&أجمع رياضيّون ومحلّلون في الإمارات، على أن اهتمام الأندية الخليجية باللاعب الأجنبي على حساب المواطنين، قد أثر سلبًا على خليجي 22 التي أسدل الستار رسمياً على منافساتها يوم الاربعاء الماضي في العاصمة السعودية الرياض، من الناحيتين الفنية والتهديفية أيضا.

&وسجل اللاعبون الأجانب في الدوريات الخليجية عدداً كبيراً بلغ 448 لاعباً أجنبياً وآسيوياً.
&
ولم تتمكن منتخبات البحرين واليمن من تسجيل أي هدف خلال مباريات الدور الأول، بينما سجلت العراق، هدفاً واحدًا في ثلاثة لقاءات خاضتها في البطولة، من دون أن تحقق أي انتصار ، كما شهدت خليجي 22، أقل معدل تهديفي، منذ انطلاق النسخة الجديدة في خليجي 17 بقطر.
&
ويتصدر العراق، قائمة المنتخبات المشاركة في كأس الخليج من حيث جلب اللاعبين الأجانب، اذ سمح الاتحاد العراقي لكل نادٍ من أنديته الـ20 المشاركة بالتعاقد مع أربعة لاعبين أجانب في كشوفاته المعتمدة لدى الاتحاد.
&
وحلت اليمن في المركز الثاني بـ70 لاعبًا أجنبيًا، اذ سمح الاتحاد اليمني، لأنديته الـ14 بالتعاقد مع خمسة لاعبين، على أن يشارك ثلاثة لاعبين فقط، داخل الملعب.
&
وتتساوى الإمارات، والسعودية، وقطر ، والكويت في عدد اللاعبين الأجانب المسجلين في كشوفات أنديتها الـ14، &بـ56 لاعباً، وبمعدل أربعة لاعبين في كل نادٍ .
&
وتأتي من بعدهم عُمان التي تعاقدت أنديتها مع 44 لاعباً، بواقع ثلاثة لاعبين أجانب في كل نادٍ مع السماح للناديين المشاركين آسيوياً بالتعاقد مع لاعب رابع، للمشاركة الخارجية فقط".
&
في حين تأتي البحرين في المركز الأخير من حيث نسبة اللاعبين الاجانب، بواقع 30 لاعباً في أنديتها العشرة المشاركة في الدوري.
&
وشدد الخبراء، على أن اللاعبين الأجانب استفادوا من الدوريات الخليجية، أكثر مما استفادت منهم المنتخبات الوطنية وأنديتها.
&
موضحين أن اللاعب الأجنبي أصبح واقعاً مفروضاَ على الدوريات الخليجية بحكم القواعد واللوائح التي يقرها الاتحاد الآسيوي في هذه المساءلة، ما يفرض على الاتحادات الخليجية، ضرورة تغيير سياستها في ما يتعلق بإدارة كرة القدم، والاهتمام بالناشئين لخلق قاعدة جيدة من اللاعبين تستطيع أن تجابه الاجانب .
&
&
ضرر الأجانب
&
أكد لاعب النصر، المنتخب الوطني الاماراتي السابق، خالد اسماعيل، أن مساءلة اقدام الاندية الخليجية كافة والإماراتية خاصة، على التعاقد مع اللاعب الأجنبي، ووضعه في مقدمة اهتماماتها قد أضر بالفرق الوطنية، وانعكس ذلك سلباً على بطولة كأس الخليج.
&
وقال: "المتابع الجيد لبطولات الخليج في السنوات العشر الأخيرة يتأكد أن المستوى الفني في تراجع، وهذا ما انعكس بطبيعة الحال على عدم ظهور لاعبين مميزين، وبالتالي ندرت نسبة الأهداف بصورة واضحة".
&
مضيفاً: "اللاعبون الخليجيون في السابق كانوا ينتظرون هذه البطولة بشغف، لأنها بوابة عبورهم إلى الشهرة وأيضا المال، فكان الكل يتسابق على تقديم أفضل ما لديه، ما أظهر في كل بطولة أكثر من لاعب باتوا بعد ذلك من مشاهير دورات الخليج".
