&رغم مرور نحو ستة أشهر على تولي المدرب الإسباني لويس انريكي مهمة تدريب برشلونة خلفا للأرجنتيني تاتا مارتينو من أجل إعادة الفريق إلى السكة الصحيحة بناء على تنفيذ مشروع رياضي جديد، إلا أن النتائج و الأداء الفني يؤكدان بأن المشروع لا يزال مجرد "حبر على ورق" و يحتاج لوقت أطول و ربما لمدرب آخر للتجسيد على أرض الواقع بالنظر الى المعضلة المعقدة التي يواجهها المدرب انريكي و البارسا هذا الموسم حيث وجد نفسه في مواجهة العديد من المشاكل الفنية و غير الفنية و التي ادت الى تشتيت تركيزه عليها من اجل معالجتها او على الأقل احتواءها تفاديا لتفاقمها.

صحيفة "سبورت" أقرب الصحف الإسبانية إلى النادي الكتالوني نشرت تقريرا سلطت فيه الضوء على الأزمة المعقدة التي يمر بها برشلونة طبعة المدرب انريكي و التي جعلت الفريق يستمر في حالة التخبط رغم الإجراءات العلاجية التي اتخذت لحلها.
&
و يتضح من خلال تقرير الصحفية الكتالونية ان انريكي عاجز عن معالجة المشاكل التي اعترضت سبيل مشروعه الرياضي لدرجة ان اللوتشو اقترب من التحول من جزء من الحل إلى جزء من الأزمة التي يتخبط فيها النادي الكتالوني.
&
&
المعضلة الأولى: فشل الوصول للتوليفة المناسبة
&
ولأن معضلة برشلونة مع المدرب انريكي هي فنية في الأساس فأن أهم عنصرها هو فشل المدرب في إيجاد التوليفة الأنسب و الافضل لخوض المباريات الرسمية خاصة على مستوى خطي الدفاع و الوسط حيث كشفت المباريات ال 11 التي لعبها في الدوري المحلي والمباريات الأربع التي خاضها في دوري أبطال أوروبا أن انريكي لا يزال غير ملم بقدرات لاعبيه وأن خياراته التكتيكية هي أقرب إلى العشوائية منه إلى المنظومة.
&
وإلى غاية المباراة الأخيرة ضد ألميريا ظل انريكي وفيا لعادته بتغيير التشكيل الأساسي للفريق و لم يبقى سوى النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي لم تمسه عدوى اللوتشو و مع ذلك لم يستقر بعد أي توليفته في وقت أن جل الأندية المنافسة له محليا أو قاريا تخوض استحقاقاتها بتشكيل يعرفه الجميع لأنه الافضل.
&
وبدا انريكي و معه اللاعبين والادارة وكأنه قد وقع في فخ المباريات السهلة التي فاز بها و عندما واجه المنافسين الأقوياء ضد باريس سان جيرمان و ريال مدريد انكشف امره و اكتشف الجميع القوة الحقيقية للبارسا، وادرك انريكي أيضا أن الأسماء الكبيرة اللامعة لوحدها ليست كافية إذا لم توظف بشكل إيجابي من قبل الجهاز الفني المطالب دوما بإيجاد الحلول لهؤلاء اللاعبين عندما تواجههم عقبات.
&
المعضلة الثانية: توظيف الثلاثي الهجومي&
&
هي فشل انريكي في توظيف الثلاثي الهجومي الذي يشكل افضل مهاجمي العالم الأرجنتيني ميسي و البرازيلي دا سيلفا نايمار و الاورغوياني لويس سواريز و هو الثلاثي الذي كان جمهور البارسا يراهن عليه لاكتساح دفاعات المنافسين وأيضا لتغطية الضعف الذي يعاني منه دفاع البلوغرانا الذي كان دوما هشا و يحتاج لتغطية الهجوم حتى في أوج عطاء وقوة الفريق على أيام غوارديولا.
