اختير المراهق الهندي راجيب روي، والذي نشأ في أحد الأحياء الفقيرة في واحدة من أكبر المدن في الهند، للتدريب مع مانشستر يونايتد لمدة أسبوعين.

لندن: بدأ راجيب روي، الذي يتقاسم غرفة واحدة مع والدته وشقيقه في منطقة quot;الضوء الأحمرquot; من كلكتا في ولاية البنغال الغربية، استعدادته للتدريب في أولد ترافورد بعدما رصده الفريق الكشفي لمانشستر يونايتد الباحث عن المواهب كواحد من اللاعبين المتوقع بروزهم في المستقبل .
ويعتبر روي البالغ من العمر 16 عاماً، واحداً من 11 مراهقاً الذين وصلوا إلى المملكة المتحدة خلال عطلة نهاية الأسبوع لقضاء أسبوعين للتدريب مع مدربي الشياطين الحمر.
ولفت المراهق الموهوب انتباه الفريق الكشاف لنادي مانشستر، عندما شارك في البطولة الوطنية لأفضل اللاعبين الشباب في الهند، في حين أن معظم زملائه الآخرين الذين استعدوا للسفر إلى مانشستر هم من الأسر الميسورة ماياً ولهم ميزة جيدة من التعليم والطلاقة باللغة الانكليزية.
وراجيب، من ناحية أخرى، نما وهو يمارس رياضيته المفضلة حافي القدمين في شوارع quot; كلكتا quot; حيث يعيش في قلب ضاحية سونجاهي وهي أكبر منطقة للضوء الأحمر في آسيا التي يقطنها حوالي 12 ألف من العاملات في مجال الجنس، وأنه يشاطر غرفة واحدة صغيرة مع والدته وشقيقه الأصغر ريجا، وفي شقتهم الصغيرة الضيقة هناك ملصق لصورة أوسكار نجم تشلسي المحبوب لدى راجيب ، والذي يشبهه من ناحية قدومه أيضا من الأحياء الفقيرة في البرازيل.
ومثل معظم الأولاد في ذلك الحي، فإن راجيب ليست لديه فكرة من هو والده. ووصف لحظة سماعه باختيار مانشستر يونايتد له بأنها quot;مثل اعتراف الأبquot;.
ووقع العديد من أصدقائه فريسة للمخدرات وجرائم ثانوية، ولكن راجيب كان لديه بعض التوقعات بفضل قدراته الكروية الطبيعية. وتغيرت حياته قبل عامين عندما أرسلته والدته إلى مدرسة quot;راهول فيديا نيكيتانquot; المحلية ، حيث قامت مؤسسة quot;دوربار ماهيلا سامانواياquot; بتربيته التي تهدف إلى تحسين حياة العاملين وأسرهم. وكانت قد عينت قبل أربع سنوات الدكتور سامرجيت جانا لإعداد مباريات بكرة القدم في المدرسة، معتبرة أن الرياضة هي أفضل وسيلة لدمج هؤلاء الأطفال في المجتمع.
وفي وقت سابق من هذه السنة أصبح المهاجم راجيب جزءاً من فريق ولاية البنغال الغربية الفائز بالبطولة الوطنية في كرة القدم للأحياء الفقيرة في ناجبور. وفي الشهر الماضي تم اختياره مع 30 آخرين من هذه المؤسسة للمشاركة في البطولة الوطنية المدرسية لكرة القدم التي انطلقت في غوا.
وكان يراقب هذه البطولة مدربون من مانشستر يونايتد الذين اختاروا 11 مراهقاً والذين وصلوا إلى بريطانيا وأولد ترافورد مع نهاية هذا الأسبوع.
ومن بين الأمور الأخرى، سيحصل هؤلاء المراهقين على جولة حرة في الملعب الأشهر على مستوى العالمي والتي تكلف عادة 20 جنيه استرليني، وهو الدخل الشهري لأسرة راجيب، الذي قال quot;يسألني الناس دائماً كيف أشعر باعتباري ابناً لمثل هذه الأم ومع ذلك أحقق شيئاً من هذا القبيل؟ لا أعرف كيفية الإجابة على هذا السؤالquot;.
وأضاف في حديث لصحيفة quot;دايلي ميلquot; البريطانية quot;ولكن عندما قال لي مدربي أن مانشستر يونايتد اختارني شعرت بأنه كاعتراف الأب. والدتي خجولة جداً وكانت تطلب مني أن اغلق غرفتي بعد الغداء، ولكنني كنت اتسلل بهدوء للعب مع أصدقائيquot;.
واعترف المراهق أنه كثيراً ما كان ينفق المال القليل الذي تعطيه أياه والدته كان يصرفه لشراء الغداء عند مشاهدته مباريات كرة القدم في مكان آخر من المدينة.
أما الدكتور جانا فأكد أن حلم راجيب هو الارتقاء في مهنة كرة القدم، وأنه يريد أن يلعب في الدوري الانكليزي الممتاز وفريقه المفضل هو مانشستر يونايتد.
وأضاف جابا للصحيفة ذاتها quot;واحداً من أهدافه الأخرى مساعدة شقيقه البالغ 9 سنوات للتأهل إلى مدرسة انكليزية متوسطة حتى يتمكن من تطوير نفسه في الأكاديمية. بدأت أكاديميتنا لكرة القدم منذ 4 سنوات على نطاق ضيق التي توفر تدريب أطفال المجتمعات المهمشة مثل العاملات في مجال الجنس وعمال البناءquot;.
شاهد تقرير بالفيديو عن راجيب :