حرب التصاريح تشتعل بين بايرن ميونيخ و بروسيا دورتموند

وكشف فاتسكة عن سر آخر و هو أن المساعدة الضعيفة للبافاريين كانت مقابل فوائد عالية بلغت 8% و بالتالي فلا يمكن اعتبارها أبداً مساعدة بل مساومة كان يمكن أن تؤدي إلى نتائج سيئة لولا نجاح الخطة التي اعتمدها البروسيا للخروج من النفق المظلم .

و لم يتأخر مسيرو نادي البايرن في الرد على هذا التصريحات على لسان كل من كارل هوبفنر رئيس النادي وكارل هاينز رومينيغه الرئيس التنفيذي للنادي اللذان أكدا ما سبق لرئيس النادي المسجون أولي هونيس إعلانه بإن البايرن ساهم في إخراج بروسيا دورتموند من ضائقته المالية و انقاذه من الإفلاس في إطار سياسة التضامن بين الأندية الألمانية لتفادي سيناريوهات تعيشها أندية في إسبانيا و في إيطاليا و دوريات أوروبية كثيرة ،وأوضحا :quot; بإن البايرن فعلاً دعم خزينة البروسيا بمبلغ 2 مليون يورو لكنه لم يتناول قضية الفوائد quot;.

وبحسب الصحف الألمانية فإن تصريحات رومينيغه حملت في طياتها لغة السخرية من بروسيا دورتموند و أنها كانت تهدف إلى اظهار الفارق الشاسع بين الناديين من الناحية المالية .

ورفضت إدارة دورتموند تلبية دعوة عشاء من قبل نظيرتها للبايرن قبل المباراة بين الفريقين ، وهو رفض فسره المتابعون على انه إعلان من أسود واستفاليا استمرارهم في تحدي العملاق البافاري.

و تشكل تصريحات و اتهامات فاتسكة و رومينيغه عودة التراشق الإعلامي بين مسؤولي الفريقين في سيناريو مشابه لما حدث بينهما الموسم المنصرم خاصة في الفترة التي سبقت المواجهة النهائية بينهما في دوري أبطال أوروبا بالعاصمة لندن قبل إعلانهما هدنة لم تصمد سوى أشهر حيث عادت العلاقة إلى نقطة الصفر بعد إعلان إدارة البايرن تعاقدها مع المهاجم البولندي لبروسيا دورتموند روبرت ليفاندوفسكي في يناير المنصرم ، فيما كان قبلها النادي البافاري قد انتدب أيضاً نجم البروسيا ماريو غوتزة و سعيه لانتداب نجم شالكة جوليان داركلسر و نجوم ألمان آخرين من أندية محلية آخرى و هو ما دفع بفاتسكة إلى مناشدة الاندية الألمانية المتضررة باستراتيجية الانتدابات التي يتبعها البايرن إلى تشكيل تحالف ضده لوقفه و إنهاء سيطرته على الكرة الألمانية التي حققها بفضل تراكم الأرباح المالية التي جناها في المواسم الأخيرة و جعلته قادراً على ضم أي نجم مهما ارتفع سعره.

و يعد فاتسكة ابرز من يتهم بايرن ميونيخ بتعمده استهداف اندية البندسليغا و إلحاق أضرار فنية بها من خلال التعاقد مع ألمع نجومها دون حتى أن يكون في حاجة لبعضهم ، في وقت تعتمد هي على سياسة تكوين اليافعين و هو ما ساهم برأيه في تراجع الاثارة و المتعة في الدوري الألماني عكس السنوات الماضية بسبب انحسار دائرة التنافس على اللقب على نادٍ واحد بدليل ان البايرن توج ببطولة الدوري قبل أكثر من عشر جولات عن إنتهاء الموسم و اصبح مركز الوصافة هو الحد الاقصى لبقية الأندية ، و هو ما قد ينعكس سلباً على نتائج ممثلي البندشليغا في المسابقتين القاريتين دوري الأبطال و الدوري الأوروبي الذي لم يتوج به أي نادٍ الماني منذ سنوات طويلة.

و في سياق متصل بعلاقة البايرن مع الأندية الالمانية و تأثيره على مجريات منافسة الدوري هذا الموسم تلقى مدربه الإسباني بيب غوارديولا انتقادات لاذعة من قبل مدربي الأندية الألمانية التي لا تزال معنية بالتنافس و ذلك بعد خسارته الأولى الأسبوع المنصرم ضد اوغسبورغ المتواضع حيث حملوه مسؤولية الخسارة التي اعتبروها هدية من البايرن بعدما لجأ غوارديولا إلى إراحة اغلب العناصر الأساسية تحسبا للاستحقاقات القارية التي تنتظره و إشراك لاعبي الاحتياط و الشبان بعدما ضمن التتويج .

و زادت حدة النقد بعد تصريح غوارديولا المثير عندما قال بإن علاقة البايرن بالدوري انتهت و الفريق سيركز على دوري أبطال أوروبا ، ليطلق الألماني ارمن فيه مدرب نادي انتراخت فرانكفورت تصريحاً يقول :quot; إن البطل أصبح يضر بالمنافسة بين الأندية في البطولة التي تبقى تصارع على البطاقات القارية أو تفادي الهبوط و ليس من العدل ان يقوم ناديا بإهداء منافسه انتصاراً في هذا التوقيت ، اما المدير الرياضي لنادي شالكة هورست هيلدت فقد قال :quot; إن جميع الفرق التي سوف تلاقي بايرن ميونيخ في الجولات المقبلة الأخيرة من الموسم سيكون لها الأفضلية في الحصول على ثلاث نقاط و الفوز على فريق تحول من كونه الفريق الذي لا يخسر إلى الفريق الذي لا يكترث لأمر البطولة quot;.

و من شأن الخطوة التي أقدم عليها غوارديولا مع البايرن ان تزيد من حدة العداء نحوه و ان تشكل دافعاً قويا لتجسيد التحالف الذي دعا إليه بروسيا دورتموند في الموسم القادم بعدما بات واضحا ان العملاق البافاري في جانب و بقية الأندية الالمانية في جانب آخر فنياً و مالياً.