&
وأوضح: "ربما يكون المنتخب الإماراتي أقل ضرراً &عن منتخبات أخرى تأثرت بوجود اللاعب الأجنبي في ملاعبها، لوجود لاعبين مثل علي مبخوت وعموري، فالأول يشارك بصفة أساسية مع نادي الجزيرة، وقد استفاد وأفاد الابيض بوجوده الدائم داخل أرض الملعب، ونفس الشيء بالنسبة لعموري".
&
وأكمل: "ليس أدل على ذلك من أحمد خليل الذي كان في السابق الهداف الاول للأبيض، لكنه تراجع بعدما أصبح يجلس معظم الوقت على مقاعد البدلاء في النادي الأهلي".
&
غياب النجوم
&
قال المحلل الرياضي ولاعب المنتخب الوطني الإماراتي السابق، عبد الرحمن محمد أن اللاعب الاجنبي قد استفاد بشكل كبير من الدوريات الخليجية أكثر مما استفادت منه المنتخبات الوطنية.
&
مضيفاً: "الدليل على ذلك أن هناك &منتخبات لديها لاعبون محترفون، لم تتمكن من تسجيل أي هدف في بطولة كأس الخليج، مثل البحرين واليمن، والذين خاضوا الدور الأول من دون أن يتمكنوا من تسجيل أي هدف وهذا أمر ينبغي تداركه في أقرب وقت، لأن تأثيره سيكون أكبر على المنتخبات الخليجية في كأس آسيا، وفي تصفيات كأس العالم".
&
وزاد: "لاشك أن غياب بعض النجوم كان له تأثير سلبي خصوصاً من الناحية الهجومية، مثل يونس محمود في العراق، وسيبستيان سوريا ، في قطر، وأيضا عماد الحوسني".
&
وأوضح: "ربما لم تظهر الازمة كثيراً على منتخب عُمان مثلما كانت عليه في العراق ، ما يستوجب أن تعيد إدارات كرة القدم العراقية خططها المستقبلية بشأن اللاعب الاجنبي".
&
&
الاهتمام بالقاعدة
&
أكّد المحلل الفني، محمد مطر غراب، أن اللاعب الأجنبي أصبح واقعاً مفروضاَ على الدوريات الخليجية بحكم القواعد واللوائح التي يقرّها الاتحاد الآسيوي في هذه المساءلة.
&
وقال: "لا يمكن لأحد &أن ينكر التأثير السلبي لوجود الأجانب في الدوريات الخليجية على خليجي 22، خاصة على مستوى الدول التي تملك المال وتستطيع أن تجلب لاعبين أجانب على مستوى عال، مما يؤثر على وضعية اللاعب المواطن خاصة المهاجمين، ولاعبي خط الوسط المهاجمين، والذين لا يلعبون الـ90 دقيقة كاملة في كل مباراة".
&
أوضح : "أتصور أن الإمارات والسعودية وقطر عانت من اهتمام أنديتها باللاعب الأجنبي، وقد تزيد معاناتهما&في البطولات الاكثر قوة مثل نهائيات أمم آسيا وتصفيات كأس العالم، خاصة من الجانب الهجومي".
&
وتابع بقوله: "هذه المساءلة لا يمكن تداركها الا من خلال تطوير العمل خاصة على مستوى الناشئين، واستخدام الجانب العلمي لإدارة كرة القدم في المراحل العمرية سواء في المسابقات المحلية أو على مستوى المنتخبات الوطنية، لخلق قاعدة جيدة من اللاعبين تستطيع أن تجابه الاجانب وتجد لنفسها مكاناً في الاندية، ما يعود بالنفع على المنتخب الأول".
&
وزاد: "أتصور أن خليجي 22 قد دقت ناقوس الخطر وبشدة، صحيح أن عناصر جيدة في كافة المراكز موجودة في البطولة، لكن هناك منتخبات قد تتأثر نتيجة غياب لاعب أو &اثنين مثلما حدث للعراق، الذى عانى من غياب مهاجمه الأول يونس محمود، وخرج من الدور الأول رغم أنه كان المرشح للمنافسة على اللقب".