&
و بعدما ظل الجمهور ينتظر عودة سواريز من الإيقاف تبين له ان يحتاج لفترة أطول ليتألق، ذلك ان انريكي لم يجد بعد الوصفة التكتيكية التي تساعد المهاجمين الثلاثة على القيام بأدوارهم المرسومة بدقة من قبل المدرب حتى يكون كل مهاجم في خدمة الفريق، حيث و يبدو ان انريكي نسي انه امام نجوم التعامل معهم يختلف عن بقية اللاعبين خاصة انهم مهاجمين و كل واحد منهم يريد تسجيل الأهداف و ليس صناعتها لزملاءه.
&
المعضلة الثالثة: خط وسط الفريق
&
وهي معضلة البارسا الذي كان يمثل نقطة قوة الفريق قبل ان يتحول إلى نقطة ضعف في عهد انريكي رغم ان تركيبته بقيت، بل ودعمت باللاعب الكرواتي ايفان راكيتش والسبب هو أن انريكي لم يقف على حقيقة الأمر عند توليه المسؤولية الفنية الصيف المنصرم، ففتحت ضغط الإعلام عليه و الشعور الذي انتابه و هو يعين كمدرب لأعرق وأقوى ناد في العالم لم ينتبه إلى ان سيرجيو بوسكيتس مرهق و يحتاج لراحة إيجابية لاستعادة حالته الفنية، و ان تشافي هرنانديز قد تقدم في السن بشهادته هو نفسه قبل ايام، و كان الاجدر ان يتركه يرحل لإفساح المجال أمام قدوم لاعب آخر بدلا من الاعتماد عليه تفاديا لغضبه، و ان اندريس انييستا عائد من تجربة فاشلة في المونديال اثرت على نفسيته و على لياقته و يحتاج هو الآخر لبعض الوقت، و ان راكيتش و رافينيا يفتقران للرصيد الفني الذي يساعدهما على قيادة خط وسط فريق بحجم البارسا .
&
ويعاب على انريكي تفريطه في لاعبين اخرجهم من حساباته التكتيكية رغم أن المباريات الرسمية كشفت مدى حاجته إليهم في صورة الكاميروني أليكسندر سونغ و الهولندي إبراهيم افيلاي و ايضا الإسباني دنيس سواريز و الإسباني كريستيان تيلو الذين يتألقون مع أنديتهم الجديدة، حيث يعاب عليه موافقته على إبرام صفقات مخيبة خاصة على مستوى الانتدابات الدفاعية مع الفرنسي جيريمي ماثيو و مع البلجيكي توماس فيرمايلن الذي لم يلعب بعد أي مباراة بسبب الإصابة.
&
المعضلة الرابعة: غياب الاستقرار في غرف الملابس
&
و تفاقت معضلة برشلونة بغياب الاستقرار في غرف الملابس حيث يتواجد لاعبين عقولهم مشتتة خاصة الثنائي الإسباني جيرارد بيكي و مارتين مونتويا اللذان نشرت بشأنهما تقارير تؤكد بانهما سيرحلان فقط بسبب عدم إشراكهما في التشكيل الأساسي في وقت يفترض ان يكون انريكي قد اقنع اشباله قبل إنطلاق المنافسة الرسمية بضرورة تقبل خياراته بصدر رحب.
&
المعضلة الخامسة: قضية ميسي
&
و بالتأكيد ستزداد معضلة البارسا تعقيدا مع بروز بوادر قضية تحمل أسم ميسي بعد حواره الذي قال فيه ان سيعتزل في النيو كامب لكنه لا يعلم ماذا سيحدث في المستقبل مما جعل الفريق تحت صفيح ساخن بعدما أصبح الجميع في برشلونة يركز انظاره على البرغوث.
&
وتحتاج هذه المعضلة لدهاء لكنها تحتاج أيضا لوقت وأمام المدرب انريكي بعض الوقت لتجاوز المرحلة الانتقالية بنجاح من خلال تحسين أداء الفريق و تحقيق نتائج طيبة بداية من مباراة أشبيلية السبت على اعتبار ان المنافس يصنف في خانة الكبار و الفوز عليه سيعيد الثقة لزملاء سواريز.