لم يكن المصري عبد الرحمن احمد شعلان يفكر خلال نشأته بأنه سيجد نفسه في يوم من الايام على حلبة quot;العمالقةquot;، لكن الصدفة لعبت دورها وحملته في نهاية المطاف للوصول حتى مصاف النخبة في لعبة السومو التي كانت ولا تزال تعتبر غريبة بالنسبة لمحيطه.

ويأمل شعلان، أول مصارع سومو من افريقيا والعالم العربي، ان يساهم في نشر هذه الرياضة التي وصفها في احدى المرات بالرياضة quot;البشعةquot;، في بلاده والشرق الاوسط والقارة السمراء باكملها.

quot;من يوم الى اخر يزداد عدد مشجعيني في منطقة الشرق الاوسطquot;، هذا ما قاله شعلان الذي يطلق عليه لقب quot;اوسوناراشيquot;، اي العاصفة الرملية الهوجاء، مضيفا quot;في البداية، كانوا يتساءلون +ما هي السومو؟+ و+لماذا اخترت السومو؟+quot;.

وواصل المصري البالغ من العمر 22 عاما في حديث للنادي الياباني للمراسلين الاجانب: quot;يقولون +لماذا اخترت رياضة انت مضطر لتكون عاريا فيها+، انه امر غريب بالنسبة لنا كعرب. اريد ان اجعل من السومو رياضة معروفة في بلادي وبالتالي يجب علي ان احقق النجاح هنا في اليابانquot;، مشيرا الى ان عائلته واصدقائه يقولون له بانه اصبح نجما كبيرا في بلاده.

وتمت ترقية شعلان (189 سنتم و146 كلغ) في ايار/مايو الماضي الى المستوى الثاني من اللعبة في اليابان ثم في تشرين الاول/اكتوبر الماضي الى مستوى النخبة الذي يضم 42 مصارعا، بينهم بطلان كبيران (يوكوزونا) قادمان من منغوليا.

ووصل حوالي 40 مصارعا اجنبيا الى مستوى النخبة لكن quot;اوسوناراشيquot; الذي سجل بدايته في اذار/مارس 2012، كان الاسرع في عملية تسلق المراتب والوصول الى هذا المستوى بعد 10 دورات نصف شهرية.

وفي منافسات المستوى النخبوي، فاز شعلان بسبع مواجهات وخسر في ثماني خلال دورة شهر تشرين الثاني/نوفمبر قبل ان يحقق 9 انتصارات مقابل 6 هزائم في كانون الثاني/يناير.

ووضع المصارع المصري امامه هدف الوصول الى مرتبة quot;يوكوزوناquot; بعد ان كان يحلم خلال نشأته بان يصبح بطلا في رياضة كمال الاجسام قبل ان يعرفه احد اصدقائه وهو في سن الرابعة عشرة على السومو.

quot;قلت له لن امارس ابدا هذه الرياضة البشعة. لا اريد ان اصبح بديناquot;، هذا ما قاله شعلان عن المرحلة التي سبقت بدايته في هذه الرياضة، مشيرا الى انه غالبا ما اشار المصريون الى هذه الرياضة كمعركة بين quot;فيلينquot;.

لكن عندما حاول شعلان اختبار نفسه امام مصارع لا يبلغ نصف وزنه، خسر جميع مواجهاته معه، وهو تحدث عن هذه المسألة، قائلا: quot;لقد تغلب علي في سبع مناسبات متتالية. شعرت بالصدمة. وقعت حينها في غرام السوموquot;.

هذا المصارع الذي تخلى عن شهادة المحاسبة لدخول عالم السومو، لا يتناول أضلع الخنزير المقلي التي يعشقها ملايين اليابانيين ولا يشرب الجعة ونبيذ الساكي، علما بأن لاعبي السومو يعتمدون على هذه الحمية بالذات كي يكتسبوا حجمهم الضخم.

ووصل شعلان إلى مستوى الاحترافية بعد فوزه بميدالية برونزية في بطولة السومو العالمية للمبتدئين سنة 2008 وبميدالية برونزية في دورة العام 2010.

وعلى الرغم من شعبية السومو، إلا أن فضيحة كبيرة هزت هذه الرياضة في السنوات الأخيرة، ما دفع مدير ونحو عشرين مصارع إلى الاستقالة.

وطرحت أيضا علامات استفهام حول وسائل التدريب العنيفة والتعاطي المزعوم للمخدرات غير الشرعية.