ربما جعلت فكرة أن مانشستر يونايتد الإنكليزي لا يقيل المديرين الفنيين، ضحايا الحصاد الماضي غير مرتاحين في حياتهم المهنية المستقبلية.

لندن: ويلف ماكغينس، فرانك أوفاريل، تومي توكرتي، ديف سكستون ورون أتكنسون، كانوا جميعهم المديرين الفنيين في مانشستر يونايتد للسنوات الـ17 التي تفصل بين عهدي السير مات بوسبي والسير اليكس فيرغسون.
أمهلت ظروف مرحلة ما بعد الحرب وروح إعادة البناء، وقتاً للمدير الفني للشياطين الحمر مات بوسبي لتطوير فريقه، بينما نجا السير اليكس فيرغسون من بداية غير واعدة لأول موسمين له في أولد ترافورد، كونه كان لديه سجل حافل، بعدما حطم احتكار الثنائي الاسكتلندي رينجرز وسلتيك وفاز مع أبردين بكأس أوروبا، ولكن المشهد كان مختلفاً جذرياً في كرة القدم الانكليزية عندما تولى مسؤولية الشياطين الحمر في عام 1986.
كان ليفربول في ذلك الوقت يهمين على الكرة الانكليزية لفترة طويلة بلا منازع، حتى أن مانشستر يونايتد اعتبر على أن أداؤه يسير على نحو أسوأ من الأندية ذات مكانة مماثلة: ارسنال وتوتنهام وايفرتون.
وأغلق خيار أداء الأندية الانكليزية بشكل جيد في أوروبا عن طريق الحظر الذي فرض عليها بعد كارثة ملعب هيسل (انهيار جدار تحت ضغط الجمهور الهارب نتيجة لأعمال شغب قبل بداية مباراة فوز يوفنتوس 1- صفر على ليفربول في نهائي كأس الأندية الأوروبية، إذ توفي 39 مشجعاً معظمهم من أنصار النادي الايطالي).
وفي عصر دوري أبطال أوروبا لم يكن مانشستر يونايتد يهزم منافسيه المحليين فحسب، بل صارت المنافسة الأوروبية أساسية بالنسبة إليه. وأصبحت هذه المسابقة، من ناحية كرة القدم والتجارة على حد سواء، متجذرة في ميونيخ، ميلان، مدريد وبرشلونة، وكذلك في ليفربول ولندن.
وكانت حالة ماكغينس مثل حالة ديفيد مويس، فقد تم استدعائه ليس فقط ليحل محل المدير الفني الأكثر نجاحاً في تاريخ مانشستر يونايتد، بل واحداً من الذين أنشأوا النادي ورعوا تقاليده.
وكان من المتوقع في عام 1969 أن انغماس ماكغينس في ثقافة النادي باعتباره تلميذ بوسبي ومن ثم أصبح عضواً في الجهاز الفني، قد يكون مؤهلاً للقيام بالمهمة التي أوكلت إليه. التحدي حوّل شعره إلى اللون الأبيض، وفي نهاية المطاف سقط، وتمت إقالته بعد 18 شهراً.
بعد عودته من دوره كمدير فني مؤقت لمدة ستة أشهر، فسح بوسبي الطريق لفرانك أوفاريل، الذي لم يستمر أكثر من مدة ماكغينس. وعلى رغم قيادته ليستر سيتي للتأهل إلى الدرجة الأولى، إلا أن ثبت أن خبرته ليست لديها قاعدة أساسية في إدارة الشياطين الحمر الذي بدأ يتراجع.
أما تومي دوكرتي فقد فرض نفسه على الأقل، على رغم أنه كان مسؤولاً عندما هبط مانشستر يونايتد إلى درجة أدنى في عام 1974. وفى بمطالب النادي على أن يكون فريقه نابضاً بالنشاط ويلعب كرة قدم هجومية مع تشكيلة من الشباب التي ارتدت على الفور إلى الوراء. وعلاقته الحميمة مع ماري براون، زوجة لوري المسؤول عن العلاج الطبيعي، كلفته وظيفته فقط بعد الانتصار الذي لا يُنسى على ليفربول في نهائي كأس الاتحاد الانكليزي في عام 1977.
وجاء ديف سكستون مع سمعة تبني أفكاراً جديدة، ولكن فريقه كان أكثر وظيفياً من أن يكون حيوياً. وكان أداء تشكيلته عادياً جداً واللقب الوحيد الذي حصل عليه هو مشاركته مع ليفربول في كأس الدرع الخيرية بعدما انتهت المباراة النهائية بينهما بالتعادل السلبي في 1977.
وبوصول رون اتكنسون إلى أولد ترافورد جلب معه نجم وست بروميتش البيون لاعب الوسط براين روبنسون الذي يمكن اعتباره نقيضاً لللاعب الشياطين الحمر الحالي مروان فيلايني. وأضاف المدير الفني نسقاً رائعاً مع وصول الاسكتلندي غوردون ستراكان والدنماركي يسبر أولسون والهولندي أرنولد موهرن. ولكن سوء حظ اتكنسون كان توقيت وصوله إلى أولد ترافورد مع العقد الثاني من هيمنة ليفربول على الكرة الانكليزية.
قاد اتكنسون مانشستر يونايتد مرتين إلى نهائي كأس الاتحاد الانكليزي عندما كانت لهذه المنافسة شعبية أكثر بكثير مما هي حالها اليوم. وبدأ الموسم 1985/86 مع 10 انتصارات متتالية في دوري الدرجة الأولى، ولكن ليفربول كان كالقطار السريع ينهي موسمه بفوزه باللقب الـ16 للدوري.
وبداية اتكنسون السيئة لحملة الموسم التالي أدت إلى تعيين اليكس فيرغسون في 6 نوفمبر 1986 الذي من شأنه أن يجسد هيئة ومظهر كرة القدم حتى أعلن اعتزاله في 8 مايو 2013. ولكن على الأقل فإن المدير الفني الجديد لمانشستر يونايتد ليس بالضرورة أن يتبع ذلك!