حجبت الخسارة الكارثية لمنتخب الكويت بخماسية نظيفة امام نظيره العماني الخميس كل ما عداها من نتائج تحققت في "خليجي 22" بالرياض.
&
وانتهى الدور الاول في المقابل على تألق لافت لمنتخبي عمان والامارات اللذين انتظرا الجولة الاخيرة لترجمة تفوقهما الفني الذي ظهر في مباراتيهما الاوليين.
&
وقد سبق عمان والامارات الى نصف النهائي، "الاخضر" السعودي و "العنابي" القطري.
&
وفي دور الاربعة بعد غد الاحد، تلعب السعودية مع الامارات، وعمان مع قطر.
&
وودعت منتخبات الكويت والعراق والبحرين واليمن من الدور الاول.
&
لكن النتيجة الثقيلة التي الحقها المنتخب العماني ب "الازرق" الكويتي صاحب الرقم القياسي بعشرة القاب والتخصص في دورات كأس الخليج بخماسية نظيفة خيمت على الجميع امس وكانت محط استغرابهم، خصوصا ان منتخب الكويت كان يتصدر المجموعة الثانية برصيد اربع نقاط، وكان يكفيه التعادل او حتى الخسارة وانتهاء مباراة الامارات والعراق بالتعادل ليضمن رسميا تأهله الى دور الاربعة.
&
واللافت ان منتخب الكويت كان بدأ الدورة بفوز على العراق بهدف قاتل جعله من ابرز المرشحين للقب، ثم تأكدت العلاقة الوثيقة بينه وبين دورات كأس الخليج عندما حول تأخره امام الامارات بغضون ثلاث دقائق الى تعادل بهدفين لمثلهما، لكن كل ذلك تبخر في المحطة الثالثة امام منتخب عمان الذي ترجم افضليته الميدانية الى اهداف عجز عنها امام العراق في الجولة الثانية.
&
واذ اعترف مدرب منتخب الكويت البرازيلي جورفان فييرا "بمسؤوليته عن الخسارة واعتذاره من الجمهور الكويتي"، فانه اعتبر ان منتخب عمان "يستحق التأهل بعد المستوى الرائع الذي قدمه".
&
لكن رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم الشيخ طلال الفهد اكد "ان الجهازين الفني والاداري مستمران في عملهما وان الخسارة لا تعني اقالة المدرب او أي احد لافتا الى ان هناك فرقا عالمية خرجت من الادوار الاولى في البطولات العالمية وهذا امر طبيعي في عالم كرة القدم".
&
وتابع "هذه كرة القدم وجميعنا نتحمل الخسارة وليس المدرب"، مشيرا الى ان المنتخب الكويتي "فقد التركيز بشكل نهائي في لقائه مع عمان".
&
الكارثة الكويتية قابلتها ثقة كبيرة في الجانب العماني، فقال المدرب الفرنسي بول لوغوين "قدم منتخب عمان مباراة قوية واستحق التأهل الى نصف النهائي، وآمل ان يكمل على المنوال ذاته وان يلعب جيدا امام قطر لكي يحجز مكانا في المباراة النهائية".
&
اما رئيس الاتحاد العماني خالد البوسعيدي فقال بدوره بثقة كبيرة "كان منتخبنا الافضل ليس في مباراة الكويت فقط بل في المجموعة الثانية ككل، لكننا لم نحقق النتيجتين المرجوتين في المباراتين الماضيتين".
&
وتابع "حققنا فوزا مستحقا وتأهلنا لكن الحديث عن اللقب سابق لاوانه".
&
البطل يستعيد رونقه
&
وبعيدا عن الخسارة المؤلمة للكويت، في منتخب الامارات بطل "خليجي 21" استعاد رونقه بعد ان سار بخط تصاعدي الى ان وصل الى مستواه السابق امام العراق، بتميز واضح من "الموهوب" عمر عبد الرحمن والهداف علي مبخوت متصدر ترتيب الهدافين برصيد اربعة اهداف.
&
فقبل ​​نحو عامين، قدم المدرب مهدي علي لاعبيه الشباب الذين حقق معهم انجازات اسيوية وعالمية واولمبية ونجح في قيادتهم الى اللقب الخليجي بعروض فنية رفيعة نالت الاعجاب.
&
وانتظر "الابيض" المباراة الثالثة لاستعادة المستوى الذي كان عليه، خصوصا ان الثقة كانت مهزوزة بعض الشيء جراء العقم التهديفي الذي ظهر في المباريات الودية قبيل البطولة.
&
واوضح مهدي علي "جازفنا في الهجوم وطبق اللاعبون ما طلب منهم تماما وتوجوا جهودهم بالتأهل".
&
ورفض ترشيح اي منتخب للقب بقوله "المنتخبات الاربعة التي تأهلت الى نصف النهائي مرشحة للقب".
