&بينما يأمل الألمان أن ينجح منتخب بلادهم الليلة في الفوز ببطولة كأس العالم المقامة في البرازيل، حين يلتقي نظيره المنتخب الأرجنتيني، فإنهم قد يتذكرون كذلك تلك الفترة التي امتزجت فيها السياسة بعالم الساحرة المستديرة في ألمانيا الشرقية، حين كان للشرطة السرية هناك فريق كرة قدم خاص بها، وكان الأفضل آنذاك.


&القاهرة :&وكان أبرز مشجعي هذا الفريق هو وزير أمن الدولة في ذلك الوقت، الذي أمر بنقل أفضل اللاعبين الموجودين بباقي الفرق إلى فريقه المفضل، وهو بي إف سي دينامو.
&
وذكر تقرير نشرته بهذا الصدد هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن الأندية التي كان يوجد في اسمها كلمة "فوروارد"، مثل نادي Vorwarts Leipzig، كانت ترتبط عادةً بالجيش، والأندية التي يوجد بها اسم "دينامو" كانت ترتبط بالشرطة.
&
وأضاف تقرير البي بي سي أن فريق بي إف سي دينامو كان فريق وزارة أمن الدولة في برلين، وكان أكبر مشجعيه اريك ميلكي، وزير أمن الدولة، وذلك على مدار مدة تزيد عن 30 عاماً، إلى أن انهارت ألمانيا الشرقية. وسبق لميلكي أن تورط في عملية قتل سياسي عام 1931، دخل بسببها السجن بمجرد أن تم هدم جدار برلين.&
&
وقد لاذ ميلكي بالفرار في ثلاثينات القرن الماضي إلى الاتحاد السوفيتي، حيث أصبح واحداً من أتباع ستالين الذين يباشرون عمليات التطهير الإجرامي التي كانت تتم هناك. وبعد الحرب، عاد مرة أخرى إلى ألمانيا الشرقية ليصبح وزيراً لأمن الدولة.&
&
وأظهرت صور بأرشيف وزارة أمن الدولة ببرلين مدى ولع ميلكي بنادي بي إف سي دينامو، حيث التقطت له مجموعة صور وهو يقف مبتسماً بجانب لاعبي الفريق وكذلك وهو يركل الكرة في النادي. وأشارت البي بي سي إلى أن ميلكي كان ينظر إلى كرة القدم باعتبارها طريقة يمكن أن يعتمد عليها لتوسيع ألمانيا الشرقية والاشتراكية.&
&
ونوهت البي بي سي لتصريح سبق أن قال فيه ميلكي "النجاح في كرة القدم سيبرز بصورة أكثر وضوحاً مدى التفوق الذي يحظى به نظامنا الاشتراكي في مجال الرياضة".
&
وصدر قرار عام 1953 بدمج فرق الشرطة الموجودة في دريسدن لتصبح فريقاً واحداً اسمه دينامو دريسدن. وفي العام التالي، أصدر ميلكي قراراً بضرورة أن ينتقل لاعبي فريق دينامو دريسدن للفريق الذي كان مكوناً حديثاً في تلك الفترة، وهو دينامو برلين. ومنذ توحد الألمانيتين، ونادي دينامو برلين يعاني من حالة من الضعف في مرحلة ما بعد وزارة أمن الدولة، وها هو يلعب الآن في الدرجات الدنيا من الدوري، في حين أن منافسه الأكبر بالمدينة، يونيون برلين، يسير بخطى ثابتة للأمام.
&