كشفت النتائج التي سجلها ريال مدريد الإسباني في المباريات المحلية و القارية الأخيرة والأداء الباهت الذي ظهر عليه الحقيقة المرة لعشاقه وهي افتقار النادي لشخصية البطل الذي يطمح للظفر ببطولة الدوري الإسباني و بالنجمة الاوروبية العاشرة في تاريخ مشاركاته في دوري أبطال أوروبا.


ورغم أمتلاك النادي الملكي لتعداد بشري ثري و نجوم في كافة مراكز الفريق، هم أغلى اللاعبين في العالم ، و إلا أن فرص تحقيقه للبطولات هذا الموسم أصبحت محل شك بعد مواجهة الفريق لمواجهة دورتموند الألماني في إياب دوري أبطال أوروبا والتي خسرها بثنائية نظيفة و بأداء غير مقنع لا يترجم إطلاقا سعيه لتحقيق البطولة الأوروبية في مباراة كان فيها الألمان الطرف الافضل في جل مجرياتها رغم انهم افتقدوا لسبعة من ألمع لاعبيهم الأساسيين ، وكانوا قاب قوسين أو أدنى من إقصاء النادي الملكي لولا خسارتهم في إسبانيا بثلاثية نظيفة ، و لم يكن لغياب المهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو عن تلك المواجهة بسبب الإصابة ، ما يبرر المردود السلبي لزملاء الأرجنتيني انخيل دي ماريا .

واللافت لنتائج الميرينغي هذا الموسم أنه خسر جميع الاستحقاقات المصيرية في المباريات الكبيرة إذ خسر الكلاسيكو من غريمه برشلونة ذهاباً و اياباً رغم ان برشلونة ليس في أحسن أحواله هذا العام ، و خسر من اتلتيكو مدريد في السناتياغو برنابيو بهدف دون رد ، وتعادل معه في الفيسنتي كالديرون بشق الانفس، كما أنه خسر من اشبيلية مما جعله يتراجع في الترتيب العام إلى المركز الثاني ، لتتقلص حظوظه في استعادة عرش الليغا ، وعلى الصعيد الأوروبي فقد خسر الريال من بروسيا دورتموند المتراجع هذا الموسم ، كما أنه تعثر في دور المجموعات أمام يوفنتوس الإيطالي بتعادلهم في تورينو.
و سيواجه نجوم الريال بايرن ميونيخ في الدور قبل الأخير ، حيث يُعد البايرن من أقوى المرشحين و من أفضل الأندية في العالم في الوقت الحالي ، و إذا استمرت الاحوال على حالها فان مصير الملكي هو تجرع الانتكاسة مجدداً له و لجماهيره .
وفي ضوء ماحدث فقد اتجهت أصابع الاتهام الأولى و بشكل مباشر إلى المدرب الإيطالي كارلو انشيلوتي لانه المسؤول الأول عن الخيارات التكتيكية و عن التشكيل الأساسي الذي يخوض به المباريات الرسمية الكبيرة التي يتعثر فيها ، و برأي المتابعين فإن النتائج الجيدة التي سجلها الملكي كانت أمام منافسين متواضعين .
ويؤكد المتابعون بإن الريال تحت أمرة انشيلوتي يرتبك أمام الكبار و يرتكب أخطاء فادحة ، كما أن لاعبيه يخوضون المباريات المصيرية الكبيرة بدون جاهزية ذهنية حيث فشل أنشيلوتي في تحضيرهم نفسياً ، كما انه لا يجيد توظيف إمكانياتهم الفنية و التقنية بدليل تفريطه في لاعب الوسط الإسباني ايسكو رغم تألقه مع بداية الموسم فضلاً عن عدم إجادته لقراءة المباريات و المتغيرات التي تطرأ عليها ، إضافة إلى انه لا يمتلك الجرأة لأحداث تغييرات على تشكيله الأساسي في المباريات التي تلي الهزائم خاصة الخط الدفاعي من منطلق أن التشكيل الذي يخسر لا بد من تغييره عكس الذي يفوز .
وعادت هذه الهزائم التي تكبدها الريال إلى اذهان محبيه سلسلة الإخفاقات التي تلقاها أنشيلوتي في تجارب سابقة سواء إيطاليا أو في فرنسا فقد اخفق في التتويج بالكالتشيو مع ميلان و لم يفز به سوى مرة واحدة على مدار تسع سنوات قضاها في السان سيرو ، و فشل في الحفاظ على تقدم ناديه أمام ليفربول في نهائي أبطال أوروبا عام 2005 بثلاثة أهداف نظيفة ، و قبلها بعام تجرع الإقصاء من ديبورتيفو لاكورونيا رغم انه فاز في الذهاب بأربعة أهداف لواحد ثم فشله في الحفاظ على صدارة الدوري الفرنسي موسم 2011-2012 عندما حل بديلاً لانطوان كومبارية على رأس باريس سان جيرمان .
و أكثر ما يؤرق جمهور الريال هو أن الفريق لا يتعلم من الأخطاء التي يقع فيها و يكررها في كل مباراة و هو ما أكده لاعب النادي الكرواتي لوكا مودريتش الذي اقر بان الفريق لا يتقدم و لا يتعلم من أخطاءه و كل مباراة نخسرها بأخطاء فادحة .
كما انضم عدد من نجوم النادي القدامى إلى قائمة منتقدي انشيلوتي أمثال قلب دفاعه السابق الإسباني فرناندو هييرو و الألماني برند شوستر و الإسباني غوتي الذين اقروا بإن الريال نسخة انشيلوتي لم تنضج بعد ، و لا يتمتع بمواصفات و مقومات البطل حتى و إن بلغ المربع الذهبي لأبطال أوروبا و الدور النهائي لكأس ملك إسبانيا فهو مطالب بفرض أسلوب لعبه أمام الفرق القوية المرشحة و ليس أمام الضعيفة.