&
لكن التألق الاماراتي جاء على حساب منتخب اسود الرافدين الوصيف الذي فشل في المقابل في تكرار سيناريو "خليجي 21" عندما قارع نظيره الاماراتي قبل ان يخسر امامه بصعوبة بهدف مقابل هدفين بعد التمديد في المباراة النهائية.
&
افتقد المنتخب العراقي الحماس والانسجام والترابط بين خطوطه، وتأثر بشكل كبير بغياب هدافه يونس محمود بسبب الاصابة، كما انه بقي اسير الخسارة "القاتلة" امام الكويت بهدف لفهد العنزي في الوقت الضائع.
&
وتجنب مدرب العراق حكيم شاكر مواجهة الاعلاميين اكثر من مرة في الدورة، وكان مساعده عبد الكريم سلمان ينوب عنه في المؤتمرات الصحافية.
&
وقال سلمان معترفا بتأثير غياب يونس محمود على الفريق "يونس محمود لاعب كبير واسم كبير في كرة القدم العراقية والخليجية، لكنه تعرض لاصابة ابعدته عن الدورة".
&
وتابع "جربنا اكثر من لاعب لكن لم نجد من يعوض غيابه او اي لاعب يكون مؤثرا في الهجوم، ويجب علينا ان نبحث لايجاد البديل لان كرة القدم العراقية ولادة".
&
وعما اذا كان يونس محمود سيعود الى التشكيلة خصوصا ان المنتخب سيشارك بعد اقل من شهرين في كأس اسيا، قال سلمان "سيعود يونس الى التشكيلة اذا كان جاهزا، فهو قائد المنتخب وابتعد عن الدورة الخليجية اضطراريا فقط".
&
واوضح "لعبنا في مجموعة قوية متقاربة المستوى بين فرقها، لكن المباراة الاولى التي خسرناها امام الكويت هي التي سببت كل ما حصل معنا في المباراتين الاخيرتين، وحاولنا تجاوز الضغط النفسي للخسارة لاحقا ولم ننجح، وكان فريقنا محبطا امام عمان والامارات".

الاخضر امام الاختبار الاصعب
&
منتخب السعودية صاحب الارض قد يستعيد مؤازرة الالاف من جماهيره في نصف النهائي امام الامارات، ولكنه سيكون امام اختبار من نوع مختلف امام حامل اللقب.
&
تدرج مستوى منتخب السعودية بدوره لكنه لم يصل الى مرحلة الاقناع حتى الان، وتخلص من عبء الغياب الجماهيري وبات عليه ان يقدم افضل ما لديه لاحراز لقبه الخليجي الرابع.
&
لكن المدرب الاسباني خوان لوبيز كارو لم يتخلص حتى الان من ضغوط الاقالة التي يتحدث عنها الاعلام السعودي كل يوم برغم تأكيد اتحاد كرة القدم الثقة به.
&
حتى ان لوبيز كارو نفسه قال بعد التأهل "ان اقالة المدرب لن تحل المشكلة".
&
قطريا، ليست الامور في افضل حالاتها من الناحية الفنية، فبعد عرض جيد ل "العنابي" في مباراة الافتتاح امام السعودية التي انتهت بهدف لمثله وكان فيها اقرب الى الفوز، تراجع المستوى وفشل المنتخب بهز الشباك في المباراتين الاخيرتين امام اليمن والبحرين اللتين انتهتا بتعادل سلبي.
&
تأهل المنتخب القطري بثلاثة تعادلات وسجل هدفا واحدا فقط، وهو امر بدا ان مدربه الجزائري جمال بلماضي يدركه حين قال "من تابع مبارياتنا الثلاث في الدورة يرى اننا حصلنا على فرص كثيرة لكن مشكلتنا اننا لم نسجل، ولو نجحنا في التسجيل لكان وضع الفريق مختلفا".
&
وتابع "آمل ان ننجح في التسجيل في نصف النهائي لانني ما زلت اثق بفريقي، واتمنى ان نقدم الافضل في المباراة المقبلة وان نصل الى النهائي".
&
منتخب البحرين واجه فشلا كبيرا في هذه الدورة التي لا يزال يبحث عن لقبه الاول فيها، فاقيل مدربه العراقي عدنان حمد بعد المباراتين الاوليين، وعين المحلي مرجان عيد بدلا منه في الثالثة، وسيتمر معه في نهائيات كأس اسيا مطلع العام المقبل في استراليا.
&
منتخب اليمن بقيادة المدرب التشيكي ميروسلاف سكوب قدم صورة جيدة حيث تعد مشاركته في "خليجي 22" الافضل في له منذ انضمامه الى الدورة عام 2003 في الكويت، فحقق نقطتين من تعادلين سلبيين مع البحرين وقطر، وخسر بصعوبة امام السعودية بهدف للاشيىء، وحظي بمؤازرة جماهيرية كبيرة اعطت نكهة جميلة للبطولة.