تفوقت صلابة اتلتيكو مدريد على فنيات برشلونة المنتصر والمهيمن في السنوات الاخيرة، واقصت الفريق الكاتالوني من الدور ربع النهائي لمسابقة دوري ابطال اوروبا لكرة القدم.

وكان اتلتيكو فاز الأربعاء على برشلونة 1-صفر ايابا بعد ان تعادل معه الاسبوع الماضي 1-1 ذهابا على ملعب نوكامب في برشلونة.


قلة نجوم وعرق كثير

استطاع اتلتيكو مدريد دخول التاريخ من جديد بتأهله الى النصف النهائي لاول مرة منذ 1974 بعدما قهر برشلونة الذي بدا عاجزا رغم النجوم والميزانية الضخمة التي تزيد على 500 مليون يورو وتبلغ 4 اضعاف ميزانية فريق العاصمة.

ما هو السر؟ بالتأكيد هو العرق ونكران الذات من قبل جميع عناصره، ويؤكد مدربه الارجنتيني دييغو سيميوني مهندس نهضة اتلتيكو مدريد الذي كان يحتضر قبل فترة، quot;احيانا، من يفوز ليس الفريق الافضل وانما الذي يكون اكثر اقتناعا بما يفعلquot;.

ونفخ الارجنتيني في فريقه روح المقاتل لدرجة ان بيع لاعبه الكولومبي المميز رادامل فالكاو الى موناكو الفرنسي لم يؤثر في شيء على تطور اتلتيكو مدريد.

واظهر اتلتيكو وجها واضحا لفريق صلب متكافل ومجتهد وفعال على ملعب فيسنتي كالديرون، في وقت لم يكن امام برشلونة خيار سوى اللجوء الى المواهب الفردية فلم يكن مهاجمه البرازيلي نيمار موفقا ولا نجمه الارجنتيني ليونيل ميسي نجما.

ويبدو ان اتلتيكو يفضل القوة والحماس ويسخر من الثورة التي شهدتها كرة القدم الاسبانية مع تحول منتخب اسبانيا من الاعتماد على القوة البدنية الى اسلوب التمريرات السريعة والقصيرة المعتمد حاليا من قبل برشلونة.

وجاء في نشيد النادي المدريدي quot;ان تلعب وان تربح فانت تقاتل وكأنك الافضلquot;، وقد ردد هذا النشيد امس معظم جمهور فيسنتي كالديرون الذي وصل الى 55 الف متفرج.


الامور تغيرت

قبل سنوات عدة، كان اتلتيكو مدريد يصارع في الدرجة الثانية وتحديدا بين 2000 و2002 بسبب الضائقة المالية وسوء قيادة رئيسه المثير للجدل (الراحل) خيسوس جيل الذي دخل في نزاعات مع القضاء.

لكن هذا الموسم، هاجرت الغيوم السوداء باتجاه كاتالونيا حيث ازدادت مخالفات برشلونة: قضية التهرب الضريبي لنجمه ميسي، واستقالة رئيسه ساندرو روسل، وشكوى في موضوع انتقال نيمار ووضع النادي تحت المراقبة بquot;جرم الاضرار بالثروة العامةquot; في موضوع البرازيلي الشاب.

وكان آخر هذه الترهات العقوبة التي انزلها به الاتحاد الدولي (فيفا) بحرمانه من اجراء التعاقدات في فترتي الانتقالات الصيفية (2014) والشتوية (2015) لقيامه بضم لاعبين قاصرين (دون السن المسموح بها).

في هذه الاثناء، تسطع شمس اتلتيكو مدريد، متصدر الدوري المحلي حاليا، الذي سيكون له ملعبه الجديد quot;لا بينيتاquot; في موسم 2016-2017 في شرق العاصمة، في حين ان برشلونة اكتفى باجراء استفتاء حول تحديث ملعب نوكامب في حدود 2021.


نهاية مرحلة وبداية اخرى

من المبكر جدا الحديث بالاستنتاج عن تراجع برشلونة الذي يبقى قادرا على احراز كأس اسبانيا عندما يقابل ريال مدريد في النهائي الاربعاء المقبل في فالنسيا، وحتى الاحتفاظ ببطولة الدوري حيث يحتل المركز الثاني بفارق نقطة واحدة عن اتلتيكو مدريد (قبل 6 مراحل من نهاية البطولة).

لكن بعد هيمنته على دوري ابطال اوروبا في السنوات الاخيرة وتتويجه 3 مرات باللقب (2006 و2009 و2011)، وجد الفريق الكاتالوني نفسه خارجا قبل نصف النهائي بعد بلوغه هذا الدور 6 مرات متتالية.

من جانبه، لم يبلغ اتلتيكو مدريد دور الاربعة منذ ان خسر نهائي بطولة الاندية الاوروبية امام بايرن ميونيخ الالماني عام 1974.

ونظرا لتطوره المستقر في السنوات الاخيرة حيث احرز الدوري الاوروبي (يوروبا ليغ) مرتين (2010 و2012) وكأس اسبانيا (2013)، يستطيع اتلتيكو مدريد ان يحلم بنسف النقاليد السائدة سواء في اسبانيا او في اوروبا.

لكن بلوغ هذا الهدف يتطلب المحافظة على صلابته وفعاليته الغاليتين على قلب مدربه دييغو سيميوني.