودة القديس لعرين الملكي و هو امر غير مقبول لا فنياً و لا حتى اخلاقياً ، فالرسالة واضحة و هي ان الوقت قد حان ليكون فالديس هو الحارس الأساسي للإسبان في ما تبقى من مباريات التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال و بعدها في النهائيات لأنه الأحسن و الأكثر جاهزية ، بل و الرسالة تقول بانه يفترض ان يتم ابعاد كاسياس عن المنتخب و اتاحة الفرصة لدييغو لوبيز ليكون حارسا ثالثاً بعد فالديس و ريينا ، لان الجميع تقبل إشراك القديس أساسيا في الفترة ما بين 2001 و 2013 لأنه كان الأفضل جاهزية مع ريال مدريد أما الآن فما عليه الا يتقبل الوضع الجديد و ان وقت التغيير في المنتخب قد حان و ما على ديل بوسكي إلا ان يتخلى عن تعصبه القومي مع ناديه الأسبق ريال مدريد، وأن يتعامل مع مصلحة المنتخب بشكل موضوعي و عليه تناسي انه كان يوماً مدرباً للمرينقي و احد ابنائه ، خاصة ان فالديس قد لا تكون أمامه فرصة آخرى ليشارك في كأس العالم بما ان عمره في العام 2018 بروسيا سيكون 35 سنة.